تشهد جائزة البحرين الكبرى، ثاني جولات موسم 2018 من بطولة العالم للفورمولا 1 بدء الفرق بجلب تحديثاتها التقنية والمضي قدماً ببرامج التطوير لهذا الموسم. وفي منطقة الصيانة في حلبة الصخير يوم الخميس، كانت هناك العديد من القطع المثيرة للاهتمام.
البداية يجب أن تكون من فريق ماكلارين. فبعد الأعوام الثلاثة الماضية السيئة مع هوندا، يسعى الفريق للاقتراب من الصدارة. وكانت هناك العديد من التقارير التي أفادت بأن الفريق يخطط لجلب حزمةٍ من التحديثات الانسيابية في البحرين، وهي حزمةٌ لم تكن جاهزةً في أستراليا.
سبب عدم استعداد الفريق لجلب هذه التحديثات في أستراليا هو العمل الإضافي والجهد الكبير للتأقلم مع متطلبات وحدة طاقة رينو، إذ كانت هذه هي الأولوية لـ ماكلارين خصوصاً مع إنهاء صفقة استخدام محركات الصانع الفرنسي في وقتٍ متأخرٍ من العام الماضي.
وعندما كشف فريق ماكلارين عن سيارة ‘أم سي أل 33’، كان من الواضح أن السيارة تعتبر بسيطة على صعيد الانسيابية وجسم السيارة، باستثناء بعض الجنيحات الفريدة من نوعها على جانبي القسم الأمامي من الهيكل، إضافةً إلى نظام التعليق الخلفي المبتكر من حيث انحناء أذرع النظام.
ولكن في منطقة جوانب السيارة، كان تصميم ‘أم سي أل 33’ بسيطاً مقارنةً مع الفرق الأخرى. ولكن بالنسبة لجولة البحرين، فإن فريق ماكلارين جلب لوائح جانبية مرتبطة بالفتحات.
هذه القطعة تمثّل البداية لما يمكن تطويره بشكلٍ مكثف على مدار الموسم بأكمله، إذ أن هذه القطع تعمل على تنظيم التيارات الهوائية المضطربة من العجلات الأمامية، وتوجيهها لتتدفق بفعالية نحو الفتحات الجانبية والقسم الخلفي من السيارة.
أما بالنسبة للفريق الذي يستخدم حالياً وحدات طاقة هوندا، فإن فريق تورو روسو جلب أيضاً بعض التعديلات والقطع الجديدة في البحرين، وذلك بالترافق مع استخدام قطع جديدة من بعض أنظمة وحدة الطاقة لثنائي الفريق بيار غاسلي وبراندون هارتلي.
على الصعيد الانسيابي، كانت هناك تعديلات في تصميم الصفائح والجنيحات الجانبية، التي تتموضع خلف العجلات الأمامية. إذ تم إحداث شقوق عمودية، وهي خمسة شقوقٍ عمودية، إضافةً إلى ثلاثة شقوق صغيرة أفقية أسفل هذه الجنيحات.
كان من المثير للاهتمام رؤية ما قام به فريق ويليامز في البحرين. إذ أن الفريق، والذي قدم أداءً متواضعاً في جولة أستراليا دفعت لانس سترول للاعتقاد بأنه لا يمكن لـ ويليامز منافسة فرقٍ أخرى في الوقت الحالي.
ورغم عدم جلب قطع جديدة، إلا أن غطاء المحرك لفريق ويليامز كان مختلفاً في البحرين. إذ أن جسم السيارة أصبح واسعاً جداً، مقارنةً مع الفرق الأخرى، عند مخرج الأنبوب العادم، وذلك لإيجاد فتحات لضمان تهوية وتبريد المحرك وأنظمة وحدة الطاقة بأفضل طريقة ممكنة.
في حين تعمل بقية الفرق على تضييق جسم السيارة والتأقلم مع متطلبات التبريد لوحدات الطاقة الحالية، كان من الغريب اعتماد فريق ويليامز لهذا التصميم، ما يشير لإمكانية مواجهة الفريق لبعض المشاكل مع تبريد محركات مرسيدس التي تحول دون استخلاص أقصى قدرات سيارة ‘أف دبليو 41’.
