أضاف الدراج البريطاني سام ساندرلاند، المقيم في دبي، واحدًا من أكبر الإنجازات للدراجين الإنكليز وتمثل بالفوز بلقب رالي داكار “الباراغواي ـ بوليفا ـ الأرجنتين” في خلال محاولته الثالثة فقط قبل أقل من شهرين ونصف الشهر.
وكان دراج “كيه تي أم” قد تعافى من إصابة خطيرة تعرض لها في رالي المغرب الصحراوي، مما أجبره على الغياب عن داكار العام الماضي، غير أن ثقته بنفسه وقوته تعاظمتا مع تقدم الموسم.
فعندما سقط توبي برايس حامل اللقب وزميل ساندرلاند في الفريق في بوليفيا وكسر عظمة فخذه، وبينما ارتكب فريق “مونستر إنرجي هوندا” خطأً مكلفاً، أُلقي النرد في صالح الدراج ساندرلاند الّذي ظل ممسكاً بصدارة رالي داكار ليحقق أعظم فوز في مسيرته مع وصوله إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في يناير 2017.
لقد تبدلت بوضوح حياة هذا الدراج المتواضع الذي يقضي وقته في دبي في خوض الراليات الصحراوية والسباقات، ولكن هذه المرة سيتوجه خلال هذا الأسبوع إلى رالي أبوظبي الصحراوي المدعوم من نيسان وهو يعلم أن الفوز سيكون في متناول يده، كما يأمل أن يبدأ الجولة الافتتاحية من بطولة العالم للدراجات النارية “فيم” على وقع رفع كأس المركز الأول.
وينطلق رالي أبوظبي الصحراوي مع مرحلة استعراضية تُقام في منتجع الفرسان الرياضي الدولي في 1 نيسان / أبريل، على أن تنتقل الفرق لخوض المنافسات عبر صحراء الربع الخالي لغاية 6 من الشهر نفسه.
ويواجه ساندرلاند منافسة من زميليه في فريق “ريد بُل كيه تي أم رايسينغ” المصنعي الدراجيَن الموهوبيَن النمساوي ماتياس وولكنر والفرنسي أنطوان ميو على الرمال الملتوية والكثبان الرملية الشاهقة التي تجعل رالي أبو ظبي الصحراوي فريدًا من نوعه.
وباستثناء عام 2014 عندما عاد الفوز لـ “هوندا” مع الدراج باولو غونكالفيس، هيمنت “كيه تي أم” على فئة الدراجات النارية في رالي أبوظبي الصحراوي منذ العام 2001. وتصب الترجيحات مرة أخرى في مصلحة هذا الفريق بسبب قوة الثلاثي سندرلاند ـ وولكنر ـ ميو، الّذي يعود إلى المغامرة في الصحراء للمرة الأولى منذ سقوطه في داكار 2016. إضافة إلى الدعم الكبير من الدراج المحلي الإماراتي محمد البلوشي على متن دراجته “كيه تي أم أبوظبي”، ومن الدراج دايفيد ماكبرايد الذي سيشارك بألوان فريق “فينديتا رايسينغ”.
ولكن بدون أدنى شك تُريد “هوسكفارنا” أن توقف زحف “كيه تي أم” على الكثبان الرملية والطرقات الوعرة، فالدراج بابلو كوينتانيلا إعتمد على عنصر الإستقرار في وصوله إلى خط النهاية من أجل إحراز العام الماضي لقب بطولة العالم للدراجات النارية “فيم” على متن دراجته “روكستار إنرجي هوسكفارنا 450 رالي فاكتوري”، لذا سينطلق الدراج التشيلي مع الرقم 1 على دراجته بفضل فوزه باللقب. وهو أيضا جزء من فريق مؤلف من دراجين، فإلى جانبه يبرز اسم الفرنسي بيار أليكسندر رينيه صاحب التأدية المستقرة والفائز بالعديد من بطولات الـموتوكروس والتحمل (FIM).
