في هذا المقال يشرح لنا غاري آندرسون الخبير التقني لمجلة أوتوسبورت كيف يُمكن للفرق الكبيرة والفرق الصغيرة في الفورموﻻ واحد التعايش في ما بينها في بُطولةٍ لا ترحم أحدًا.
.
.
.
خلال نهاية اﻷسبوع الماضي التي شهدت إقامة جائزة الوﻻيات المُتحدة الكُبرى، دار حديثٌ طويل عن الوضع المالي للفورموﻻ واحد ومخاطر تراجع عدد السيارات المُتواجدة على شبكة اﻻنطلاق حتى إلى أقل من 18 سيارة – وهو العدد الذي شارك في السباق اﻷمريكي.
كالعادة لم يُؤدِ ما حدث سوى إلى تداول الكثير من الكلام، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تسير بها اﻷمور في الفورموﻻ واحد خلال العقد الأخير منها على اﻷقل.
لقد خسرت الفورموﻻ واحد حاليًا مُشاركة فريقين لذا من الضروري اﻵن اتخاذ إجراءات تضمن تواجد عددٍ كافٍّ من السيارات للتسابق على المسارات من أجل ضمان وجود اﻻستعراض الذي يُحبه المُشجعين مُشاهدته.
ويكمن اقتراحي في مُشاركة الصانعين الكبار مع الفرق الصغيرة، والتي ستُصبح بالتالي فرقًا للسائقين الناشئين.
في الحقيقة يُمكننا تحديد فرق الصانعين على أنهم مُزودي المُحركات، واﻵن لدينا مرسيدس وتحالف ريد بُل-رينو وفيراري مع انضمام تحالف ماكلارين-هوندا الموسم المُقبل.
وعليه ينبغي إجبار هذه الفرق الأربعة الكبيرة بموجب القوانين في أن يكون لها فرق للسائقين الناشئين.
سيكون على فرق الصانعين تزويد وتسديد تكاليف قيمة المُشاركة في الموسم بما يشمل التسابق واختبار وحدات الطاقة وأنظمة نقل الحركة [عُلب التُروس] إضافةً إلى جميع التجهيزات الضرورية لتشغيل هذه الحُزمة [السيارة].
وعلى رأس جميع هذه اﻷمور أن يكون لديها الخيار لشراء المُكونات الجاهزة ولا يقتصر فقط على ما ندعوه “قائمة اﻷجزاء” التي ينبغي على الفرق إنتاجها بنفسها حتى يتم اعتبار أي منها صانعًا.
كما أقترح أيضًا إمكانية شراء المجموعات الجاهزة وخُطوط نقل الحركة على أن يبقى التصميم الانسيابي ضمن المُلكية الفكرية الخاصة بالفريق.
كما ينبغي إبرام عُقود طويلة اﻷمد، رُبما سأقترح أن تكون مُدتها 3 سنوات على اﻷقل، وقد يكون هذا اﻷمر ضروريًا ﻹعطاء الفرق الصغيرة اﻻستقرار الضروري لها.
وبينما يُمكن منح الفرق الصغيرة المُحركات وعُلب التُروس، فإن ذلك سيُساهم في تواجدها كصانعٍ مُستدام من خلال إنتاج سيارتها الخاصة وإنجاز أعمال التطوير الخاصة بها. وهو ما يُساهم أيضًا في حماية الكثير من الوظائف.
رُبما يستمرون في إنتاج مقصورات السائقين الخاصة بهم إضافةً إلى تواجد علاماتهم الخاصة بهم، لذا لن تُهدد هذه العلاقة التقنية هوية فرقٍ مثل ساوبر وفورس إنديا.
كما يُمكن اختيار السائقين بالتعاون مع فرق الصانعين، ما يعني منح الفرصة للمواهب الصاعدة المُرتبطة بالفرق الكبيرة.
يُمكن أن تكون المُشاركة بين الفرق بسيطةً جدًّا، حيث نرى أن بين فريقي ريد بُل وتورو روسو تحالفًا طبيعيًا واضحًا، مع اﻷخذ باﻻعتبار أن مالكهما شخص واحد.
ويُمكن لفريق مرسيدس أن يكون شريكًا لفريق فورس إنديا، ولطالما كان فريق فيراري حليفًا لفريق ساوبر مُنذ زمنٍ طويل، ورُبما يُمكن لفريق ماكلارين التعاون مع فريق ماروسيا.
