بصرف النظر عن موسم 2014 للفورموﻻ واحد الكئيب والذي تميّز بتغيير مُدراء الفريق أكثر من الصعود إلى منصات التتويج، بدأ الحصان الجامح حملته لموسم 2015 بخطواتٍ حثيثة، ومن ثم حقق سائقهم اﻷلماني سيباستيان فيتيل الفوز اﻷول لهم في سباق ماليزيا.
في هذا المقال أجرى لنا ديتر رينكن مُقابلةً مع الرجل الذين يقود دفة اﻷمور، ماوريزيو أريفابيني.
يُعتبر رئيس فريق فيراري اﻹيطالي ماوريزيو أريفابيني من مُشجعي الفورموﻻ واحد مُنذ نعومة أظفاره – وبالتحديد مُنذ فترةٍ أطول من ذكرياته المُبكرة حول تسكعه في منطقة الحضور العامة على حلبة مونزا، وهو يدعي رَبَّه ليحظى بلمحةٍ للسيارات الحمراء التي يعشقها.
وبالتأكيد، عادةً ما يُشير لنفسه (وبفخر) إلى أنه كان أحد أعضاء الـ “تيفوزي”، وهو اﻻسم الذي يُشير لمجموعة المُشجعين الشغوفين واﻷوفياء لفريق الحصان الجامح وباﻷداء الذي يُقدمه فريق مارانيللو (حيث مقر الفريق) بحيث يقعون تحت تأثير شكل مُعين من الحب المُعدي للفريق.
حملت سيارات السكوديريا شعار مارلبورو على سياراتها مُنذ عام 1984، مُفسحة المجال فقط لوضع أسماء السائقين خلال اﻷيام الأولى من الشراكة، وذلك عندما تدفق القسم اﻷكبر من أموال الرعاية التي أنفقتها شركة السجائر على الفورموﻻ واحد نحو فريق ماكلارين. ولكن جميع هذه اﻷمور تغيرت عام 1997 عندما اختار جون هوغان المعروف باسم “السيد مارلبورو” توجيه كامل الدعم المالي إلى السائق اﻷلماني مايكل شوماخر وفيراري.
لذا لم يكن من قبيل الصدفة أن ينضم آريفابيني المُدخن المُدمن، الذي أصبح خبير تسويق ومبيعات مُتمرس، في ذلك العام إلى الشركة اﻷم لعلامة مارلبورو فيليب موريس إنترناشونال – مبدئيًا للإشراف على برنامج فيراري.
لقد صعد ضمن صفوف فيليب موريس إنترناشونال ليُصبح قبل عقدٍ من الزمن نائب رئيس لعمليات اﻻتصال والترويج العالمي، وانتقل بعد 4 سنوات ﻻحقة ليُصبح نائب رئيس استراتيجية قناة المُستهلكين وفعاليات التسويق.
ومع هذه المُؤهلات عمل عن قرب مع أعضاء مجلس إدارة فيليب موريس إنترناشونال سيرجبو ماركيوني (إضافةً إلى جون إلكان، سليل عائلة آنييللي التي تُسيطر على الشركة القابضة لفيراري أي تحالف فيات كرايسلر للسيارات)، وعندما قرر الرئيس التنفيذي سيرجيو ماركيوني اتخاذ تغييرات مترددة في مارانيللو – مدفوعًا بطموحه لتحرير عملية التمويل الهامة من خلال إدراج فيراري – تم تعيين أريفابيني في أعلى قِمة هرم السكيوديريا.
ورغم ذلك، ﻻ يُعتبر هذا الرجل البالغ من العمر 58 عامًّا والمولود في بريشيا، وجهًا جديدًا في عالم سياسات الفورموﻻ واحد، حيث خدم في لجنة الفورموﻻ واحد كمندوب عن الرُعاة مُنذ عام 2010، وأي شخص حضر آخر ثلاثة أو أربعة فعاليات من حدث مارلبورو – الذي أصبح سنويًا ﻻحقًا – مُخيم “فروووم” لرياضة المُحركات للتزلج في منطقة دولوميت في جبال اﻷلب اﻹيطالية، لن يشعر بالشك حول مدى تقارب العلاقة بين أريفابيني وقيصر الفورموﻻ واحد بيرني إيكليستون، أحد الحضور المُنتظمين للحدث.
