توصلت الفرق المشاركة في بطولة الفورمولا 1 إلى اتفاق في ما يتعلق بالتغييرات التي ستطرأ على السيارات في موسم 2017. يقيّم كريغ سكاربوروه المقترحات الجديدة.
بعد أشهرٍ من المفاوضات، أعلن الاتحاد الدولي للسيارات عن مجموعة مبدئية من القوانين التقنية لموسم 2017 من بطولة الفورمولا 1.
وبعد أن كان الهدف الأساسي يقضي بزيادة سرعة السيارات بحوالي ست ثواني في كل لفة، تهدف المقترحات الحالية إلى زيادة سرعة السيارات بحوالي ثلاث ثواني في كل لفة عن طريق زيادة الانسيابية والتماسك الميكانيكي، بالترافق مع تعديل تصميم إطارات بيريللي من أجل التلائم مع متطلبات السيارات الأقوى.
العناوين الرئيسية للقوانين التقنية هي زيادة حجم الإطارات والأجنحة وموزع الهواء االخلفي.
هذه التغييرات تهدف إلى زيادة سرعة السيارات عن طريق زيادة سرعة اجتياز السيارات للمنعطفات، بدلاً عن زيادة السرعة القصوى للسيارات.
ولكن رغم ذلك، فإن هذه المقترحات لا تتطرق إلى تحسين التجاوزات، إذ أن الكثير من هذه التغييرات لها مفعول معاكس للعمل الذي أنجزته مجموعة العمل للتجاوزات أثناء الاستعداد لعام 2009.
ولكن يبقى علينا أن ننتظر إذا كان التحسن في تأدية السيارات عن طريق زيادة عرض السيارات وزيادة التماسك وحجم موزع الهواء الخلفي سيساهم بشكلٍ ما في تحسين التجاوزات على الحلبة أثناء السباقات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التغييرات لا تعتبر جذرية، حيث لا تنص القوانين على تخفيف تعقيد تصميم الأجنحة الأمامية، الذي لم تتطرق إليه المقترحات، والذي يبقى عاملاً أساسياً في عملية التجاوزات نتيجة تأثيره على لحاق سيارة بأخرى على الحلبة على سرعاتٍ عالية.
التغيير الأساسي يهدف إلى جعل السيارات أعرض، والعودة إلى أبعاد للسيارات كتلك التي كانت مُعتمدة عام 1998 (عرض السيارات سيكون 2 متر).
ومع زيادة عرض الإطارات أيضاً (زيادة عرض الإطارات الأمامية بمقدار 60 ملم والخلفية 80 ملم)، ستتمتع السيارة بتماسك أكبر وانخفاض انتقال توزع الثقل والذي يحرم العجلات من التماسك الكبير أثناء اجتياز المنعطفات.
كما تساهم الإطارات الأعرض بزيادة قوة الجر على الخطوط المستقيمة، وهذا مفعولٌ لا بد منه يترافق مع زيادة التماسك.
ومن أجل إيجاد التماسك الانسيابي، ستصبح الأجنحة الأمامية أعرض بحوالي 200 ملم، وذلك من أجل المحافظة على خط وحيد بين الجناح الأمامي والإطارات.
كما أن أرضية السيارة بين العجلات الأمامية والخلفية ستكون أعرض، وفقط بمقدار 200 ملم، فيما يصبح موزع الهواء الخلفي أطول، أكبر، وأعرض بشكلٍ طفيف.
وعلاوةً على ذلك سيكون الجناح أعرض بحوالي 150 ملم وأخفض، ليصبح مشابهاً للغاية للأجنحة الخلفية قبل عام 2009.
ورغم أنها لا تعتبر تغييرات انسيابية، إلا أن الأجنحة الأمامية والخلفية، إضافةً إلى مقدمة جوانب السيارة، ستأخذ شكلاً منساباً نحو الخلف من أجل جعل مظهر السيارات أفضل من الأشكال الحالية المستطيلة ‘‘الجامدة’’.
وبالتالي سيتم زيادة المساحة المسموحة للصفائح المتموضعة على جانبي مقصورة القيادة، ومع اعتماد تصاميم أبسط للصفائح الجانبية للأجنحة الأمامية.
وبشكلٍ عام، يعني ذلك العودة بأبعاد سيارات الفورمولا 1 إلى ما كان الحال عليه في تسعينيات القرن الماضي، وإن كانت مع لمسةٍ عصرية ومعقدة أكثر.
وإضافةً إلى التغييرات الأساسية في الأبعاد، هناك بعض النقاط التي يسمح بانحنائها في محيط أرضية السيارة وأنظمة التعليق.
وإضافةً إلى هذه التغييرات الضخمة، هناك إمكانيات ضخمة من أجل توليد أداء أكبر من ناحية الانسيابية.
إذ يمكن أن تتمكن بعض الفرق من تحسين سرعة سياراتها بأكثر من ثلاث ثواني في كل لفة إذا قامت باستغلال القوانين وثغراتها إلى أبعد الحدود.
ونتيجةً لذلك، على الفرق أن توازن بين عملية تطوير سياراة 2016 التي كُشف عنها مؤخراً وعملية تصميم سيارات جديدة بالكامل السنة المقبلة.
ومع هذا التغيير في القوانين، هناك فرصة كبيرة لكل فريق من أجل تحقيق مكاسب ضخمة في الأداء التنافسي.