لقد تطور سباق جائزة ماكاو الكُبرى من مُجرد سباق بدائي للهُواة في الشوارع إلى حدثٍ مُميز وخاص ببطولة الفورمولا 3، حيث أصبح واحدًا من أكثر سباقات قيمةً ما بين سباقات رياضة السيارات، في هذا المقال، يُبين لنا بيتر ميللز بالصُور تطور حلبة الشوارع هذه.
’’لقد قُمنا مُؤخرًا بالتعليق على مُجريات سباق جائزة ماكاو الكُبرى … ووفقًا لمعلوماتنا، كان ذلك في البرازيل، ولكن ذلك كان أمر خاطئ، إن حصل، سباق ماكاو يعني ذلك السباق الذي يُقام في أقصى الشرق في تلكم المُستعمرة البُرتغالية السابقة البالغة مساحتها 5 أميال مُربعة (13 كيلو مترًا تقريبًا)، والتي تقع على ضفة نهر كانتون في الصين‘‘.
وفقًا لتقارير أوتوسبورت أجري سباق جائزة ماكاو الكُبرى للمرة الأولى في 31 من شهر أوكتوبر من عام 1954، ولكن ذلك قد يكون مُجرد تخمينٍ خاطئ في بعض التفاصيل الأساسية للسباق، إلا أن التطور السريع للسباق سيجعل من غير المعقول تخيل أن أي مُشجع للسباقات قد يُعاني من ارتباك مُشابه.
وكما في أي مكان آخر، ساعد التطور المُنتظم فقط على إبراز جاذبية حلبة شوارع ماكاو جويا.
وطوال مسيرة الجائزة الكُبرى وتحولاتها من مُجرد سباقٍ للهُواة إلى تحفة في عالم سباقات الفورمولا 3، كان ذلك المزيج الرائع من المقاطع المُستقيمة على الواجهة البحرية وصولاً إلى المقطع المُتطلب في أعلى التلة وما يزال عاملاً ثابتًا جذب طوال 60 عامًا السائقين والهُواة.
لقد شاركت 15 سيارة في السباق الافتتاحي لهذه الحلبة، وفاز في ذلك السباق السائق إيدي كارفالهو من هونغ كونغ على متن سيارته من طراز ترايومف تي آر 2، وكان ممن فازوا أيضًا بالسباق الرقيب دوغلاس ستين (وهومُهندس كهربائي وميكانيكي من خريجي الأكاديمية الملكية) انتقل حديثًا لتلك المنطقة آنذاك، حيث كان يُشارك في أنشطة السباقات بتشجيعٍ وتساهل من العقيد المسؤول عنه والذي تمتع بنفاذ بصيرة في اكتشاف معدن الرجال، حيث كان هذا ’’الرجل الطليعي‘‘ يستمتع بظهوره على صفحات الجرائد من أجل شُهرة فوج الإشارة التابع له.
في هذه الأيام، يستذكر لنا دوغلاس ستين البالغ من العُمر 83 عامًا والذي يقضي سنوات تقاعده في منطقة هيرفورد، بداية هذا السباق بالقول ’’في الحقيقة …. لقد وصلت إلى هونغ كونغ في وقتٍ مُبكر من عام 1954، عندما كان الناس في ماكاو يتحدثون عن سباق رالي كان يجري في ذلك الأثناء‘‘، وأضاف دوغلاس ستين بالقول ’’لقد سمع بضع شباب في نادي رياضة السيارات في هونغ كونغ عن السباق، والذي كنت عضوًا فيه، وذهبنا لإلقاء نظرة عليه، حيث قالوا، أنت لا تود أن وقتكَ في مُشاهدة رالي، عليك تُجري راليك هُنا – عليك أن تحصل على حلبة سباق طبيعية‘‘.
لقد كانت الحصاة الكبيرة الحجم تتراكم عند مُنعطفات الحلبة وطوال الطرق غير المُمهدة والتي استبدلت وسويت لسباق عام 1955، وهو الأمر الذي أسس للتحسينات المُستمرة والاستثمارات المُتواصلة في هذا السباق.