مع ذلك، هنالك بعض المعلومات الصادمة من اﻷخبار التي تسربت خلال السباق اﻷخير من الموسم الماضي في أبوظبي عندما تم تعيين آريفابيني في ما يُعتبر أكثر المهمات تحديًَا في الفورموﻻ واحد، حيث رأى البعض أنه مثل ستيفانو دومينيكالي وماركو ماتياشي (وكلاهما من أعمدة فريق فيراري الرئيسية) سيقع تحت ضغط عدم تحقيق اﻻنتصارات، ترافقت مواقفهم هذه مع تخلي فريق فيراري عن وضعه المُتفوق الذي كان يحتله فيراري لصالح فريق ريد بُل.
لقد أجرينا مُقابلةً حصرية مع أريفابيني على هامش سباق جائزة ماليزيا الكبرى يوم الخميس الماضي، وكان من الواضح أنه الرجل الواقع تحت الضغط آنذاك، وعلى وجه التحديد عندما حقق سيباستيان فيتيل المركز الثالث الرائع في الجولة اﻷولى من الموسم. ولم يكن الحديث في ملبورن حول الطاقة الجديدة التي وجدها فريق فيراري فقط – وفي العام الماضي كانت الفرق الثلاثة التي تتزوّد بمُحركات فيراري قد حققت بشكلٍ عام أسوأ النتائج في “مجموعتها” – ولكن اﻻنسجام كان حول استخدام السيارات الحمراء ﻹطاراتها.
مُغفلي المبيعات – وهي الكلمة التي تُستخدم للتقليل من مجال خبرة أريفاني السابقة إلى الجزء الأساسي منها – عالم أُزيل من فوضى إدارة فريق فورموﻻ واحد. وعلى وجه التحديد عندما يكون الفريق موضع الشك هو السكوديريا الذي خسر وبشكلٍ واضح رُؤيته للطريق ونسي فن تحقيق الانتصارات، سواءً على الحلبة أو في اجتماعات مجموعة الخطط للفورموﻻ واحد.
لذلك نراه يتوق للإشارة إلى مهامه السابقة التي كانت مُتمحورة حول الإدارة، والحياة ليست مُجرد أحداثٍ سعيدة دائمًا، اﻻنتقال من حدثٍ ﻵخر من أحداث فيراري ومن ثم الذهاب ﻻجتماعات لجنة الفورموﻻ واحد.
وأوضح أريفابيني ذلك بالقول: “بادئًَا ذي بدء، أود الحديث عن بعض اﻷمور التي تتعلق بخبراتي، ﻷن مُعظم الناس، يعرفون الجانب المُتعلق بالتسويق مني، ولكن في الحقيقة وفي شركتي القديمة كانت نسبة ١٠ بالمئة من مهمتي مُتمثلة في الفورموﻻ واحد. وفي ٩٠ بالمئة المُتبقية منها كانت تتعلق بإنجاز أمورٍ أخرى”.
إنه ليس مُجرد رد – يُعتبر ماوريزيو ديبلوماسيًا جدًّا من هذه الناحية، كما هو مُتوقع من شخصٍ تعلم اﻹدارة التنفيذية في الصناعة في أروقة شركةٍ عالمية – ولكنه وضعنا بالتأكيد في المشهد.
وأضاف: “من خلال رفاهية العمل لشركات كبيرة تعلمت الكثير في عددٍ كبيرٍ من المجاﻻت”.
“لذا لقد كانت جامعةً مُفيدةً جدًّا جدًّا. أما بالنسبة للقسم الثاني من سؤالكم، فإنها تتعلق بأدوار فيراري”.
