في الوقت الذي قلل فيه مدراء فريق لوتس من أهمية وصول كيمي رايكونن المتأخر إلى حلبة أبوظبي، حصلت العديد من الأمور التي أكدت أن صورة ‘‘الرجل الجليدي’’ التي يتمتع بها السائق الفنلندي تخفي خلفها العديد من الانفعالات.
وعلى الرغم من تأخر فريق لوتس في دفع مستحقات بطل العالم لموسم 2007، فإن ما أثار غضب رايكونن كان محادثة عند اتصاله بمهندسي الفريق خلال سباق جائزة الهند الكبرى عندما أمره آلان بيرمان بالابتعاد عن طريق رومان غروجان الذي كان يقترب منه.
استخدام بيرمان لألفاظ بذيئة عند تكلمه مع رايكونن أثارت حفيظة المشجعين بشكل كبير، وهو الأمر الذي دفع رئيس الفريق إيريك بوييه إلى الاعتذار بشكل علني عن الحادث.
وصلت الأمور بالفنلندي الغاضب إلى درجة تفكيره بعدم القدوم والمشاركة في جائزة أبوظبي الكبرى بعد عودته إلى منزله في سويسرا فور انتهاء السباق الهندي.
ولكن في نهاية المطاف، بادر رايكونن إلى القيام بالأمر الأكثر عقلانية، وبمساعدة مدراء رفيعي المستوى في الفريق، ووصل رايكونن إلى أبوظبي مساء يوم الخميس ليتمكن من المشاركة في التجارب الحرة صباح يوم الجمعة.
وبينما تبقى الأوضاع متأزمة بين كل من رايكونن ولوتس، إلا أن ردة فعل السائق الفنلندي النارية في سباق الهند أظهرت لنا جانباً من شخصيته مختلف عما تقوم وسائل الإعلام بترويجه.
يقول أحد الأعضاء رفيعي المستوى في فريق لوتس بأن صورة الرجل الجليدي التي يتمتع بها السائق الفنلندي تكون واضحة على أرض الحلبة، عندما يكون رايكونن بقمة تركيزه على استخلاص أقصى طاقات السيارة، أما بعيداً عن الحلبة، فالأمر مختلف تماماً
يعتبر أي شيء يقع في طريق النجاح، وخاصة إذا رأى رايكونن بأنه مضيعة للوقت، بأنه أمر غير ضروري. يتضمن ذلك الأيام التي يقضيها رايكونن مع وسائل الإعلام، والتعرض لأوامر غاضبة عبر راديو الاتصال مع الفريق أثناء السباقات. لهذا السبب كان رايكونن منفعلاً جداً في الفترة الماضية.
رايكونن سائق يملؤه الشغف للرياضة وهو يريد أن يقوم بتحقيق أفضل نتيجة لنفسه وللفريق طوال الوقت.
هذه الأسباب هي التي دفعت أعضاء من فريق لوتس إلى التعبير عن فرحهم بأنهم سيفتقدون لرايكونن الموسم القادم بعد مغادرته لفريق فيراري، على الرغم من صعوبة إيجاد بديل بكفائة السائق الفنلندي.
يقول مالك الفريق جيرارد لوبيز: ‘‘في الواقع سوف نفتقد لوجود كيمي رايكونن بيننا، إنها نهاية علاقة سيتم تذكرها لفترة طويلة بأنها كانت مميزة جداً. أشعر بالغرابة للتفكير بأنه لن يسابق في صفوفنا في العام القادم، وأعتقد بأنه يبادلنا هذا الشعور. لا أعتقد بأننا نادمون على قراراتنا، هناك حزن فقط، وإن كان هذا الحزن غير ظاهر أحياناً… سوف نفتقد لوجوده بالتأكيد، وبعد أن تكلمت معه أستطيع أن أخبركم بأنه سيفتقدننا أيضاً. هذا لا ينقص من أهمية علاقتنا، ولا ينقص من أهمية صداقتنا التي ستبقى فترة طويلة.’’