وكما استمتع مُنظمو سباق جائزة ماكاو الكُبرى الأوائل بالطفرة السياحية التي حققها الزائرون القادمون من هونغ كونغ – حيث قدم 40.000 مُشاهد لحُضور سباق عام 1956 – اعترف موزعو السيارات المحليين والمُستوردين أيضًا بأهمية مثل هذا اللقاء لتعزيز أعمالهم.
نعود إلى دوغلاس ستين، والذي يقول بدوره عن تلك اللحظات ’’كان أفضل صديقٍ لي بوب ريتشي، وهو رقيب في سلاح الجو الملكي‘‘، وأردف دوغلاس ستين بالقول ’’كان يقود لصالح فيات، وهو فريق تابع للموزع، وأوستين هايلي، والذي كان تُديره شركة ميتروبوليتان كارز موزعو أوستين هايلي، وقدت لصالح والتِر سولكيه، وهو مُستورد لسيارات مرسيدس، كما كان صاحب امتياز تجاري لسيارات دي كاي دبليو‘‘.
وكانت هذه قصة مُمتعة بحد ذاتها، ذلك أن السائق المُرشح لقيادة سيارة فريق والتِر سولكيه من طراز مرسيدس 190 إس إل قد أصابه المرض قبل التجارب النهائية لسباق الجائزة الكُبرى في عام 1955، لذا فقد عهد فريق والتِر سولكيه بمهام قيادة سيارته الصالون من طراز دي كاي دبليو الرياضية إلى دوغلاس ستين، والذي ردَّ الجميل للفريق بعد 15 دقيقة بتحقيقه مركز الانطلاق الأول بطريقة مُدهشة أمام مُنافسيه والذين تضمنت سائقي سيارات آستون مارتين من طراز دي بي 3 إس وفيراري مونديال.
يؤكد دوغلاس ستين ذلك بالقول ’’على الرغم من أني فُزت مُجددًا بسباق عام 1956 [انطلق مرةً أخرى من المركز الأول في سيارة مرسيدس مُعدلة بشكلٍ كبير]، إلا سباق عام 1955 كان ضربة حظ إذا كان من المُتوقع فوز بوب ريتشي على نطاقٍ واسع‘‘.
وخلال توقفه الأخير في وقفة الصيانة من أجل التزود بالوقود، أُبلغ دوغلاس ستين الذي كان يشُك في الأمر بأنه في الطليعة، مما دفع ببوب ريتشي على سيارته من طراز هايلي 100 إلى المركز الأول. وبعد الارتباك الذي حصل بعد النهاية عندما توقف بوب ريتشي، الدراج السابق، قبل العلم الشطرنجي، حيث كان عادةً مُتبعة في سابق جزيرة إيل أوف مان تي تي للدراجات النارية. حيث نبهه الجُمهور لهذا الخطأ، حيث أسرع بوب رستشي للعودة للسباق واحرز نصرًا بشق النفس بفارقٍ يقلُ عن ثانيتين.
وفي عام 1957 تدخلت السياسة في مسيرة دوغلاس ستين مع هذا السباق مع حُصول أزمة قناة السويس في عربية، والمهمة المُنتظرة في إنجلترا لتمنع دوغلاس ستين من قبول عرض فريق والتِر ستولكيه لقيادة سيارته من طراز مرسيدس 300 إس إل، إلا أن السيارة فازت بلقب السباق بقيادة آرثر باتِمان.
شارك الجُنود في مهام الحراسة على طول الواجهة البحرية، وذلكم من أجل وقف تدفق المُنشقين الصينيين من دخول ماكاو، وهو الأمر الذي كان سهلاً، على الرغم من دوغلاس ستين قد أرسل لبعض مهام الغطس في بحر الصين الجنوبي للتغطية بعد تحقيقه لضجةٍ في طريقه لتحقيق النصر في سباق عام 1956.