“أعتقد أنه تم التوقيع على اتفاقية كونكورد وإذا كان لدى فريق مُعين، بما في ذلك فيراري، اتفاقية مُعينة لذلك أود رؤية [نتيجتها] على الفورموﻻ واحد من دون فيراري”.
“في رأيي ستخسر نسبة من 60 إلى 70 بالمئة من قيمتها. لقد تواجدت في ملبورن، لكن ومن خبرتي عندما كنت أذهب للسباقات، وعلى وجه الخصوص خارج إيطاليا، رأيت نسبة من 60 إلى 70 بالمئة من اﻷعلام هي من [المُشجعين اﻷوفياء] تيفوزي لفيراري”.
“ولذلك، أقصد، بأن هذا هو السبب خلف أن لفيراري قيمة لا يُمكن مُقارنتها بالفرق اﻷخرى”.
ولا يشعر آريفابيني بأي حرجٍ على اﻹطلاق بشأن أدوار ورُؤية ماركيوني، المسؤول المُباشر عنه، وذلك حول سعي فيراري ﻻستعادة مركزها السياسي المرموق، في وقتٍ يرزح فيه فريق ريد بُل تحت ضغطٍ رياضي، وتقني وسياسي واضح.
وأكمل: “بالنظر ﻷدوار فيراري، أعتقد أن أهم نجاحٍ لفيراري للسيطرة على دورٍ مركزي في الفورموﻻ واحد يعود ﻻلتزام السيد ماركيوني. على المُستويين الشخصي والمهني وكرئيسٍ لفيراري، حيث وضع نفسه في الخط اﻷمامي، وبالعودة لحقيقة أنه كان مُشاركًا في المجموعة اﻻستراتيجية للجنة الفورموﻻ واحد، فقد أظهر التزامًا كاملاً”.
“أعتقد أنه أمر مُذهل، وتلك هي المُساهمة الحقيقية باتجاه استعادة فيراري لدورها المركزي في الفورموﻻ واحد”.
وكما أسلافه (وحتى إنزو فيراري نفسه)، يبدو آريفابيني مُتأكدًا من إيمانه أن فيراري هي الفورموﻻ واحد.
وبنظرةٍ على جناح الضيافة المُزين ببعض الفضيات، والذي أزيلت واحدة منه من الردهة حيث جلسنا، قال: “أُدرك بأن لدينا [مُنافسين] مثل مرسيدس، وهم اﻵن يقودون البُطولة”.
“لقد حصلوا العام الماضي على كامل احترامي، ولكني أعتقد أيضًا بأن لقب (بطولة العالم) ﻻيساوي الكثير من دون التغلب على فيراري …”
دعونا نقول، هل كانت فيراري ستُفكر في مُغادرة الفورموﻻ واحد؟ بعد كل هذا، كان من المُعتاد أن يُهدد العجوز إنزو بالخروج منها عندما لم تكن اﻷمور تسير بالطريقة التي يُريدها فيراري.
وفي ملبورن، رأينا الدكتور هيلموت ماركو – أحد قياديي فريق ريد بُل – يُثير مثل هذه الضجة.
رد علينا آريفابيني بالقول: “ﻻ، ﻻ يُمكنني أن أتخيل الفورموﻻ واحد من دون فيراري”، وأضاف: “كما قُلت لك، أرغب في رُؤية كم عدد اﻷشخاص الذين سيأتون إلى الحلبات [لمُشاهدة السباقات] من دون أن يكون فيراري أحد الفرق المُنافسة”.