أما بالنسبة لفريق مرسيدس المصنع، فإن الأسهم الفضية بدأت بتحديثاتٍ لموسم 2018 تتمثل بتعديلات على تصميم الصفائح الجانبية للجناح الخلفي.
إذ أن القسم السفلي من هذه الصفائح الجانبية يتميز الآن بشقوقٍ متدرجة بالقرب من العجلات الخلفية، وهي لمحاولة زيادة فعالية الجناح الخلفي وضمان توليد نسب ارتكازية أفضل والاستفادة من اضطراب التيارات الهوائية الناجم عن موزع الهواء الخلفي.
إضافةً إلى ذلك، فإن فريق مرسيدس عاد لاستخدام الفتحة الطويلة على غطاء المحرك، والتي استخدمها في عددٍ من جولات العام الماضي مع أغطية المحرك بشكل ‘زعنفة القرش’.
وفي حين أن هناك حظر على تصميم أغطية محركات بشكل زعنفة القرش في 2018، إلا أن فريق مرسيدس عاد إلى تصميم تلك الفتحة الطويلة على الغطاء الجديد. ولكن من المرجح أن استخدام هذه الفتحة سيكون في بعض الجولات فقط، للتأقلم مع متطلبات تبريد المحركات، خصوصاً في البحرين مع ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ كبير.
بالانتقال إلى المنافس الأبرز لـ مرسيدس، فإن فريق فيراري لم يجلب تحديثاتٍ تُذكر في البحرين. ولكن لا بد لنا من الإشارة إلى أن سيارة ‘أس أف 71 أتش’ كانت من الأكثر ‘ثوريةً’ وتعديلاً من بين الفرق الثلاثة الكبار.
وكما أشار سيباستيان فيتيل مؤخراً، فإن الفريق يدرك أن لديه سيارةً سريعةً جداً، ولكن لم يتم إيجاد التوازن المثالي لها بعد، هذا الأمر يحول دون استخلاص أقصى قدرات السيارة.
لهذا السبب، وبدلاً عن تعقيد مهمة فيراري بجلب تحديثاتٍ إضافية لسيارةٍ لم يُكتشف أسلوب عملها المثالي بعد، فإن الحصان الجامح يريد التأقلم مع السيارة الجديدة قبل البدء ببرنامجٍ تطويري مكثف، نظراً لأن السيارة تعتبر بمفهومٍ جديد ولها أُفق تطويرية كبيرة.
ولكن في حين أن كافة الفرق كانت تسعى للاحتفاظ بأسرارها التقنية في التجارب الشتوية، مع تغطية العديد من أقسام السيارة لمحاولة حجبها عن عدسات التصوير، إلا أن جولات الموسم تسمح لنا بكشف هذه الأسرار.
وفي البحرين، كانت هناك صور مثيرة للاهتمام لتصميم موزع الهواء الخلفي لـ فيراري، وهو تصميمٌ لفت أنظار العديد من المنافسين الذين اعتقدوا بأنه يحاكي في عمله موزع الهواء الخلفي المزدوج الذي حُظر استخدامه منذ 2011.
لمزيدٍ من التفاصيل عن أسلوب عمل موزع الهواء الخلفي الجديد لـ فيراري اضغط هنا
في الصورة أعلاه، قمنا بتوضيح الجنيحات الانسيابية المتصلة بالموزع والتي تزيد من فعاليته، وهي الجنيحات التي أثارت حفيظة العديد من الفرق.
الجولات المقبلة ستشهد جلب الفرق لبعض القطع والتعديلات، للتأقلم مع متطلبات ومواصفات الحلبات المختلفة. ولكن، منذ الآن، تتجه الأنظار إلى جائزة إسبانيا الكبرى الشهر المقبل حيث يُفترض أن نرى أولى الحزم الضخمة من التحديثات الجذرية لمعظم الفرق.