هذا اﻷمر يضمن مُستقبل 6 سيارات، وما يزال لدينا فريقي ويليامز ولوتُس، وهُما فريقا زبائن، ويُمكنهما بسُهولة اﻻستمرار في المُنافسة كفريقين مُستقلين.
أما بالنسبة لكاترهام، إذا تمكن من التواجد، فيُمكنه – بطريقةٍ أو بأخرى – استيعاب فريق هاس اﻷمريكي الذي من المُقرر أن ينضم للفئة الملكة في موسم 2016 وحتى فريق فورزا روسا الذي يُخطط للمُشاركة أيضًا.
لدى فريق هاس بالفعل روابط تجارية وتقنية مع فيراري، لذا يُمكنه في هذه الحالة أن يكون الفريق الثاني للسائقين الناشئين. ولكن يجب أن تكون الطريقة الدقيقة ﻻستيعاب الفرق المتواجدة لفرق أخرى سهلةً بما يكفي لحل المُشكلة، وهو اﻷمر الذي يُمكننا – في حال تحقيقه – من خلاله حماية 16 فريقًا مُصنعًا / وللناشئين.
لذا ينبغي لهذه اﻻقتراحات أن تجعل من المُمكن تواجد 22 سيارة على شبكة انطلاق البُطولة للموسم المُقبل، ورُبما أكثر إذا تمكن فريق فورزا روسا من المُشاركة، ونأمل أن نرى تواجد 24 سيارة على اﻷقل على شبكة انطلاق موسم 2016, وستكون جميع اﻷمور مُستقرةً من الناحية التجارية.
ولكن هل يُمكن حسم أو تسديد ثمن المُحركات لهذه الفرق الصغيرة من أموال إدارة الفورموﻻ واحد [فوم] قبل توزيعها؟
رُبما سيؤدي هذا اﻷمر إلى تواجد فئتين داخل الفورموﻻ واحد، في الحقيقة هذا ما كان لدينا مُنذ وقتٍ طويل. فرق المُصنعين الذين يفوزون بكل شيء، ولكن هل هُنالك أية اختلافات عمَّا لدينا اﻻن؟
هُنالك فرق ساوبر وفورس إنديا لا يوجد لديها رُؤى واقعية للبُروز كمُنافسين على اللقب العالمي، ولكنهم بهذه الطريقة يُمكنهم تشغيل فرق صغيرة وفعالة قادرة على تحقيق بعض النتائج الجيدة.
وبالتأكيد لا يوجد اختلافات كبيرة على الترتيبات الحالية مع فريق تورو روسو الذي يستخدم مُحركات رينو وعُلب تُروس داخلية من إنتاج ريد بُل، كما يستخدم فريق ساوبر مُحركات وعُلب تُروس من فيراري، بينما يستخدم فريق فورس إنديا مجموعات من مرسيدس، ولكن اﻻختلاف الكبير في أنها ستحصل عليها من دون مُقابل، بدلاً من دفع ثمنها كما يحصل اﻻن.
يُمكن استعادة هذه المبالغ بسُهولة، لنقل على سبيل المثال مبلغ 25 مليون جنيه إسترليني من ميزانية الموسم، والسبب الذي أودى بنا إلى هنا هو أنَّ المُصنعين هُم من دعوا ﻻعتماد اﻷنظمة الجديدة للمُحركات.
فهل من العدل ان تدفع هذه الفرق الصغيرة الفاتورة إذا علمنا أن ثمن المُحركات تضاعف 4 مرات هذه السنة.
وليتلائم اﻷمر مع وضع فرق الناشئين، عليهم على اﻷقل أن يُشاركوا بسائقٍ ناشئ من دون خبرة، ويُمكن أن يقوم الفريق اﻷم بتعيين هذا السائق.
كما يُمكنني أن أقترح أيضًا وضع قاعدةٍ يتم بموجبها قبل خوض السباق اﻷول، عدم السماح للسائق الناشئ بالمُشاركة في أكثر من 20 سباقًا في الفورموﻻ واحد.
وينبغي تحديد هذا العدد دائمًا كعدد السباقات في الموسم السابق زائد سباق واحد، لذا إذا بدأت كسائق ناشئ، فإن أمامك فُرصة إكمال موسمين بصفة سائق “ناشئ”.
وفقًا لذلك يحق لفرق الناشئين اختيار السائق الثاني، إلى جانب أية صفقات رعاية ذات صلة. لذا ستكون هُنالك فُرصة لمُشاركة سائقين يتمتعون بخبرةٍ أكبر إلى جانب السائقين الناشئين.