“لقد كُنت أقول سابقًا ودائمًا إن فيراري هي الفورموﻻ واحد. إذا نسي بعض اﻷشخاص هذا الأمر، فمن اﻷفضل لهم أن يُنعشوا ذاكرتهم …”
تعتقد جماهير الفورموﻻ واحد بشكلٍ عام أن السائقين السابقين أو مهندسي السباقات السابقين هم فقط الذين يُمكنهم قيادة الفرق لتحقيق اﻻنتصارات من البداية، كيف يُمكن لسيرة أريفابيني أن تلتقي مع مُهمته المُحددة بالفوز بالسباقات أوﻻً، ومن ثم الفوز بالبُطولة؟ ما هو أسلوبه اﻹداري؟
أجابنا مُبتسمًا: “إنه سُؤال جيد”، ثم استدرك قائلاً: “ﻷن هذا يمنحني الفرصة للتحدث عن الدور الذي يُسمونه هنا برئيس الفريق، ولكن يُسمونه في بلادي بالمُدير العام أو المدير التنفيذي أو أي اسمٍ آخر”.
“ليس عليك أن تكون مُهندسًا لكي تقوم بذلك. لقد رأيت خلال 25 عامًا في الفورموﻻ واحد أن العديد من مُدراء الفرق لم يكونوا مُهندسين، وتمكنوا من إدارة فرقٍ وفازوا بالبُطوﻻت”.
“أعتقد أن أهم أمرٍ هو توجيه اﻷشخاص، وهذا التوجيه يُعتبر نوعًا من وجهة النظر اﻻستراتيجية، ﻹدخالها ضمن منهجيتهم الذهنية، مثل إدارة المشاريع وما إلى ذلك، يأخذون من خبرتك، وتدعهم يعملون”.
“على سبيل المثال، ﻻ يُمكنني مُعارضة [المُدير التقني المُعيَّن حديثًا] جايمس آليسون في اختياراته التقنية، ولكن يُمكنني أن أشعر باﻷمور التقنية بطريقةٍ سهلة تقريبًا”.
“ولذلك إذا كانت ستُؤدي لخلق مشاكل مُحتملة في الفريق، أو إذا سارت بعض اﻷمور بطريقةٍ خاطئة في الفريق، بالنسبة لي هذا هو العمل الحقيقي الذي على مُدير الفريق إنجازه. هنالك عمل علينا إنجازه في المصنع أو على المسار، ولكن ليس علينا خلط هذه اﻷمور بالمعرفة التقنية”.
“أقصد، أي مُدير عام ﻷي شركة خارج الفورموﻻ واحد تُنتج أي نوع من المُنتجات، لا يعني هذا أن عليه العمل في قسم الأبحاث والتطوير أو أن يكون مُهندسًا. بل عليك في البداية أن تكون مُديرًا”.
وكرجل تسويق، كيف يشعر آريفابيني حول الوضع الحالي للفورموﻻ واحد، حيث يُمكننا القول بأنها في أدنى درجات الجاذبية للمُشجعين خلال 65 عامًا من وجودها.
“أعتقد أنه ليس وضعاً جيدًا، ولكن بالتأكيد سيحصل أمر ما في المُستقبل. وعي القول إن العمل جارٍ في هذه اللحظة، والجميع مُلتزمون فعلاً. وكبداية علينا جميعنا بذل أفضل جهودنا لجعل الفورموﻻ واحد مقبولة الكلفة بعض الشيء”.
هذا أمر حقيقي، ولكن يبدو هذا “المُستقبل” بعيدًا جدًّا للكثيرين وذلك استنادًا على اﻻستعراض (المُمل) الذي شاهدناه في سباق أستراليا ..
يُوافق آريفابيني على هذا اﻷمر بالقول: “نعم، إنه درب طويل علينا اجتيازه”، مُضيفًا: “ولكني لست الشخص الذي يضع قواعد اللعبة”.
“في مُعظم اﻷوقات يطرحون علي أو على مُدراء الفرق اﻷخرى هذا النوع من اﻷسئلة، ولكن ينبغي طرح مُعظمها على اﻷرجح على اللاعبين اﻵخرين. أقصد لدينا مُنظمو السباقات، واﻻتحاد الدولي للسيارات “فيا”، ولدينا بيرني، وآخرون”.
