يدرك كل من الرئيس الأعلى لفيراري سيرجيو ماركيوني ورئيس فريق الفورمولا 1 ماوريزيو أريفابيني أنهم أنجزوا الشق السهل، إذا أمكن وصفه بذلك.
وعادت السكوديريا لتحقيق الفوز في موسم 2015، بعد أن خاضت العام الماضي أول موسم لها خالٍ من الانتصارات منذ عام 1993، وأصبحت أقرب منافسي مرسيدس.
وستكون الخطوة التالية، التي يتنافس فيها الفريق الأحمر مع ويليامز، وهي الإبقاء على وتيرة اقترابهم من مرسيدس أو التغلّب عليهم، أصعب دون شك، ويمكنكم سؤال ماكلارين عن ذلك.
واتضح في وقت سابق من الأسبوع الحلي أن ماركيوني وأريفابيني مدركين لذلك تماماً، إذ خيّم جو قاتم على احتفالات فيراري السنوية.
وسجّل هذا الحدث نقطة التحول منذ 12 شهراً، حيث كان هناك عملية تغيير جذرية تعصف بأروقة مارانيللو، من ناحيتي سياسة ونهج الفريق وعلى صعيد العاملين فيه.
وساد شعور من الاتجاه الصاعد والالتزام الراسخ بضرورة تغيير مجرى الأمور.
وهذه السنة، لم يشهد الفريق تغييرات ملحوظة في العاملين فيه، كما لم يتم تحديد أهداف كبيرة.
تم تحقيق الأهداف الأولية. والآن أصبحت مسألة المضي في هذا المنحى وتحقيق الهدف التالي، الذي حُدد دون القول: التغلب على مرسيدس.
متحدثاً إلى وسائل الإعلام، التي كانت بمعظمها إيطالية، إضافةً إلى عدد من الألمانيين، الفنلنديين، الصينيين وأوتوسبورت، في قلب المقر الرئيسي لفيراري، أوضح ماركيوني أن “لا أعذار لديه ليعطيها”.
كان الثنائي سعيداً بالتحدث. وفي الواقع استمر ذلك لحوالي 90 دقيقة. لكن عوضاً عن تحديد أهداف طموحة، اكتفيا بالحديث عن تركيز الفريق على العمل بجهد وأن نتيجة هذا العمل الشائق ستظهر في ملبورن.
وسيطرت مواضيع المحركات، السياسة ومستقبل الفورمولا 1 على فحوى الحديث. واستبعد ماركيوني رحيل فيراري عن الفورمولا 1، مشدداً على أن “لا أحد سيهتم بالفورمولا 1 من دون فيراري”.
لكنه بالوقت ذاته ترك الباب مفتوحاً لسيناريو مماثل فيما تحتدم المعركة بين صانعي المحركات، الاتحاد الدوي للسيارات “فيا” ومالكي الحقوق التجارية للفورمولا 1 “فوم” حول مستقبل الفورمولا 1، والمحركات خاصةً”.
كما اتضح أن هناك علاقة متقاربة بينهم وبين مرسيدس ورينو، فيما يبدو أن الصانعين الثلاثة يصطفون سوية في المعركة بمواجهة الـ “فيا” والـ “فوم” حول مستقبل قوانين محركات الفورمولا 1.
وكانت المؤشرات قد طفت إلى السطح مؤخراً، عندما طلبت مرسيدس إيضاح قوانين قيود الانسيابية، وأكدت على أنه ليس للأمر نتيجة لعلاقة فيراري وفريق هاس القادم حديثاً إلى البطولة من خلال العمل في النفق الهوائي الخاص بالسكوديريا.
من ناحية أخرى، بدت فيراري محافظةً على رباطة جأشها، موضحةً أن مرسيدس أبقتها على اطّلاع بما تطلب إيضاحه.
ويوم الثلاثاء، اتخذت مرسيدس خطوة إيضاح أنه ليس لفيراري أي ذنب بمسألة تسريب البيانات التي تُقاضي فيها أحد مهندسيها.
وفي مارانيللو، كان هناك أحاديث كثيرة من ماركيوني حول كيفية إقامة اتفاق بين صانعي المحركات الثلاثة (ولوحظ عدم ذكر هوندا) على طريقة للمضي قدماً بالتعاون مع بيرني إكليستون وجان تود لأخذ خطوات إضافية، آخذين بعين الاعتبار الاستثمارات، الالتزامات التي وضعها الصانعون.
وتحدث ماركيوني عن اقتراح حلول لمشاكل البطولة، مثل تطوير فيراري نفسها وحدة طاقة بسعر مقبول، لكنه كرر على أن فيراري تُدار كعمل تجاري، وستُطرح أسهم منها للتداول في بورصة ميلان قريباً، واستبعد فكرة أية تغييرات قد تضعها في أزمة مالية.
تشعر فيراري بأهمية الأشهر والسنوات المقبلة. ومن الضروري أن تكون منافسة قوية في موسم 2016.
لكن عليها المنافسة على مراكز المقدمة على المدى البعيد، الأمر الذي يضمن لها مركزاً في الفورمولا 1 مستقبلاً.
لم يكن هناك أي استعراض. لا خطاب هوى. وعوضاً عن ذلك تعمل فيراري على تعزيز صلابتها، كما تعمل على تعزيز أعمالها وجمع الحلفاء. سيكون من المثير رؤية نتيجة هذه الاستراتيجية.