هناك العديد من التحديثات التي أُشيع عن وجودها والتي لم تظهر على حلبة برشلونة، إلا أن فريقي فيراري وريد بُل قاما بجلب حزمة كبيرة من التحديثات. يحلل لنا كريغ سكاربوروه هذه التحديثات التقنية.
من الاعتيادي أن تقوم الفرق المشاركة في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد باختبار عدد كبير من القطع الجديدة خلال مجريات جائزة إسبانيا الكبرى من البطولة، إذ أنها تمثّل بداية الموسم الأوروبي بعد الجولات الأولى البعيدة عن مصانع الفرق.
وبالفعل، كان كل فريقٍ يريد تحديثاتٍ انسيابية، ميكانيكية، أو تحديثات على وحدة الطاقة في برشلونة. ولكن هذا الموسم كانت هناك شائعات حول تحديثاتٍ بمواصفاتٍ مختلفة جذرياً لبعض الفرق، ولكن لم يتحقق ذلك لعدّة أسبابٍ، إمّا نتيجة الفشل في اجتياز اختبارات التصادم أو بسبب رغبة الفرق تطوير هذه القطع في المصنع لفترةٍ أطول من أجل اختبارها في التجارب التي تلي الجائزة الكبرى.
رغم ذلك، كانت هناك العديد من التطويرات التي يجب تحليلها بعد إدخال أولى التطويرات الجذرية على السيارات في موسم 2015 من بطولة الفورمولا واحد.
فيراري
كانت هناك تحديثات كبيرة لفريق فيراري. باستثناء المقدمة والجناح الأمامي، تم تحديث كافة الأسطح الانسيابية. هذه القائمة تتضمن فتحات تهوية المكابح الأمامية والخلفية، الجوانح الجانبية أسفل مقصورة القيادة، الفتحات الجانبية، أرضية السيارة، والصفائح الجانبية للجناح الخلفي. شملت التحديثات حوالي ثُلثين جسم السيارة وكانت هذه التحديثات أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً.
بشكلٍ أساسي، تتمحور التحديثات الجديدة حول كيفية انسياب التيارات الهوائية على جانبي السيارة، والعامل الأبرز في تحقيق ذلك هو تقليص حجم الفتحات الجانبية الجديدة. أشرنا في وقتٍ سابقٍ إلى أن فريق فيراري لديه حل ذكي في توضّع شبكات التبريد؛ إذ أن جوانب السيارة تستغل التوضع المسطح للمبردات بأفضل شكلٍ ممكن، كما تمّ تخفيض الجانب الخارجي من الفتحات الجانبية الآن.
هذا التخفيض يعطي فراغاً أسفل الصفائح الجانبية التي تتصل مع مقصورة القيادة مروراً فوق الفتحات الجانبية، وبالتالي يمكن توجيه التدفقات الهوائية فوق جوانب السيارة إلى مؤخرتها. هذا مفهومٌ اختبره فريق ساوبر في السابق عندما كان يُسمح باستخدام أنابيب عادمة من نوع ‘كواندا’ مع المحركات المؤلفة من ثمان اسطوانات بشكل حرف V.
ومن أجل مساعدة عملية تدفق الهواء على جسم السيارة، أُضيفت صفائح جديدة على فتحات تهوية المكابح الأمامية، إلى جانب إدخال تعديلات على الجوانح الجانبية المتوضعة أسفل مقصورة القيادة.
كما أن الجزء من أرضية السيارة المتواجد أمام العجلات الخلفية لديه سلسلة من ثلاث فتحاتٍ، وبالتالي هناك تفاصيل أدق من الفتحة الكبيرة بشكل حرف L والتي كانت تستخدم قبل جولة إسبانيا. كما يوجد قطعة جديدة تشبه جناحاً صغيراً تتوضع على الحافة الخارجية لموزع الهواء الخلفي.
هناك العديد من الإمكانيات لهذه الحزمة من التحديثات، ما يعني ضرورة إجراء العديد من التحليلات والتحقيقات من أجل تقييم أداء كافة القطع ومعرفة التحديثات التي لا تعمل بشكلٍ جيد. يبدو أن البنية الإدارية الجديدة في فريق فيراري تعمل بآلية فعالة من أجل ضمان عمل هذه القطع فور اختبارها.