وبقي كأس النصر في الجائزة الكُبرى في مُستعمرة هونغ كونغ للمرة الأولى في سباق عام 1958 عندما أحرز السائق تشان لاي تشوون من سنغافورا الكأس، حيث فاز هذا السائق والذي كان العضو الصيني الوحيد في نادي سائقي السباقات البريطاني (بي آر دي سي) على متن سيارته من طراز آستون مارتين دي بي 3 إس حضرها بنفسه للمُشاركة على متنها.
ونقل تشان لاس تشون صولغان الجُمهور المُفضل إلى آلبيرت بوون، إلا كان له مُنافس صيني آخر هو تيدي ييب المولود في سوماطرا،والذي سيترك لاحقًا علامةً فارقة في ماكاو …… حيث فرض كلٍّ من تيدي ييب المالك المُستقبلي لفريق ييب في بطولة الفورمولا واحد وصهره ستانلي هو مالك مجموعة (إس تي دي إم) سيطرتهما على امتيازات المُقامرة المُربحة، والآن لدى تيدي ييب المال الكافي ليُمول المُشاركين الآخرين وأن يُصبح مالكًا للعديد من السيارات.
وترك تيدي ييب بصمته على سباق جائزة ماكاو الكُبرى من خلال رفع مُستوى دعمه للسباق، إذ بدأ برحلته ليعمَّد كعرَّاب لسباق الجائزة الكُبرى، على الرغم من وفاة صديقه دودجي لوريل في حادث تصادم على سرعة 140 ميلاً (224 كيلو مترًا) في الساعة عام 1967، في الحادث المُميت الأول لمُتسابق في تاريخ هذه الجائزة الكُبرى.
تزايدت مُشاركة المُصنعين في السباق في عقد الستينيات من القرن الماضي، عندما أطلقت أطلقت وكالة التوزيع المحلية لسيارات رينو في عام 1966 إنطلاقة أعمال الريجي من خلال إرسال سيارتها بمُواصفات سباقات لومان من طراز آلبين 1300 ليقودها السائق البلجيكي ماورو بيانكي، الذي هيمن على الحدث ليُصبح السائق الأجنبي الأول الذي يفوز بالسباق.
وبرز من السائقين المُعتادين في ماكاو، جون ماكدونالد الذي اكتسب وبسُرعة سُمعةً مرموقة على حلبة الشوارع هذه.
وشهد عام 1965 إحراز أول انتصار لمرآب خاص لسيارات السباقات من هونغ كونغ بعد تكدس حاشد في مُنعطف ميلكو الحاد جدًّا والذي أدى لإيقاف السباق قبل نهايته، وحقق جون ماكدونالد إنجازًا كبيرًا – إضافةً إلى تحقيقه لثلاثة انتصارات أخرى في هذا السباق – وهو رقم قياسي – بكونه السائق الوحيد الذي حقق الفوز بكافة الفئات حيث حقق الفوز أيضًا في فئة الدراجات النارية في عام 1962 وفئة سيارات الصالون في عام 1972.
وقد أصبحت جائزة ماكاو الكُبرى الحدث الرياضي الأكبر في عالم السيارات في تلك المنطقة عقب توقف تنظيم سباق جائزة سنغافورا الكُبرى في عام 1973، بعد أن شوهت الحوادث المُميتة آخر حدثين نُظما على حلبة الشوارع ثومسون المُخيفة.
وقد أعجب تيد يييب ببطولة الأوسترالي فيرن شوبان في السباق قبل الأخير على حلبة سنغافورا ليُحقق تقدمًا في مسيرته مع حُصوله على رعاية مُهمة قادته إلى بٌطولة سباقات فورمولا آتلانتيك.
يتذكر فيرن شوبان تلك الأيام بالقول ’’كان (سباق) ماكاو تجربةً مُذهلة‘‘، وهو الذي خرج في الموسم الذي سبق زيارته الأولى من عمله كسائق بدوامٍ كامل لدى فريق بي آر إم في سباقات الفورمولا واحد مع قُدوم السائق النمساوي المُحنك نيكي لاودا.
