وفقاً لاختبارات مختلف نوعيات الإطارات، فإن تجارب الجمعة لجائزة المكسيك الكبرى الجولة 19 لموسم 2016 من بطولة العالم للـ فورمولا 1 أظهرت تمتع كل من فيراري، مرسيدس، ريد بُل، فورس إنديا، ويليامز، وتورو روسو بسرعةٍ كبيرة في الظروف الصحيحة.
في بعض الأحيان، يكون مستوى أداء الفرق في تجارب الجمعة في الفورمولا 1 أوضح من بعض الحصص الأخرى. في تجارب الجمعة في المكسيك، كانت فيراري الأسرع على مدار لفة واحدة، وكان فريق فورس إنديا سريعاً في تجارب اللفة الواحدة ‘المعدّلة’، وكانت مرسيدس سريعةً في تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات فائقة الليونة واللينة، فيما كان فريق ريد بُل سريعاً في تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات متوسطة القساوة.
يمكننا اعتبار ما سبق بأنه دون معنى، ولكن مع البحث بشكلٍ أكبر، يمكننا اكتشاف بعض الخصائص المذهلة لحلبة المكسيك، ويمكننا الحصول على أجوبة عدة تساؤلات من خلال النظر إلى ترتيب التواقيت الأسرع.
هناك عدة ظروف جعلت تجارب الجمعة غير اعتيادية. في البداية، لم يكن هناك تحسن في ظروف الحلبة منذ العام الماضي، وكان ذلك مفاجئاً بالنسبة لكل من مزود الإطارات بيريللي والفرق. وفي حين أن الحلبة ستتحسن على مدار الجولة، إلا أن الأسفلت يبقى في وضعٍ مشابهٍ لما كان الحال عليه العام الماضي مع انخفاض التماسك.
ثانياً، هناك درجات الحرارة. درجة حرارة الحلبة بلغت في ذروتها 35 درجة مئوية، وكان ذلك أقل من المتوقع. وهذا ما ساهم بظهور الحبيبات على الإطارات، ومن المتوقع استمرار هذا الأثر حتى نهاية الجولة نظراً لعدم توقع الأرصاد الجوية بتحسن درجات الحرارة.
وسجل معظم السائقين التواقيت الأسرع يوم الجمعة باستخدام الإطارات فائقة الليونة، باستثناء سائق فريق فورس إنديا نيكو هولكنبرغ الذي سجل توقيتاً ملفتاً للنظر باستخدام الإطارات اللينة في حصة التجارب الثانية.
ترتيب التواقيت على مدار لفة واحدة
1 فيراري (فيتيل) 1:19.790 د
2 مرسيدس (هاميلتون) +0.004 ث
3 ريد بُل (ريكياردو) +0.658 ث
4 فورس إنديا (هولكنبرغ) +0.784 ث (الإطارات اللينة)
5 ويليامز (بوتاس) +0.839 ث
6 تورو روسو (ساينز) +1.184 ث
7 ماكلارين (ألونسو) +1.213 ث
8 رينو (ماغنوسن) +1.652 ث
9 مانور (فيهرلاين) +2.190 ث
10 ساوبر (إريكسون) +2.207 ث
11 هاس (غروجان) +2.618 ث
مع توقعات وجود مكاسب حوالي 0.9 ث بين الإطارات فائقة الليونة والإطارات اللينة، يبدو بأن فريق فورس إنديا في وضعٍ جيد. ولكن في الوقت ذاته، لا بد من الإشارة إلى أن تحسن ظروف الحلبة ساهم بتسجيل هولكنبرغ لهذا التوقيت، والذي كان بالتأكيد سريعاً للغاية ولكنه لم يكن قوياً حتى وإن كان ‘الأسرع’ في حال تعديله وفقاً لنوعية الإطارات.
في تجارب محاكاة السباق أظهرت الإطارات فائقة الليونة عديداً من المشاكل. المشكلة الأساسية كانت ظهور الحبيبات على الإطارات الأمامية نظراً لانخفاض التماسك، مع انزلاق الإطارات، خصوصاً عندما لم تكن درجة حرارتها صحيحةً، ما كان يؤثر سلباً على هذه النوعية. وبناءً على هذا الأمر لوحده، لا يمكننا أن نثق بأن الإطارات فائقة الليونة ستكون مثاليةً في السباق.
الترتيب أدناه يعتمد على مجموعةٍ من 6 لفات، إلا إن أُشير بغير ذلك. وهذا الترتيب لا يشمل فريق فورس إنديا نظراً لعدم استخدام سائقيه للإطارات فائقة الليونة.
تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات فائقة الليونة
1 مرسيدس 1:23.897 د
2 ويليامز 1:23.915 د
3 فيراري 1.24.131 د
4 ريد بُل 1:24.455 د
5 ماكلارين 1:25.127 د (5 لفات)
6 رينو 1:25.202 د
7 تورو روسو 1:25.203 د
8 هاس 1:25.335 د (4 لفات)
9 ساوبر 1:25.455 د (4 لفات)
10 مانور 1:26.151 د
ولكن هناك تحذير إضافي: تحسن ظروف الحلبة يعني بأن ظهور الحبيبات قد ينخفض، ما يعني إمكانية استخدام الإطارات فائقة الليونة يوم السباق مرةً أخرى.
وقال مدير التسابق في بيريللي ماريو إيزولا: ‘‘أتوقع بأن ظروف الحلبة ستتحسن بشكلٍ جذري على مدار الجولة، في حال عدم هطول الأمطار، وبالتالي يمكن أن تعمل الإطارات فائقة الليونة بشكلٍ أفضل’’.
وتابع: ‘‘أعتقد أن هذا هو سر السباق، ففي حال أخذنا مستوى تآكل الإطارات فائقة الليونة بالحسبان، نجد بأنه مرتفع للغاية. ولكن هذا ناجم بشكلٍ كبير عن ظهور الحبيبات’’.
وأضاف: ‘‘في حال أصبح هذا الأثر أقل على مدار الجولة مع الإطارات فائقة الليونة، يمكن لهذه النوعية أن تصبح جيدةً في السباق. وبالتالي هذا وضعٌ مختلف عن أوستن عندما كان استخدام الإطارات فائقة الليونة في ظروف السباق يعتبر مخاطرةً كبيرة ما دفع بعض السائقين إلى استخدام الإطارات اللينة لتسجيل التواقيت الأسرع في القسم الثاني من الحصة التأهيلية’’.
وبالتأكيد، عانت الإطارات اللينة من أثر ظهور الحبيبات أيضاً. في ما يلي ترتيب تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات اللينة لكافة الفرق التي استخدمته، وفقاً لـ 6 لفات لكل سيارة. حافظت الإطارات اللينة على أدائها بشكلٍ أفضل من الإطارات فائقة الليونة رغم أثر ظهور الحبيبات.
تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات اللينة
1 مرسيدس 1:23.269 د
2 تورو روسو 1:24.154 د
3 فورس إنديا 1:24.211 د
4 رينو 1:25.341 د
5 هاس 1:25.572 د
6 مانور 1:25.572 د
7 فيراري 1:25.789 د
لا يجب أن نأخذ سرعة فيراري باستخدام هذه النوعية من الإطارات، مع كيمي رايكونن، بشكلٍ جدي لأن تواقيته لم تكن منتظمة وبالتالي هي لا تعطي صورةً دقيقة عن تأدية الفريق الإيطالي باستخدام هذه النوعية من الإطارات.
ولكن مرةً أخرى، نلاحظ تمتع مرسيدس بتأديةٍ قوية مع هذه الإطارات.
تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات متوسطة القساوة
1 ريد بُل 1:23.603 د
2 مرسيدس 1:23.994 د
3 فورس إنديا 1:24.144 د
4 فيراري 1:24.211 د
5 ويليامز 1:24.285 د
6 ماكلارين 1:24.637 د
7 تورو روسو 1:24.647 د
8 ساوبر 1:25.447 د
9 رينو 1:25.818 د
10 مانور 1:25.833 د
أظهرت الإطارات متوسطة القساوة مستوى تآكل شبه معدوم، ويبدو بأنها ستكون كفيلةً بإنجاح استراتيجية التوقف لمرةٍ واحدة في السباق، وبالتالي فإن هذه النوعية من الإطارات قوية للغاية بالنسبة للسباق.
الأمر الأساسي أيضاً، هو أن سرعة ريد بُل تشير إلى دقة تصريحات سائقه ماكس فيرشتابن بأن ‘‘تجارب محاكاة الحصة التأهيلية لا تعكس الصورة الحقيقية لمستوى أداء الفريق’’. كما اعترف زميله دانيال ريكياردو بأن تجارب ريد بُل لم تكن مثاليةً في ظروف محاكاة السباق أيضاً، وبالتالي فإن فريق ريد بُل بإمكانه تقديم المزيد.