ريد بُل
لحظة الكشف عن سيارة ريد بُل الجديدة في تجارب خيريز أُشيع عن تحديثٍ جذري لمقدمة السيارة. كانت هناك شائعات جنونية حول طول المقدمة الجديدة وعدد اختبارات التصادم التي فشلت في اجتيازها لكننا تمكّنا، وأخيراً، من رؤية هذه المقدمة الجديدة.
من الطبيعي أن تكون هناك صعوبة كبيرة لاجتياز اختبارات التصادم للمقدمات القصيرة، نظراً لأن المسافة لفك تشكيل المقدمة تعني صعوبةً إضافيةً في امتصاص الطاقة الناجمة عن الاصطدام وفقاً لما تنص عليه قوانين البطولة.
فلسفة ريد بُل الانسيابية كانت تتمحور حول مقدمة سيارة قصيرة للغاية، ولكن الفشل في اجتياز اختبارات التصادم أدى لاستخدام مقدمة تقليدية طويلة نسيباً في السباقات الأولى من الموسم.
نتيجةً لذلك تمت التضحية بمعظم الجوانب الانسيابية للسيارة بانتظار المقدمة القصيرة. من المفترض أن تعمل السيارة بشكلٍ أفضل نوعاً ما بعدما تمكّن الفريق من اختبار هذه المقدمة الجديدة المنتظرة.
من غير المفاجئ، فإن المقدمة الجديدة أقصر من سابقتها بشكلٍ كبير، وهي تتميز بما يشبه الإبهام عند طرفها، مع وجود دعائم منحنية للجناح الأمامي. تبدأ حافة مقدمة أنف السيارة بالتوازي مع الخط الخلفي للجناح الأمامي، بدلاً من التدلي فوقه، وبالتالي هناك تقليصٌ بمقدار 10-15 سم في طوله. هذا الأمر يؤدي لتحرر التيارات الهوائية حول مركز السيارة، في حين أن الدعائم المنحنية للجناح الأمامي تساهم في تحسين عملية تدفق التيارات الهوائية على جسم سيارة ‘أر بي 11’.
من أجل التوافق مع هذه المقدمة الجديدة قام الفريق بإجراء تعديلات للفتحة بشكل حرف S. وبدلاً من جعلها متوازية مع القسم الأمامي من الهيكل، تم تقديم فتحة الإدخال إلى الأمام بمقدار 5-10 سم.
مرسيدس
كانت هناك تحديثات متواضعة لسيارة ‘دبليو 06’. لم يجلب فريق مرسيدس تحديثاتٍ جذرية، ولكن مجرد إضافات بسيطة لتحديثاتٍ أكبر استخدمت في جولاتٍ سابقة. وبالتالي، هناك انحناءات أكثر تعقيداً للقطع البسيطة على جانبي مقصورة القيادة وعند بنية التصادم الخلفية، إلى جانب فتحات تبريد جديدة في الفتحات الجانبية للسيارة وصفائح جديدة أُضيفت إلى فتحات تهوية المكابح الأمامية.
لعلّ التحديث الأكثر إثارةً للاهتمام هو الزعانف المتوضعة على جانبي هيكل السيارة أعلى الجوانح الجانبية التي تتوضع أسفل مقصورة القيادة. رأينا العديد من القطع المشابهة في السابق، ولكنها كانت تتوضع داخل الفتحات الجانبية للسيارة. في حين أن هذه الزعانف الجديدة تتوضع أسفل الخط الأفقي السفلي للفتحات. تعمل هذه الزعانف كمولدات للاضطرابات الهوائية من أجل توجيه التيارات الهوائية على جانبي الفتحات الجانبية بشكلٍ أكثر فعاليةً، ما يؤدي لتحسين انسيابية مؤخرة السيارة.
كما أن القطع الجديدة الصغيرة والتي أُضيفت إلى بنية التصادم الخلفية تبدو وأنها دعائم مبدئية لجناحٍ خلفيٍّ مصغر يتوضع أسفل الجناح الرئيسي (مقعد القرد) والذي قد يستخدم في وقتٍ قريب.