“إنهم يُمثلون الغالبية. لذا بعض اﻷحيان تتعرض الفرق أو المُصَنِّعون للوم حول القرارات التي اتخذها غالبية اﻷشخاص اﻵخرى”.
“واﻷمر الجيد اﻵن هو أن الجميع يعملون مع بعضهم البعض ﻷنهم أدركوا فجأةً الحاجة لتحسين اﻻستعراض، وإﻻ سنجد أنفسنا هنا حول الطاولة ولكن في بيئةٍ مُختلفة، وعلى الأرجح ليس في الفورموﻻ واحد”.
كان لديه أربعة أشهر للتعمق في أعمال الفريق في مارانيللو، مالذي يعتبره التحدي اﻷكبر له؟
يقول أريفابيني: “التحدي اﻷكبر هو التأكد من أن الجميع يسيرون في اﻻتجاه نفسه، مع التزام دقيق، ولذلك هُم صريحون، وشُجعان وشفافون”.
“وعلى رأس هذا، يفهمون قيمة العمل سويةً، ﻷنني ﻻ أثق باﻻستعراض الذي يقوده شخصٌ واحد فقط؛ هذا اﻷمر ليس موجودًا. إنجاز هذه المهمة، عليك القيام بالعديد من المُقابلات ولكن ليس أنت، في الحقيقة إنها تتعلق بالفريق بأكمله. هذا هو اﻷمر الأكثر أهميةً”.
وتعليقًا على كلمة “شُجعان”. يعتقد مصدرٍ مُطلع لديه خبرة من العمل لعدة سنوات مع فيراري أن الفريق [شعر] بالخوف جراء الخسارة تحت إدارة النظام السابق، حيث كان يُعاقب على اﻷخطاء البسيطة بالنقل من وظيفة ﻷخرى (أو أسوأ)، وكانت المُخاطرة أمرٌ مرفوضٌ تمامًا. ويقول أريفابيني إنه شجّع وبقوة المخاطر المحسوبة، وكدليلٍ على ذلك لدينا ما حصل يوم اﻷحد الماضي …ال المُخاطرة التجارية، ومن الواضح بأن أريفابيني يحظى باحترامٍ كامل من القيادي الصناعي اﻹيطالي – الكندي.
حيث يقول عن هذا: “أنا محظوظ فعلاً ﻷن لدي أفضل رئيس ومُعلم من النوع الذي يحلم به أي مُدير”.
“هذا لا يعني بأنه ذلك النوع من اﻷشخاص الذين يدعوك تقوم باﻷمور بالطريقة التي تحلو لك. ولكنه شخص صريح جدًّا، كما أنه قويٌ فعلاً في قراراتٍ مُعينة ولديه وجهة نظر استراتيجية لا تُصدق”.
“لذا من اﻷفضل اﻻستماع له والتعلم منه قدر استطاعتك قبل التحدث معه، إذ أعتقد أنه من الروعة أن يكون لديك رئيسٌ مثله. عندما لا يُكون مُركّزاً على العمل التجاري يظهر جانبٌ آخر من شخصيته ليست مُرتبطًا بالعمل التجاري، هذا ما اكتشفته وأثار إعجابي كثيرًا”.
“إنه داعمٌ حقيقي لفيراري، وبالنسبة لي كانت مُفاجئة جيدة عندما تحدث عن الفريق – يُمكنك أن تشعر بالشغف واﻻلتزام. وهذا اﻷمر يبدو واضحًا من خلال أفعاله أيضًا”.
أحد “أفعال” ماركيوني اﻷولي حول تعيين أريفابيني هي ضرورة تحديد اﻷهداف، ليس فقط لمُدير فريق فيراري، ولكن لكامل اﻹدارة الرياضية [أو ما تُعرف داخل فيراري بـ “سبورتيفا جيستيوني”]. لذا ما هي هذه اﻷهداف؟
أجابنا ببساطة: “تحقيق الفوز”.