فإذاً، ماذا تعلمنا؟
في حين أن سرعة فيراري في تصدر ترتيب التواقيت وخطف الأضواء كانت مذهلةً، إلا أن تجارب محاكاة السباق لا تشير إلى تحسن مستوى تنافسية الفريق الإيطالي عمّا كان الحال عليه في السباقات الأخيرة.
من المرجح أن فريق مرسيدس يتمتع بأفضلية، ومع سرعة ريد بُل في تجارب محاكاة السباق باستخدام الإطارات متوسطة القساوة، هناك فرصة كبيرة لإمكانية تقدم الفريق على فيراري في بقية مجريات الجولة.
ولكن لربما الدرس الأكبر يتمثل بأن هذه الحلبة غير الاعتيادية، مع ارتفاع غير اعتيادي عن سطح البحر ومع مسار سيتطور بشكلٍ كبير يومي السبت والأحد، فإن إيجاد الضبط المثالي بالنسبة للفرق أشبه بالتصويب على هدف متحرك. النجاح والتألق سيكون من نصيب من بإمكانه التأقلم وتوقع الظروف بأفضل شكل ممكن.
أما على صعيد الاستراتيجية، فإن إجراء توقف صيانة وحيد مع استخدام الإطارات اللينة عند بداية السباق ومن ثم الانتقال إلى الإطارات متوسطة القساوة ممكن، والخيار الثاني يقضي باستخدام الإطارات فائقة الليونة عند بداية السباق، ومن ثم إجراء وقفتي صيانة واستخدام مجموعات جديدة من الإطارات اللينة في كل منها. ولكن يمكن لهذا الأمر أن يتغير مع تحسن أداء الإطارات فائقة الليونة في بقية مجريات الجولة.
ولكن علاوةً على ذلك كله، هناك إمكانية لهطول الأمطار يوم الأحد، ما يعني أن كل ما سبق سيكون من دون فائدة في السباق.
تحديات الارتفاع الكبير عن سطح البحر
مع ارتفاع حلبة هيرمانوس رودريغيز بـ2250 متر عن سطح البحر، فإن كثافة الهواء تعتبر منخفضةً للغاية مقارنةً مع السباقات الاعتيادية، على سبيل المثال جائزة الولايات المتحدة الكبرى نهاية الأسبوع الماضي أُقيمت على ارتفاع 129 متر عن سطح البحر.
يعني ذلك إمكانية اعتماد معايير ضبط مرتفعة وأجنحة ضخمة، ولكن الارتكازية التي تولدها السيارات ستكون قريبة من مستويات حلبة مونزا. يشرح لنا الخبير التقني لموقع أوتوسبورت والمدير التقني السابق في فرق جوردان وستيوارت/ جاغوار، غاري أندرسون.
يقول أندرسون: ‘‘مع استخدام معايير ضبط الأجنحة ذاتها، هناك خسارة في الارتكازية وقوة السحب تتناسب مع نسبة خسارة كثافة الهواء، التي تقدّر بـ20%’’.
ويكمل: ‘‘ولكن علينا أن نتذكر بأن السيارات ستكون أسرع نظراً لانخفاض قوة السحب، كما أن وحدات الطاقة التوربينية لن تخسر قوتها، وبالتالي سيتم تعويض الارتكازية عند السرعات القصوى’’.
ويضيف: ‘‘على سبيل المثال، في حال اعتماد معايير ضبط جولة المجر للأجنحة، والتي تعطي سرعةً قصوى تصل إلى 300 كلم/ الساعة وارتكازية قصوى تصل إلى حوالي 2000 كلغ عند تلك السرعة، علينا ضرب هذه الأرقام بـ 0.8 لخسارة كثافة الهواء’’.
ويتابع: ‘‘وبالتالي نحصل على 1600 كلغ. ولكن بعد ذلك، مع وصول سرعة السيارات إلى 350 كلم/ الساعة في المكسيك، ستتمتع السيارات بـ 2170 كلغ من الارتكازية رغم ذلك حتى في ظل وجود الهواء منخفض الكثافة’’.
يعني ما سبق مواجهة السائقين لتحدياتٍ مميزة، إذ ستكون مستويات الارتكازية اعتيادية عند الضغط على المكابح بعد وصولهم إلى سرعة 360 كلم/ الساعة على الخط المستقيم الطويل قبل المنعطف الأول، ولكنهم سيخسرون مزيداً من الارتكازية مع انخفاض سرعة السيارة.
هذا يضيف مزيداً من الخصائص لهذه الحلبة غير الاعتيادية، والتي يبدو بأنها ستقدم لنا جولةً مثيرةً للاهتمام حتى وإن كان فريق مرسيدس هو المرشح الأبرز للتصدر مرةً أخرى.