حسب تصريحات عراب الفورمولا واحد بيرني إكليستون، فإن الحقبة الحديثة من بطولة العالم للفورمولا واحد تشبه بيتاً قديماً من العصور الوسطى خضع للعديد من التصليحات على مر الزمان.
هذا البيت أصبح بحاجةٍ إلى أن يُهدم ويعاد بناؤه من البداية.
وفي حال حصل إكليستون على ما يريده، لن يؤدي ذلك إلى إزالة كافة قوانين الفورمولا واحد الحالية وحسب، وإنما ستتطرق إلى العقود الحالية بين مالكي الحقوق التجارية والفرق والتي تسببت بشكاوي إلى الاتحاد الأوروبي حول عدم عدلها.
إذ يوجد العديد من النزاعات بين الفورمولا واحد، إكليستون، والاتحاد الدولي للسيارات حول القوانين، الأموال، والسلطة.
هل تحتاج الفورمولا واحد إلى إعادة هيكلة كاملة كما يزعم إكليستون؟
هناك أوقات تدفعنا إلى التساؤل عن غايات ونوايا إكليستون الحقيقية، فرغم أن البريطاني يبلغ من العمر حوالي 85 عاماً، ورغم النظرة السائدة بأنه فقد السيطرة على البطولة، إلا أنه يدرك تماماً ثقل وأهمية ملاحظاته وتصريحاته.
وبالتالي عندما يقول إكليستون بأنه علينا إعادة كتابة قوانين البطولة، إضافةً إلى تعديل العقود، علينا أن نثق تماماً وجود دوافع لهذه التصريحات وأنها لم تأتِ من الفراغ.
ففي نهاية المطاف، هناك إمكانية كبيرة لبيع حصة من الفورمولا واحد ووجود تمويل كبير، فإذاً لماذا قد يرغب المدير التنفيذي لمنظمة رياضية التقليل من قيمتها بمثل هذه التصريحات السلبية؟ ثقوا تماماً هناك مخطط وراء كل ذلك. هذا ما يحصل في غالب الأمور.
حسناً، هناك دلائل عن وجود تصدعات في الفورمولا واحد على مر الأعوام، وهناك أخطاء ما زالت متواجدة في يومنا الحالي.
فعلى سبيل المثال، سيكتشف الاتحاد الأوروبي وجود اتفاقيات غير تنافسية وتضر بموقع الفورمولا واحد التجاري، ما يؤدي إلى إمكانية تفضيل القوى الثقيلة في الفورمولا واحد لإعادة التفاوض بعقودها.
أما بالنسبة لما يحصل على الحلبات، التسابق لا يعتبر مثالياً بأي شكلٍ من الأشكال، إلا أن تمزيق كافة القوانين الرياضية والتقنية وإعادة سن قوانين جديدة يعتبر ردة فعل مبالغ بها، ولكن كما يعتقد البعض هذا هو أسلوب بيرني إكليستون المعتاد.
هل سيكون وجود مزود محركات مستقل مساعداً للبطولة؟
هل تجد الفورمولا واحد بعض الحلول لمشاكلها في وجود مزود محركات مستقل؟ عندما نتحدث عن المحركات الحالية الهجينة والمؤلفة من ست أسطوانات بشكل حرف ‘V’ والمزودة بشاحن توربيني، يميل إكليستون إلى توجيه أصابع الاتهام نحو ماكس موزلي [الرئيس السابق للاتحاد الدولي للسيارات].
ففي نهاية المطاف، كانت فكرة ماكس موزلي توليد أقصى قوة وبأقل كمية من الوقود، والأهم من ذلك أن يجري تطويرها بأقل تكاليف ممكنة وجذب العديد من المصنعين الجدد.
كان مبدأ موزلي نبيلاً للغاية، ولكن في الواقع ورغم زيادة قوة المحركات وتقليل استهلاك الوقود بشكل دراماتيكي، جاء ذلك مع أسعار باهظة جداً لا يمكن لشركة مثل كوزوورث تحمل كلفتها من أجل العودة إلى الفورمولا واحد.
وفعلياً، مع انتقال القوى من موزلي إلى الرئيس الحالي للاتحاد الدولي جان تود، لم يجرِ التدقيق في كافة القوانين وبالتالي حظي المهندسون بفرصة حدود لا متناهية من التطوير.
ورغم الفوائد الناجمة عن دخول مصنع محركات مستقل، إلا أن الكلف الباهظة التي ستترافق مع مثل هذه القرارات ستحول دون حصول ذلك.
هل تحتاج الفورمولا واحد إلى مراجعة القوانين بشكلٍ دائم؟
تبقى الفورمولا واحد بطولةً متطورة للغاية من الناحية التقنية، وبالتالي الإبقاء على اطلاع مع أحدث التطورات بشكلٍ متواصل يتطلب تأقلماً كبيراً.
ولكن هناك أوقات، وهذا أمرٌ أتفق به مع كل من إكليستون وموزلي، لا تنجح فيه بعض القرارات التطويرية.
على سبيل المثال، فإن الـ‘جلبة’ التي حصلت في جائزة بلجيكا الكبرى من الموسم الحالي عندما حُظرت الفرق من مساعدة سائقيها أثناء الانطلاقة كانت سخيفة للغاية.
هناك العديد من وسائل مساعدات السائق الأخرى والتي لا يمكن رؤيتها.
وبالتالي إن كنا سنغير القوانين، علينا ضمان استلام السائقين لزمام التحكم بسياراتهم، ومصارعتهم من أجل إبقاء السيارة داخل حدود الحلبة والقيادة بسرعة بدلاً من مجرد القيادة بأسلوبٍ لطيف بعد ظهر يوم الأحد.
هل يمكننا تعلم الكثير من المشجعين؟
‘‘علينا أن نعلم ما الذي يريده متابعو البطولة’’، هذا ما يعتقده بيرني إكليستون.
حسناً، أريد إخبار بيرني إكليستون وجود استطلاعين للرأي حصلا في الموسم الحالي، عن طريق أوتوسبورت و‘أف 1 رايسينغ’ من جهة، وموتورسبورت نيوز من جهةٍ أخرى جذب حوالي 35000 مشارك.
يريد المشجعون رؤية إطارات تدوم لمسافاتٍ أطول، ما يسمح للسائقين الضغط بشكل متواصل طوال مجريات السباق، وعودة التزود بالوقود أثناء السباقات.
القرار الثاني لا يعتبر منطقياً نظراً لأن مساوئه تفوق ميزاته، فضلاً عن المضاعفات المادية الناجمة عنه.
كما يشعر المشجعون أنه من الضروري وجود حرية تقنية في ما يتعلق بالقوانين، ولكن هذا الأمر من شأنه زيادة النفقات أيضاً.
إن كانت الفورمولا واحد تريد مساعدة المشجعين بالفعل، على البطولة تخفيض سعر بطاقات التذاكر.
ومن دون شك علينا الاستعانة بآراء المشجعين، وعلى إكليستون أن يأخذ كافة الأفكار بعين الاعتبار على الأقل.
وبالمختصر المفيد، ما زال هذا المنزل القديم – حسب وصف إكليستون – يتمتع بأسس متينة وقوية والعديد من المزايا، ولكنه أصبح بحاجةٍ لتعديلاتٍ عديدة ليتأقلم مع العصر الجديد.