وبالتأكيد ينبغي أن يسير هذا النظام الرسمي لفرق الناشئين يدًّا بيد مع القُيود اﻷخرى على النفقات.
الطريقة الوحيدة للحدن من النفقات هي من خلال إنجاز عدد أقل من اﻷعمال – وهذا اﻷمر يستند لمُبرر منطقي، لذا سأقترح أن تُقدم الفورموﻻ واحد نظامًا يتم بموجبه تجميد مُواصفات السيارات لعدة مواسم.
وعلى المنوال نفسه ينبغي أن تستمر علبة التُروس لعدد مُعين من السباقات، وفي هذه الحالة 6 سباقات، وسأقترح أيضًا – وعلى نحوٍ مُشابه – تجميد حُزمة من اﻷجزاء اﻻنسيابية والميكانيكية.
سيكون بإمكانكم استبدالها، ولكن بأجزاء مُطابقة لها تمامًا، دعونا نقول إنه على هذه الحُزمة اﻻستمرار لستة سباقات في كل مرة، ولكن مع حُزمتين إضافيتين من دون التعرض لعُقوبات “جوكر” بحيث يُسمح للفرق بإجراء التغييرات التي ينبغي إجراءها في ما لو واجهت مصاعب في سياراتها.
تخيلوا لو أنكم عانيتم في سباق أستراليا، فسيكون بإمكانكم لعب ورقة “الجوكر” في سباق ماليزيا ومن ثم يتم تجميد هذه المُواصفات لغاية سباق كندا.
ويُمكنكم ﻻحقًا تقديم مُواصفات أخرى للسباقات الستة اللاحقة باستغلال ورقة “الجوكر” اﻷخرى، وعلى نحوٍ فعال، يعني هذا اﻷمر أنه عليكم بدء الموسم بمواصفات مُعينة ويُسمح لكم بإجراء 4 تغييرات على هذه المُواصفات في كل موسم.
سيُساهم هذا اﻷمر في توفير مبالغ طائلة من ناحية اﻷجزاء اﻻختبارية التي يتم إنتاجها وتجربتها، كما يُمكن أن يضع على عاتق الفرق مسؤولية الفهم الكامل للأجزاء التي يضعونها في السيارة قبل القيام بذلك.
كما سيُسمح للفرق أيضًا باستخدام الحُزمة بطريقةٍ مدروسة، فهل من المُمكن أن تصل فرق الوسط إلى سباق إيطاليا على حلبة مونزا بسيارة مُخادعة جدًّا؟ عليهم اﻻستمرار وفق هذا المفهوم، ولكن يُمكنهم تحقيق نتيجةً كبيرة من سيارة واحدة.
هُنالك العديد من الطُرق لتوفير المال، لدينا هذه السنة تصميم مشترك لبُنية الاصطدام الجانبية، لماذا لا يكون لدينا اﻷمر نفسه لبُنية التصادم في الجهتين اﻷمامية والخلفية؟ يُمكن لهذه البُنية أن تكون وفقًا [ﻷنظمة] موقع منطقة التصادم التي حددها الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” ولكن يتم تغطيتها بحواف جانبية انسيابية خفيفة الوزن من التصميم الخاص للفريق.
بناءً على ذلك يُمكن للفرق أن ﻻ تُنفق مبالغ كبيرة على أعمال التصميم، وبالتالي سنرى تقلصاّ واضحًا في النفقات. كما يُمكن ان يُوفر علينا هذا اﻷمر الحاجة ﻹجراء اختبارات الاصطدام، وهي الأخرى مُكلفة ويُمكن أن تُكلفكم في بعض الأحيان مقصورة سائق كاملة.
من المُمكن توفير مبالغ كبيرة من خلالتوحيد المُكونات مثل تلك التي تقع خلف المُحرك، إذا كان بإمكننا فعل ذلك مع السماح للفرق بإتاج اﻷجزاء التي يُمكنها تشكيل اختلاف تنافسي حقيقي، وسيبقى لدينا حينها الفورموﻻ واحد التي نعرفها.
اﻻختلاف الوحيد هُنا بأنها أكثر استدامة، فورموﻻ واحد واقعية تضمن تواجد عددٍ كافٍّ من السيارات على شبكة اﻻنطلاق وتمنح المُشجعين مُتعة المُشاهدة.