خلال؟
“أقرب وقتٍ مُمكن” كما ذُكر.
في الوقت الذي تحدثنا فيه، كان فريق فيراري قد حققَّ آخر انتصار له مُنذ عامين، وذلك في جائزة إسبانيا الكبرى 2013 من خلال المُتفائل الدائم (الذي غادر الفريق اﻵن) فرناندو ألونسو؟ كان آرفابيني مُتفائلاً، ولكنه لا يتحدث كشخصٍ يتوقع أن تنتهي هذه اﻷوقات العصيبة خلال أيام معدودة.
أضاف قائلاً: “”أعتقد هذه السنة، أعرف كيف سيحصل ولكني لا أعرف متى سنستحق ذلك”
“أعتقد أننا سنفوز بسباقين، يُمكننا الفوز بسباقين هذا الموسم”.
“السنة المُقبلة ستكون القصة مُختلفة، ﻷني أعتقد أننا سنتتطلع للتحقيق المزيد في الموسم المُقبل”.
البُطولة؟
“ولما ﻻ؟”
كان من المُمكن أن تنتهي القصة هُنا، ولكن يوم اﻷحد: حقق فيتيل فوزًا رائعًا من خلال خطة توقف مُمتازة (ولكنها محفوفة بالمخاطر) تقضي بالتوقف مرتين في منصة الصيانة والتي اعتمدها فريق فيراري مُقابل ثلاث توقفات في منصات الصيانة وهي الخطة التي اعتمدها فريق مرسيدس. هل عادت الفيراري إلى قمة جدارتها، سألت آريفابيني عن ذلك بعد السباق؟
أجاب: “علي أن أكون واقعيًا”، وأضاف: “هل قُلت في بداية الموسم، (انتصارين)؟ لقد فُزنا اﻻن في سباق، سباق واحد من اثنين، وفي بعض اﻷحيان عندما نُحقق اﻻنتصارات، فإنها تأتي مُبكرًا جدًّا لتكون أفضلية أو عائقًا. لذا سنُبقي أقدامنا على اﻷرض. أعتقد أن مرسيدس قوية جدًّا، لذا ومن دون إهمال ثبات أقدامنا على اﻷرض. وكما قُلت في عدة مرات سابقة، نحن نَتَبِّع برنامجنا”.
“علي القول، إن بعض زملائك، قد سألوني (لماذا لا تضحك، لماذا لا تُظهر أية مشاعر؟) وأقول لك: كنت أفكر بالموجز هذا الصباح [عندما خططنا للاستراتيجية]، كُنت أنظر للبيانات على الشاشة، وكنت أتابعها خطوةً بخطوة. وكُنت مُتأكدًا بشأنها مع تقدم السباق”.
“ولهذا كُنت أُرَكَِزُ [على العمل]، ولكن انتابتني مشاعر عظيمة في ما بعد، وبشكلٍ كبير تجاه الشباب، والسائقين، لسيباستيان – الذي كان يصرخ في سماعات اﻷذن – ولكن رُبما للرجال في مارانيللو، ﻷنهم عملوا بجدٍّ كبير خلال اﻷشهر الماضية. لقد بذلوا جُهودًا جبارةً”.
“ولهذا طلبت من دييغو إيوفيرنو [كبير مُهندسي عمليات الحلبة في فيراري] الصعود إلى منصة التتويج، ﻷنه يُمثل جميع الرجال في الفريق. لقد عملوا، ليس بعقلٍ حكيمٍ وحسب، بل بأيدي ماهرة. ولذلك أشعر بالفخر أيضًا لرُؤيتهم في اﻷعلى، ﻷنهم يُمثلون الشغف والقلب النابض لفريق فيراري”.
ومن الواضح أن آريفابيني ما يزال أحد التيفوزي [المُشجعين اﻷوفياء] لفيراري في الصميم على رغم فيراري – فورمولا 1مسؤولياته الضخمة.