كانت هناك فتحة تبريد جديدة تتوضع في الحافة السفلية لجوانب السيارة. هذه الفتحة تساهم في تبريد بعض الأنظمة حول علبة التروس والقابض.
زودت السيارتين بصفائح جديدة على الوجه الداخلي لفتحات تهوية المكابح الأمامية، وهي عبارة عن شريط رقيق من الألياف الكربونية دُمج مع فتحة التهوية، ويؤدي لتشكيل صفيحة عمودية قبل أن ينحني إلى الأمام لتشكيل ما يُشبه الجناح. هذا سيؤدي لتوجيه التيارات الهوائية إلى منطقة الضغط المنخفض خلف الإطار الأمامي، وبالتالي يقلل من قوة السحب بشكلٍ فعال.
ويليامز
كانت هناك العديد من التحديثات الجذرية المتوقعة، إلا أن التعديلات الظاهرة الوحيدة في فريق ويليامز كانت تتمثل بتعديل الزعانف العمودية أعلى الفتحات الجانبية. ازداد عدد هذه الزعانف وأصبح هناك ثلاث زعانف على كل جانب من مقصورة القيادة.
لوحظ استخدام الفريق للطلاء الخاص – الذي يبين تدفق التيارات الهوائية – على الجناح الأمامي وفتحات تهوية المكابح الأمامية، ما يشير لإجراء تعديلات انسيابية أيضاً في هذه المناطق.
ماكلارين
إلى جانب تعديل ألوان سيارة ماكلارين هوندا قام الفريق بجلب بعض التحديثات لسيارة ‘أم بي 4 – 30’.
تحت جسم السيارة، أجرت هوندا العديد من التعديلات للمحرك. وتمكّنت هوندا من إجراء هذه التعديلات دون استخدام المفاتيح التطويرية.
وفقاً للقوانين التقنية الحالية، يحق للفرق جلب تحديثات دون قيود في حال كانت هذه التحديثات من أجل حل مشاكل الموثوقية، أو من أجل النفقات أو إيجاد حل لمشكلة تهدد سلامة السائق.
معاناة ماكلارين هوندا الواضحة مع موثوقية السيارة أعطتهم فرصة إدخال مواصفات جديدة دون استخدام مفاتيح تطويرية. عندما يتم إصلاح مشاكل الموثوقية بالكامل، ستصبح هوندا مقيدةً ويجب عندها التطوير باستخدام المفاتيح التطويرية حصراً.
كما حصل الفريق على خلطةِ وقودٍ جديدة من شركة ‘إكزون موبيل’، في حين كانت التحديثات الانسيابية للسيارة محدودةً للغاية في هذا السباق.
ساوبر
لم تستخدم النسخة الجديدة للجناح الأمامي يوم الجمعة، إلا أن الفريق استمر باستخدام فتحات تهوية المكابح، وأنظمة التعليق المعدلة، والتي استخدمت في الجولات الماضية، إلى جانب إدخال بعض التفاصيل الجديدة أعلى جوانب سيارة.
أُضيفت صفيحة أفقية جديدة بين مقصورة القيادة وصفيحة جانبي السيارة. هذه الإضافة تستدعي وجود زعنفة جديدة أسفل جناح مرآة السيارة، لم تستخدم هذه القطع الجديدة في السباقات الماضية إذ أنها كانت تتطلب دمجها مع الهيكل، وهو الأمر الصعب، وغير العملي، في السباقات خارج القارة الأوروبية.
تورو روسو
التغيير الملحوظ الوحيد في سيارة ‘أس تي أر 10’ هو الحافة الأمامية للصفيحة بشكل حرف T، علماً أن فريق تورو روسو قام باستخدام أرضية سيارة جديدة في هذه الجولة.
في السابق، كان هناك سور صغير يتجه نحو الأعلى من زاوية الفاصل، ولكن الآن تم فصل هذا السور الصغير لثلاثٍ صفائحٍ، والتي توازي الأجنحة السلفية على جانبي مقصورة القيادة وزعانف الانعطاف من أجل توجيه التيارات الهوائية حول جانبي السيارة.