عالم رياضة المحركات هو عالم التنافس من الند للند، حيث تلعب عقلية السائق دوراً حاسماً في عملية تطوّره بغض النظر عن الدعم المادي الذي يلقاه، كما يشرح لنا خبير أوتوسبورت في عالم الفورمولا واحد، السائق السرّي.
واحدة من أصعب التحديات الخاصة لتكون ناجحاً في أي مكان هي أن تكون على قدر التوقعات.
يتطلب العالم الحديث الذي نعيشه نتائج؛ يتعلق الأمر بما يحدث الآن. وكسائق سباقات لديك هدف وحيد وهو أن تكون سريعاً. وعليك أن تدير شهيتك للنجاح كما ان إحتمال فشلك في وارد. يتطلب الأمر مقاربة واقعية و صريحة.
عالم رياضة المحركات مختلف عن جميع الرياضات، يمكن القول أنه عالم أعمال المحركات أكثر منه رياضة المحركات.
إنها رياضة فردية، لكن أنت بحاجة لفريق متكامل وناجح في حال أردت تحقيق النجاحات. وهذا الفريق غالباً ما يتألف من الأهل، مدير، مدرب و فريق تسابق إحترافي.
لا تُخفي رياضة المحركات بأنه على السائقين اليافعين أن يدفعوا مبالغاً من المال ليصبحوا محترفين.
هذه النقطة وحدها محورية لعقلية السائق اليافع. يمكن تصنيف سائق لا يحظى بلدعم المادي أو القليل منه بالسائق الجائع أو المندفع، لكن يمكن أن يواجه الخوف من الفشل.
تخيّلوا الضغط الذي يلقاه السائق أو السائقة في كل مرة يجلسون في سيارة تسابق ولا يدركون إن كانت تلك المرة الأخيرة التي يقومون فيها بذلك، ومدى تأثير هذا الضغط على ولد صغير، إذ يعلم أن حلمه (أو حلمها) يمكن أن ينتهي غداً.
يمكنم لهذه الضغوطات أن تكون مصدر تأثير سلبي على الأداء.
كما يأتي بعض السائقين الآخرين مع مشاكل أخرى: يملكون الكثير من المال. ويشكل هؤلاء حالات قليلة لكنها تحصل.
بالنسبة للعديدين، قد يُؤدي ذلك لتخفيف حدّية السائقين في العديد من النقاط المركزية. حيث أن التنافس مع سائق يُصارع من أجل البقاء في الفئة الملكة مع وجود إمكانيات مادية ضعيفة للغاية سيؤدي لإلقاء الضوء على عدم وجود حدّية في الأداء لدى هؤلاء السائقين.
هذه النقاط التي قمت بالإشارة إليها هي لحالاتٍ تمّ توثيقها.
الجانب الأكثر أهمية لكافة السائقين الشباب، هو أنه وبغض النظر عن أوضاعهم الشخصية، يجب عليهم التمتع بحدس شخصي قوي. قد يكون هذا الأمر صعباً للغاية في سنٍّ مبكرة بسبب عدم امتلاك السائقين للخبرة.
نسعى في سنٍّ مبكر لترك انطباعٍ جيّد، ويتم تكوين شخصيتنا تبعاً للبيئة المُحيطة بنا والأشخاص الذين نتفاعل معهم. وبالتالي فإننا نعتمد على الآخرين وعلى الأشخاص الذين نُفضل وجودهم لجانبنا فيما يتعلق بالعوامل الحذرة في تطوير شخصيتنا.
ولكن لا يُمكننا دوماً اختيار الأشخاص الذين يُحيطون بنا بالتأكيد.
يلعب الأهل دوراً كبيراً في بدايات مسيرة أي رياضي. وبالتالي انخراط الأهل بشكلٍ زائد، أو ناقص، قد يكون له تبعات كبيرة على مشاعر هذا الرياضي الشاب.
يجب على السائق الشاب أن يكون مسؤولاً التوقعات التي يضعها لنفسه دون توقّعات الآخرين له. هذه من إحدى أهم العوامل التي لا يتوقف عندها الكثيرون، خصوصاً عندما يكون السائق في مرحلة النضج من ناحية كونه إنساناً بالإضافة لكونه رياضياً.
الفترة التي تسبق بداية أي موسم تكون مليئة بالتحديات للسائقين. بالنسبة للبعض، يجب تكوين علاقات جديدة خلال فترة زمنية قصيرة مع المُهندسين وأعضاء الفريق.
يجب دعم السائقين الشباب ليكونوا على طبيعتهم. حيث أن ذلك سوف يؤدي لبناء علاقة عمل مُستقرة وصريحة مع الأشخاص المحيطين بهم. الأمر الذي يلعب دوراً في اكتساب الاحترام وثقة الآخرين.
تمكّنت من مشاهدة كيفن ماغنوسِن وماكلارين طوال فترة التجارب الشتوية، وخلال جائزة استراليا الكُبرى.
الأمر الّذي أذهلني هو سرعة تطوّر هذه العلاقة، وشجاعة ماغنوسِن لامتلاكه القوة لإظهار شخصيّته الحقيقية.
كانت أهدافه مُتواضعة وواقعية وتعامل مع إحدى أهم جولات مسيرته الاحترافية كأيّ جولة أخرى. لم يُحاول ماغنوسِن التصرف كسائق جائزة كُبرى منذ البداية، وإنما حاول ببساطة أن يظهر بأفضل صورة ممكنة.
حيث أن طباعه الصادق والمُريح أدى لاكتساب ثقة فريق ماكلارين على الفور وإعطائه المجال من أجل تطوير نفسه كأحد أفراد الفريق.
يجب على السائقين الشباب التحكم بأهدافهم عن طريق جعلها واقعية للغاية. يجب أن يتحلّوا بثقةٍ كبيرة بنفسهم بالإضافة لدعم الفريق لهم الذي سيقوم بتوفير مساحة خاصة بهم دون شك.
الربط بين الأهداف والتوقعات عمليّة هامة للغاية حيث أنها تسمح للآخرين لأن يقوموا بدعم أهداف السائقين واحتياجاتهم بالإضافة لإعطاء السائق بحد ذاته الثقة بالطريق الذي يسلكه.
وجود بيئة تثق بالسائق مبنيّة على أسس الاحترام والصدق ستؤدّي لخلق تلك المساحة من الحساسية عند عدم تحقيق هذه التوقعات.
هذا الأمر ضروري لدى كافة البشر وفي حال تمّ دعمه فإن هذا أفضل من كتم مشاعر الغضب والمُعاناة في صمت.