فريق هاس أصبح أول فريقٍ في موسم 2018 يكشف عن سيارته الجديدة في بطولة العالم للفورمولا 1، إذ أعلن الفريق الأميركي عن سيارته الجديدة بشكلٍ مفاجئٍ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مادياً، فإن فريق هاس يعتبر من الأضعف على شبكة الانطلاق في 2018. وفي حين أن ذلك لن يؤثر بشكلٍ كبير على تصميم السيارة على مدار الفترة الشتوية، إلا أنه من شبه المؤكد أن فريق هاس لن يتمكن من مجاراة الوتيرة التطويرية لمنافسيه المباشرين، ولهذا السبب فإن عينه على بدء الموسم بقوة وتسجيل أكبر كمية ممكنة من النقاط.
الجميع يعلم العلاقة القوية بين فيراري وفريق هاس في الفورمولا 1، مع استخدام الفريق الأميركي لكافة القطع التي تسمح بها القوانين من الصانع الإيطالي، والتي تشمل أنظمة التعليق، نظام التوجيه، ووحدة الطاقة بأحدث المواصفات.
ولكن في الوقت ذاته، كان من المثير للاهتمام ملاحظة وجود إلهام كبير لفريق هاس لاتباع نهج مشابه لتصميم فيراري في جسم السيارة في بعض الجوانب التي تميزت بها سيارة فيراري ‘أس أف 70 أتش’ من العام الماضي. إلا أن هذا الأمر قد لا يكون مرتبطاً بهذه الشراكة التقنية بين هاس وفيراري، وإنما ناجم عن فعالية فلسفة التصميم التي اتبعها الحصان الجامح والتي قد تدفع المزيد من الفرق إلى نسخ حلول فيراري واعتمادها في تصاميم سيارات 2018.
الصور الأولى لسيارة ‘في أف 18’ الجديدة، التي سيستخدمها الفريق الأميركي في موسمه الثالث في الفئة الملكة من رياضة المحركات، كشفت العديد من الجوانب الواضحة في ما يتعلق بتعديلات بعض جوانب القوانين: غياب زعنفة القرش وجناح الـ T من غطاء المحرك، وتزويد السيارة بتصميم ‘هالو’ لحماية مقصورة قيادة السيارات، وهذا التصميم لديه جنيحات مرتبطة به، بشكلٍ مشابهٍ لتلك التي اختبرها فريق ماكلارين في تجارب أبوظبي نهاية العام الماضي.
ولكن إن قمنا بالتدقيق أكثر، كان من الواضح اتباع نهج محدد في فلسفة التصميم الانسيابي الخاصة بفريق فيراري من العام الماضي، خصوصاً في جوانب السيارة.
العام الماضي شهدت تغييراتٍ جذرية في القوانين التقنية، والتي تشمل تصميم فتحات جانبية حول مقصورة القيادة في منطقة أقرب من العجلات الأمامية.
كافة الفرق قامت بتصميم فتحات جانبية تقليدية، حيث يحيط جسم السيارة بالفتحة تماماً، دون وجود توسعات إضافية. إلا أن فريق فيراري اتبع حلاً فريداً من نوعه، حيث أبقى على الفتحات الجانبية خلف مقصورة القيادة، وأبعد عن العجلات الأمامية من الفرق الأخرى.
ولكن، لمطابقة القوانين التقنية، قام فريق فيراري بتصميم صفائح جانبية وزعانف انعطاف وجنيحات من جسم السيارة، وهو ما تسمح به القوانين الجديدة، بحيث تكون تلك الصفائح على جانبي مقصورة القيادة، وبحيث تكون ضخمة ومحيطة بتصميم الفتحات الجانبية.
هذا الأمر كان له فوائد في عدة مجالاتٍ: أولاً، زيادة الارتكازية التي تولدها السيارة، إضافةً إلى ضمان وجود تدفق مثالي للتيارات الهوائية نحو الفتحات الجانبية.
هذا التدفق المثالي يعني التقاط الفتحات الجانبية لأكبر كمية ممكنة من التيارات الهوائية وتوجيهها نحو شبكات التبريد، ما يعني وجود فعالية كبيرة في هذا المجال، وليتمكن فريق فيراري من المحافظة على تصميمٍ صغير للفتحات الجانبية نتيجةً لذلك، مساهماً بزيادة كمية التيارات الهوائية التي تتدفق إلى جوانب أخرى من السيارة أيضاً.
كما أن ابتعاد تموضع الفتحات الجانبية وشبكات التبريد سمح لـ فيراري بالمحافظة على سيارة بقاعدة عجلات قصيرة، من الأقصر على شبكة الانطلاق. إذ أن الفرق الأخرى احتاجت إلى زيادة طول قاعدة العجلات لضمان ‘تنظيف’ التيارات الهوائية المتدفقة من العجلة الأمامية لحين وصولها للفتحات الجانبية، أما في حالة فريق فيراري فإن تلك الصفيحات الجانبية الضخمة هي التي ساهمت بتنظيف تدفق التيارات الهوائية وعدم وصولها مضطربةً إلى فتحات التهوية.
من المؤكد أن فعالية سيارة فريق هاس ستصبح أفضل مع اعتماد هذا التصميم وهذا النهج، خصوصاً وأن تغيير تصميم السيارة بهذا الشكل يتطلب دراسةً جديدة مختلفة كلياً عن العامين الماضيين، وبالتالي كانت هناك جهود ضخمة من فريق هاس في هذا المجال.
ولكن هل كان ذلك ناجماً عن العلاقة القوية مع فيراري؟ هذا أمرٌ مشكوك بأمره. فعالية سيارة فيراري الكبيرة العام الماضي ستدفع العديد من الفرق إلى محاولة نسخ الحلول الناجحة التي توصل إليها الحصان الجامح. ولن يكون من المفاجئ رؤية المزيد من السيارات، حتى من ضمن فرق الصدارة، التي تنسخ التصميم ذاته للفتحات الجانبية في 2018.
أما بالنسبة لفريق هاس، فإن السيارة تمثل تقدماً جيداً من العام الماضي. هل سيكون ذلك كافياً لتسجيل نقاطٍ ثمينة في الجولات الأولى من الموسم والتقدم بضعة مراكز في ترتيب الصانعين؟ الوقت سيكون كفيلاً بالإجابة عن هذه التساؤلات!