فريق “مونستر إنرجي هوندا” عمد إلى تقسيم جهوده في بداية الموسم حيث فاز الدراج الاميركي ريكي برابيك بلقب رالي سونورا في المكسيك في نهاية الأسبوع الماضي بمواجهة نخبة الدراجين. وقد قررت إدارة الفريق تسليم مهمة الفوز في رالي أبوظبي الصحراوي إلى باولو غونكالفس والدراج الأرجنتيني كيفين بينافيدس، في وقت يتعافى جوان باريدا بورت من الإصابة.
وتشمل لائحة المشاركين في رالي أبوظبي الصحراوي 28 دراجًا و17 مشتركًا على متن دراجة نارية رباعية الدفع (كواد)، إضافة إلى العديد من الدراجين المحليين في مهمة البحث عن النجاح. على غرار كل من عبداللـه دخان، خالد الفلاسي على متن “ياماها” و”هوندا” على التوالي، وإبراهيم بوقله خلف مقود دراجة “هوندا” أيضًا، في حين سيقود الكويتي محمد جعفر دراجة “كيه تي أم 450” مصنعية.
وقال رئيس نادي الإمارات للسيارات ورئيس اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية محمد بن سليّم: “لدينا نادي للدراجات النارية في الإمارات العربية المتحدة قويّ جداً، كما تتميز راليات التحمل والراليات الصحراوية الطويلة بشعبية كبيرة”.
وأضاف: “فوز سام سندرلاند برالي داكار اعتبر دفعة كبيرة للرياضة ككل في المنطقة، وقد جذب الكثير من الاهتمام من مختلف أنحاء العالم. لقد كان داعماً لرالي أبوظبي الصحراوي لعدة سنوات، ولكن لدينا أيضًا مشاركة قوية من الدراجين التابعين لفرق مصنعية هذا العام، وسوف تكون المنافسة رائعة بين الدراجين”.
وفي الوقت ذاته، وبينما يضع المسؤولون اللمسات الأخيرة على التحضيرات النهائية لانطلاقة الحدث، يستفيد رالي أبوظبي الصحراوي من الدعم المقدّم من تدوير، وهو مركز إدارة النفايات، أبوظبي.
وقال مدير مركز “تدوير” في المنطقة الغربية محسن العامري: “إن مشاركتنا كراع استراتيجي في رالي أبوظبي الصحراوي 2017 في منطقة الظفرة تتماشى مع التزامنا بتوفير بيئة مستدامة وصحيّة في جميع أنحاء إمارة أبو ظبي. المشرفون والعمال والمركبات ستكون متاحة على مدار 24 ساعة في اليوم لإزالة النفايات من موقع التجمع”.
وتابع العامري قائلاً: “المشاركة في مثل هذه الفعاليات تنسجم مع رؤيتنا لتطوير نظام متكامل ومستدام لإدارة النفايات ومكافحة الآفات بحلول عام 2030. ونحن نسعى جاهدين لنشر أفضل الحلول التكنولوجية التي تساعد في تعزيز الاستدامة البيئية والتميز في رعاية العملاء وتعزيز التوعية الاجتماعية الّتي تحوّل النفايات إلى مورد اقتصادي “.
كما تلقى مسؤولو رالي أبوظبي الصحراوي خبراً في وقت متأخر من الأسبوع الماضي يُفيد بأن الدراج الأمريكي برايس منزيز لن يتمكن من المشاركة في الحدث مع فريق “إكس ـ رايد” على متن “ميني آل4 رايسينغ” ضمن فئة السيارات. فوفقًا لما ذكره المتحدث باسم الفريق الالمانى توبياس كوانت ما زال الدراج الأميركي يتعافى من الإصابة.
ويُقام رالي أبو ظبي الصحراوي برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، كما يحظى الرالي بدعم كبير من بلدية منطقة الظفرة، ومن كل من بلدية أبوظبي، القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، شرطة أبوظبي، خدمات الإسعاف الوطني، حلبة مرسى ياس، أدنوك، طيران أبوظبي، مياه العين، تدوير ــ مركز إدارة النفايات، أبوظبي، فنادق روتانا وسنترو ـ جزيرة ياس، منتجع قصر السراب وحلبة الفرسان.