أظهر قرار الفورموﻻ واحد بفرض حظرٍ واسع على رسائل الراديو انقسامًا في اﻵراء.
حيث لدينا من جهة، أولئك. مثل بيرني إيكليستون. الذين يرون أن تلقي التعليمات المُستمرة عبر رسائل الراديو من إدارة الفريق تجعل السائقين يبدون وكانهم مُجرد دُمى تقود سيارات سباق.
بينما يُشير البعض اﻵخر إلى أن الفورموﻻ واحد كانت على الدوام تتعلق بالفرق والسائقين، وهُنالك عدد من المُشجعين الذين يستمتعون بالتواصل المُستمر بين إدارة الفريق في منصات الصيانة والسائق في مقصورة السيارة.
لكن وبصرف النظر عن الصحيح والخطأ في هذا، فإن البيان الذي أصدره مُدير السباقات شارلي وايتينغ، والذي يتضمن توجيهاتٍ تقنية إلى الفرق، يحظر بموجبها جميع أنواع “المعلومات التي من شأنها تحسين أداء السيارة أو السائق”.
المزيد من العمل على عاتق السائقين:
ليست الفرق الطرف الوحيد الذي سيضطر لتغيير إجراءاته المُتبعة من منصات الصيانة، بل سيكون لهذا القرار تأثيرٌ أكبر في السائقين. وهذا هو الهدف.
حيث سيكون على السائقين، الذين يقومون بمُقارنة أوقات لفاتهم مع مُنافسيهم والعمل على تحسين الجوانب التي يُمكن العمل عليها، من اﻵن فصاعدًا الانتظار حتى عودتهم إلى مرآب فريقهم.
وبهذا ستكون الكرة في ملعب السائق الذي يُمكنه أن يجد حُدود [التسابق] بشكلٍ فطري، وليس من خلال العمل على النصائح التي تأتي من البيانات الفورية من أجل زيادة سُرعة السيارة.
كما سيزيد هذا اﻷمر من الضُغوط على السائقين من أجل أخذ المُلاحظات عن شاشة عرض البيانات الموجودة على عجلة القيادة. وهذا ما سيصب لصالح السائقين الذين يُمكنهم القيام بعدة مهام في مقصورة القيادة بشكلٍ أفضل.
واﻷمر المُثير للاهتمام هو أن بعض الفرق فقط تُوفر شاشة عرض بيانات كبيرة على عجلة القيادة.
لذا فإن على الفرق التي تستخدم شاشة عرض صغيرة للبيانات على غرار ريد بُل، ويليامز ولوتس. إما الانتقال لتصميم جديد [بشاشة أكبر حجمًا] أو أن سائقيهم سيُواجهون اﻷمر مع القليل من المعلومات المعروضة.
وقال رئيس عمليات الحلبات لدى فريق لوتُس آﻻن بيرمان: “ليس لدينا شاشة كبيرة. ويُمكنني أن أحزر بأنَّ الفرق اﻷخرى لا تملكها أيضاً. لذا قد يضعنا هذا في موقفٍ سلبيٍّ جدًّا”.
ومن بين الطرق التي قد تعتمدها الفرق للالتفاف على القُيود هي من خلال استعمال كلمات سر، كما كان اﻷمر خلال فترة حظر أوامر الفريق.
وعندما سألت عن احتمالية هذا اﻷمر، قال لي مُدير التسابق في فريق ماكلارين إريك بولييه: “بالتأكيد، أنا مُتأكد من أن عبارة (أن السماء صافية) ستكون رسالة. رُبما سيتم سُؤالنا عن معناها، ولكن أنا مُتأكدٌ جدًّا بأنها ستتضمن بعض الرُموز ..”
ومن غير الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان اﻻتحاد الدولي للسيارات “فيا” سيعتبر أن النصائح المُوجهة للسائقين عبر كلمات السر على أنها خرق للقواعد.
التأثير من ناحية اﻷداء:
وبينما سيضرُّ حظر رسائل الراديو السائقين الذين يعتمدون كثيرًا على المعلومات القادمة من إدارة الفريق في منصات الصيانة، فمن غير المُحتمل أن يُحدث هذا اﻷمر تغييرًا جذريًا من ناحية اﻷداء.
وشددَّ بيرمان على أن تدفق المعلومات المُستمر من إدارة الفريق في منصات الصيانة إلى السائق لا يُلائم جميع السائقين.
حيث قال: “بعض السائقين يتجاوبون بشكلٍ جيدٍ جدًّا مع هذا، بينما البعض اﻵخر لا يُريدون سماع أي شيء على اﻹطلاق”.
“أريد أن أقول إن كلا اﻷمرين مُحايدين، رُبما يُفضلون أكثر النظر إلى البيانات الرُسومية بين اللفات”.
“وأعرف أن مرسيدس تميل ﻹبلاغ سائقيها خلال إجرائهم اللفات وهذا ما سيخسرونه”.
“يُمكنني أن أرى أن هذا اﻷمر قد لا يكون مرغوبًا به للبعض. ولكن بصراحة لن يُشكل ذلك تغييرًا كبيرًا”.
ولكن حتى لو لم تتغير شبكة اﻻنطلاق كثيرًا، فإن هذا التغيير سيُساعد على حل بعض المشاكل عن سُمعة الفورموﻻ واحد.
وكما قال بولييه، واجهت شعبية الفورموﻻ واحد مشاكل تتعلق بشعبيتها. مثل أن السيارات أصبحت سهلة القيادة. لذا أي تغيير يجعل اﻷمور التي تبدو صعبةً بالنسبة للسائقين الحاليين أكثر وُضوحًا يُعتبر أمرًا إيجابيًا.
وأضاف بولييه: “لو كشفنا حقًّا بث رسائل الراديو فإننا سنُغير طريقة فهم [الفورموﻻ واحد]، وسيخسر السائقون صورتهم كنُجوم بارزين، لذا علينا التفكير في هذا”.
“ﻷن ذلك ليس صحيحًا، فإن الفورموﻻ واحد تبقى فورموﻻ واحد، وما زالت السُرعة 350 كلم / ساعة، وهي سريعة”.
“ما زال عليك قيادة السيارة إلى حُدودها القسوى، يُمكنك أن تجعل قيادة السيارة أكثر صُعوبة أو تحتاج لقوة جسدية أكبر لقيادتها، ولكن اﻷمر مُتعلق باﻹدراك، علينا تغيير الرسالة”.
وحرفيًا، هذا ما سنراه يحصل تمامًا في سباق سنغافورة.