واستغرق فيرن شوبان في ذكرياته حيث قال ’’في أول مرة ذهبت فيها للخارج تلقيت رعاية من شركة والد روبيرت كيجان وكانت شركة ترانس ميريديان إيرلاينز، وأذكر أننا جلسنا من دون أحزمة أمان خلف مقصورة قيادة طائرة الشحن في الشركة وكانت من طراز سي إل 44‘‘.
وأردف فيرن شوبان وقال ’’سألت الطيار متى سنصل إلى هونغ كونغ؟، فقال لي حسنًا … لا نعرف، قد نصل خلال أسبوع، وربما خلال عشرة أيام، هذا يعتمد على كمية المواد المنقولة التي ينبغي علينا نقلها بالفعل، فقلنا له: بحق السماء يا رجل سيُقام السباق خلال أسبوع!‘‘.
وحقق فيرن شوبان في زيارته الأولى المركز الأول للانطلاق بفارق تسعة ثوانٍ في سيارة مُذهلة من طراز مارش 722، قبل أن تخسر تحقيق فرصة فوز قريب في السباقات المُشابهة لفورمولا ليبر نتيجة لاحتراق القابض الفاصل.
وأقرَّ فيرن شوبان بوجود اختلافات في التجهيزات بالقول ’’بالتأكيد كان هُنالك فروقاتٍ هائلة في التجهيزات بين السيارات الموجودة في مُقدمة شبكة الانطلاق وتلك التي تواجدت في مؤخرة الشبكة‘‘. إلا أنه أضاف أيضًا ’’ولكن كان ما يزال لديك العديد من السائقين مثل جرايمي لورانس في سيارته من طراز بي تي 28، وهي سيارةٌ جيدةٌ فعلاً، وجون ماكدونالد في سيارة برابهام من الأجيال الأولى‘‘.
استكمل فيرن شوبان الحديث وقال ’’وأيضًا كان هُنالك عدد من السائقين اليابانيين المُنافسين من الخارج والذين استمروا في السباق رغم أني كُنت في الخارج في اليابان لقيادة بعض السيارات الرياضية في عقد الثمانينات من القرن الماضي، وقد صمد منهم على وجه الخُصوص كلاً من[ماساهيرو] هاسيمي و [كازيوشي] هوشينو. وذات سنة قال أحدهما خلال مُقابلةٍ أجريت معه حول ما سيفعلانه في السباق، وإذا ما ربح أحدهما السباق. فقال أحدهما أنه سيربح السباق أويموت وهو يُحاول فعل ذلك‘‘، وضحك فيرن شوبان وقال ’’وعلى ما اعتقد خرج كلاهما من السباق بعد انطلاقه عندما وصلا لمُنعطف لشبونة‘‘.
وقد أحرز فيرن شوبان طوال اكثر من 10 سنوات من التسابق على الحلبة انتصارين هامين وقارب على تحقيق انتصارات أخرى إلا أنه أخفق في إحراز أحد الانتصارات جراء خلل في الحزام الناقل، مما أثر على المُحرك. ومع ذلك تصدر هذا السائق المتحدر من مدينة واياللا الأوسترالية الأخبار بعد تحقيقه لانتصاره الثاني في ماكاو عام 1976 عندما تنافس مع بطل العالم المُستقبلي مُواطنه آلان جونز.
وحقق آلان جونز المُتأخر، والذي جلس في مقعد سيارة فيرن شوبان القديمة من طراز مارش، قيادة سريعة جدًّا، حيث كسر الرقم القياسي للفة الواحدة بمقدار تسع ثوانٍ وأسرع بحوالي ثلاث ثواني عن التوقيت الأسرع للانطلاق من المركز الأول.
وأدهش آلان جونز بقيادته الجميع ومنهم تيدي ييب مالك فريق ثيودور للسباقات المُشارك وعرض مبلغ 20.000 دولار هونغ كونغ للسائق الأول الذي يستطيع كسر رقم آلان جونز القياسي للفة الواحدة، شريطة أن تذهب نصف أموال الجائزة للأطفال المحرومين …
وقال زميل آلان جونز فيرن شوبان في عام 1976 مُعلقًا على ذلك بالقول ’’ربما لم أقل ذلك لأي شخصٍ قبل الآن، ولكن مما لا شك فيه أن التوليفة ما بين آلان جونز وسيارة مارش ستبقى أسرع من الجميع بفارق ثوانٍ عن الجميع‘‘.
