لا ينكر أحد الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها لويس هاميلتون، الممثلة بإنجازاته التي حققها طوال مسيرته في بطولة العالم للفورمولا 1. لكن، في جائزة روسيا الكبرى، الجولة 15 لموسم 2021، يواجه بطل العالم 7 مراتٍ تحدياً مفصلياً قد يكون حاسماً في حظوظه للفوز بلقبه العالمي الثامن.
يشهد الموسم الحالي من بطولة العالم للفورمولا 1 منافسةً محتدمةً بين لويس هاميلتون، وسائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن. حيث يبدو، للمرة الأولى منذ بدء الحقبة الهجينة، أن هناك سيارة يمكنها منافسة مرسيدس خلال موسمٍ كاملٍ.
ومع التوجه إلى جائزة روسيا الكبرى، كان هاميلتون يدرك أن لديه أفضليةً، نوعاً ما، مقارنةً مع منافسه الهولندي. إذ أن فيرشتابن لديه عقوبة التراجع 3 مراكز من مكان تأهله في روسيا، بسبب الحادث الذي جمع الثنائي في مونزا.
ترافق ذلك مع إدراك فريق مرسيدس أن لديه أفضلية في حلبة سوتشي، مع سجل انتصارات 100% منذ استضافة هذه الحلبة لأحد سباقات الفورمولا 1 في 2014.
وبالتالي، كان هاميلتون يدرك أن لديه فرصة مثالية لاستعادة صدارة بطولة العالم للسائقين من خلال فوزه في روسيا.
تعززت حظوظ مرسيدس وهاميلتون بعد قرار ريد بُل منح فيرشتابن وحدة طاقة جديدة، لينطلق من المركز الأخير في سباق روسيا. أصبحت المهمة أسهل: أقرب منافسٍ لـ هاميلتون يواجه مهمة شق طريقه عبر الترتيب في السباق، وعلى بطل العالم الحالي هاميلتون الفوز بسباقٍ سبق له الفوز به 4 مراتٍ في مسيرته.
لكن يبدو أن هذا الهدف ترافق مع ضغطٍ لـ هاميلتون، إذ أن عليه الفوز، أو لا شيء، في روسيا.
هذه الجولة، التي عادةً تكون في حلبة سوتشي ولا تقدم سباقات مثيرة كثيراً، قد تكون من الأهم في معركة اللقب بين هاميلتون وفيرشتابن.
إذ أن فوز هاميلتون بالسباق، بالترافق مع تسجيل فيرشتابن لعدد محدود من النقاط، سيمنح هاميلتون أفضليةً لا يستهان بها في ترتيب بطولة العالم للسائقين. أفضليةٌ ستتيح له، في الجولات المقبلة، التحكم بصدارته وعدم المخاطرة بكل ما لديه.
ولكن في الحصة التأهيلية في سوتشي، فوّت هاميلتون، وفريق مرسيدس، فرصةً مثاليةً لضمان الانطلاق من المركز الأول من خلال سلسلة من القرارات، التي ترافقت مع الأخطاء وسوء الحظ، التي أدت إلى اكتفاء هاميلتون بمركز الانطلاق الرابع.
حسناً، لربما سيستعيد هاميلتون صدارة ترتيب بطولة العالم للسائقين بعد سباق روسيا، الذي ينطلق بعد ساعاتٍ من الآن، ولكن عدم فوزه، وعدم استغلاله لتراجع فيرشتابن بأفضل طريقة ممكنة، سيكون فشلاً.
بغض النظر عن توجهات كل مشجع، يمكن للجميع الاتفاق أن ارتكاب هاميلتون للأخطاء يعتبر نادراً. لذلك، ما حصل معه في الحصة التأهيلية لسباق روسيا كان غريباً.
إذ أن هاميلتون ارتكب خطأً مكلفاً للغاية عند مدخل منطقة الصيانة في القسم الثالث من الحصة التأهيلية، مع محاولة الوصول إلى مرآب الفريق بأسرع وقت لاستبدال الإطارات إلى الإطارات الملساء، ما أدى إلى تضرر الجناح الأمامي وخسارته لوقتٍ ثمين جداً أثناء انتظار فريق مرسيدس، وليحصل على لفة سريعة وحيدة فقط في نهاية الحصة التأهيلية لم تكن كافيةً لرفع درجة حرارة إطاراته، بخلاف الثلاثي المنطلق أمامه.
كما أن هاميلتون ارتكب خطأً في تلك اللفة السريعة الأخيرة، مع فقدانه للسيطرة على القسم الخلفي لسيارته واصطدامه بالحواجز، ولكنه تمكن من مواصلة القيادة ببطء إلى منطقة الصيانة، إضافةً إلى خطأ آخر لم يكن واضحاً على شاشات التلفاز.
في لفته السريعة الأخيرة مع الإطارات الخاصة بالحلبة الرطبة ‘إنترميديت’، تواصل مهندس السباقات الخاص بـ هاميلتون، بيتر بونينغتون ‘المشهور بـ بونو’، وأخبره أن عليه الحذر عند المنعطف الرابع وعدم تكرار خطأه، وبالتالي هذا خطأ إضافي ارتكبه حامل اللقب الحالي.
تلك السلسلة من الأخطاء ناجمة عن إدراك هاميلتون أهمية هذه الجولة، أهميتها في معركة اللقب، أهميتها في تسجيل أكبر عدد ممكن من النقاط واستعادة صدارة الترتيب بأفضلية مريحة، وليس فقط ببضعة نقاط تفصله عن فيرشتابن ليستمر تغير الصدارة بين الثنائي جولةً تلو الأخرى.
بضعة ساعاتٍ تفصلنا عن هذا السباق الحاسم. بالنسبة لـ هاميلتون، هناك إمكانية كبيرة لتصدره الترتيب بعد انتهاء هذا السباق. لكنه يدرك، حتى وإن تصدر ترتيب النقاط، وفي حال عدم فوزه، أنه فوّت فرصةً ثمينةً قد يجدها مكلفة جداً بعد انتهاء سباق جائزة أبوظبي الكبرى الختامي لهذا الموسم، في حال كان منافسه الهولندي اليافع يحتفل بلقبه العالمي الأول في الفورمولا 1.