وأضاف فيرن شوبان بالقول ’’لقد كان لي بعض التحكم في معايير تحضير السيارة خلال السباقات الثلاثة الأولى في ماكاو، وفي البداية كان المسار عريضًا وكان مُحددًا بالحواجز الجانبية فقط، لقد عُدت ووضعت نظام تعليق مُخصص بالمسارات الضيقة مع تركيب مُقدمة رياضية للسيارة، وكانت حقًا سيارةً رائعة، وحصلت في العام 1976 على سيارة من طراز رالت [آر تي 1 هارت فورد بي دي أيه]، والمُصممة لتستوعب مُحرك فورمولا 2، وكانت السيارة بالفعل تنحرف بقوة‘‘.
وأضاف فيرن شوبان بالقول ’’لم أتغلب على طريقة قيادة آلان جونز، لقد كان آلان سريعًا، وهذا مما لا شكَّ فيه، ولكنني كنت في نفس الوقت أخوض السباق على متن سيارات إف 5000 ضد آلان الذي كانت لديه نفس هذه السيارة، لقد كان جونزي السريع، وكان الموضوع أكثر من مُجرد سيارة – كان الأمر عبارة عن سيارة مُناسبة تمامًا للحلبة‘‘.
لقد شارك البطل المُستقبلي في سباقا لومان في نُمو جائزة ماكاو الكُبرى خلال حقبة السبعينات من القرن الماضي والفضل في ذلك يعود إلى تيدي ييب بدرجة أولى، مع كلمة شرف من السائقين وتنافسية تيدي ييب الحيوية مع زميله رجل الأعمال بوب هاربر.
ويقول فيرن شوبان بالقول حول هذا ’’لقد كان كل سائق يخرج من السيارة يقول لنا يا إلهي ما أروع هذا المسار!‘‘، ويضيف ’’هذه العبارة بالتحديد جاءت من أوروبا‘‘.
وأضاف فيرن شوبان بالقول ’’لقد قُدتُ أيضًا لصالح تيدي ييب، لقد كُنا نُعامل كمُلوك، حيث كان يأتي شخص لمُرافقتك وأخذ جواز سفرك، ولم يكن عليك المُرور في إجراءات الهجرة والجوازات وكان هُنالك سيارة تنتظرك في الطرف الآخر لتأخذك إلى فُندق لشبونة‘‘.
ويستطرد فيرن شوبان بالقول ’’لن أقول بأن تيدي ييب كان يُدير السباق، لكنه كان أكثر الأفراد أهمية من ناحية ما يحصل هُنالك، قد يقول لك تيدي ييب حسنًا، دعنا نقوم بذلك وذاك، وهو ما كان يحصل، لم أكن أعرف إذا ما كان يدفع مُقابل ذلك من حسابه أو أن الكازينو هو من كان يدفع، لقد كان ستانلي هوو رئيس الكازينو، ولكن تيدي ييب كان صهره‘‘.
وفي ذكرى اليوبيل الفضي للسباق في عام 1978 خرج مُستورد سيارات فورد في هونغ كونغ السيد هاربر بفكرة سباق العمالقة، بحُضور مُميز لسائقين حاليين وسابقين لسيارات الجوائز الكُبرى، وأساطير سباقات إندي الأمريكية في سيارات مُتطابقة من طراز فورد إسكورت 1.6 ليتر.
لقد أحرزالبريطاني ستيرلينج موس المركز الأول على شبكة الانطلاق، فيما فاز البلجيكي جاكي إيكس بالسباق وقد ورد إلينا بأن الأوسكوتلندي جاكي ستيوارت قد قاد سيارة آلة التصوير ثلاث مرات، وكان من المُعتاد أن ترى تيدي ييب بشخصيته المُميزة في وسط الأحداث، ليُساعد على إنجاح هذا الحدث وللمُشاركة في السباق.
ومبدئيًا، ساهم تبني معايير السباقات لمنطقة الهادئ في عقد السبعينات من القرن الماضي على زيادة نوعية المُتنافسين المُتواجدين على شبكة الانطلاق للسباق، حيث اعتبرت سيارات فريق هاربر المُنافس الرئيسي لسيارات فريق ثيودور للسباقات، وبالفعل حرض وجود السيارات الأمريكية على تواجد كوكبة من السائقين على غرار الفنلدي كيكي روزبيرغ، والإيرلندي ديريك دالي والإيطالي ريكاردو باتريزي ضد مجموعة تيدي ييب المُبتدئة من زميلهم النجم المُستقبلي قي الفورمولا واحد الأوسترالي آلان جونز في عام 1978.
حقق ريكاردو باتريزي انتصارين، قبل أن تتحول المُنافسات بين فريقي هاربِر/ ييب ولفترة قصيرة، إلى تنافس حاد.
وقدم كل من ريكاردو باتريز وفريق هاربر، بعد الهزيمة في سباق عام 1979، اعتراضًا على مُحرك سيارة فريق ثيودور للسباقات التي فازت بالسباق وقادها جيوف لي، إلا أن نتيجة الفحص أشارت لأن السيارة قانونية وكاعتذارٍ عن الاعتراض الذي قدمه، أعلن فريق هاربر نيته الانسحاب من الأحداث المُستقبلية للسباق.
ولم تتمتع السباقات بموجب قواعد سباقات منطقة الهادئ بأفضل من هذه المعايير، واتخذت الأمور في عام 1983 منحىً جديدًا، حيث تطورت قواعد الفورمولا 2، ولكن الحاجة لإزالة الأشجار عند مُنعطف لشبونة ووجهت بمُعارضة قوية، مما جعل من قوانين الفورمولا 3 البديل الأكثر عملانية للسباق.
وكانت عملية الانتقال هذه حركة مُفاجئة وسريعة، إذا كان السائق الوحيد الذي كان من المُمكن مُشاهدة بداية مسيرته في سباقات الفورمولا 3 في عُمر الأربعين.
ويُؤكد فيرن شوبان على هذا بالقول ’’بلا شك لقد كان الانتقال إلى الفورمولا 3 خطوة للأمام‘‘، ومُستذكرًا قصة نجاح عُمرها 30 عامًا لسباقات الفورمولا 3 في ماكاو.
ويقول فيرن شوبان ’’عندما فزت بالسباق، لم أفكر بمهنتي، لقد كُنت جاهزًا للقيادة في الفورمولا واحد، لقد كان الجو هو مصدر جاذبية سباق ماكاو بالنسبة لي، لقد كان مُختلفًا جدًّا، لقد كان شعور نهاية الموسم، حيث كُنا مجموعة من السائقين الأجانب الذين كُنا نتجمع هنا جميعًا، وكُنا نتلقى الدعوات لحُضور الولائم وزيارة الكازينو برفقة الحسناوات وكل هذه الأمور الجميلة المُرتبطة بذلك‘‘.
وأضاف فيرن شوبان بالقول ’’لقد كان ذلك عظيمًا، حيث خضنا تجارب كثيرة هناك لم نختبرها في مكانٍ آخر، ولكن ذلك الزمان ولى، إذ أصبحت جائزة ماكاو الكُبرى سباقًا مهمًا جدًّا في مهنة السائقين‘‘.
وختم فيرن شوبان حديث الذكريات بالقول ’’لقد فاز هنا سائقون شباب من أمثال البرازيلي الراحل آيرتون سينا والألماني مايكِل شوماخر واللذان اكتسحا السباق، حيث أصبح أكثر تنافسية، وأصبحت الفكرة بأن تحقيق الفوز في سباق ماكاو يجعل من الفائز سائقًا شهيرًا بالتأكيد‘‘.