“نريد إنهاء الموسم بتقديم أفضل أداء، ولكن علينا التحلي بالهدوء خلال عطلة الأسبوع – وبالطبع من الرائع على الدوام تجربة حلبات سباق جديدة”.
بهذه الكلمات الموجزة والبسيطة عبر جنسون باتون عن رغبته للفوز مع فريقه مرسيدس براون بأول سباق للجائزة الكبرى للفورمولا 1 يقام في أبوظبي ولا عجب أن يبدو السائق البريطاني ذو الـ29 عاماً بهذا المزاج الجيد، فقد أمن فوزه ببطولة العالم للسائقين في البرازيل قبل 11 يوماً فقط. وهو بهذا الفوز يكون قد عاد إلى سكة الانتصارات بعد رحلة صعبة مع فريق هوندا في محاولته للعودة إلى سباقات الفورمولا 1.
لكن السائقين منافسون يتميزون بالشراسة ولن يترك أحد منهم أن تضيع منه فرصة الفوز بأول سباق يقام في الإمارات العربية المتحدة وعلى حلبة مرسى ياس التي أثارت اعجاب متابعي رياضة الفورمولا 1 بما تتمتع به من مرافق متطورة، وأذهلتهم بمزاياها الفائقة.
وقال كريستيان هورنر مدير فريق ريد بُل ريسينج: “من الصعب تصديق ما فعلته دولة الإمارات لبناء هذه الحلبة، إنه أمر يثير الدهشة. وتبدو هذه الحلبة على درجة عالية من الجودة”.
ولعل أكثر مايثير الإعجاب هو مشهد الحلبة وهي تضيء مع غروب الشمس وينتشر نورها في كل مكان. أما هندستها المعمارية فقد استوحت تصميمها من عبق تاريخ البلاد حيث تتجلى بأبهى صورة لتمثل لقاء الحاضر بالمستقبل.
وسجل لويس هاميلتون أسرع زمن في جولة التجارب الحرة التي أقيمت يوم الجمعة، عندما كان سائقاً في فريق مكلارين الذي كان يستخدم محركات مرسيدس في ذلك الموسم. ويعتبر هاميلتون أحد خمسة سائقين ممن شاركوا في سباق موسم 2009 وما يزالون ضمن قائمة السائقين في موسم 2018، وهم سيباستيان فيتيل، كيمي رايكونن، فرناندو ألونسو، روماين غروجاين.
وعندما أخذت الأمور طابعاً جدياً في جولة التجارب التأهيلية التي أقيمت يوم السبت، استطاع هاميلتون تحقيق المركز الأول على حلبة مرسى ياس بزمن 1:40.948 في الجولة الثالثة من التجارب على الرغم من أنه سجل زمناً أسرع في كل من الجولتين الأولى والثانية. وجاء سيباستيان فيتيل من فريق ريد بُل – رينو في المركز الثاني. بينما لم يستطع أي من سائقي فريق براون احتلال مركز في الصف الأمامي.
وهذا ما يؤكد ببساطة حقيقة أن موسم 2009 كان مباراة من شوطين. حيث أن باتون حقق انتصاراته الستة في أول سبع جولات. بينما حقق زميله في الفريق روبنز باراكيلو الفوز في الجولتين الأخيرتين من انتصارات فريق براون في موسم 2009، والمرة الرابعة التي حقق فيها الفريق المركزين الأول والثاني كانت في الجولة 13 في إيطاليا.
ولكن لم يشتك أحد من منافسي باتون. وقد وضح يارنو ترولي سائق فريق تويوتا ذلك باختصار عندما قال: “لقد أثبت أنه يستحق الفوز عندما كان يمتلك السيارة الأفضل، ثم بقي هادئاً واكتفى بجمع النقاط عندما لم تكن سيارته هي الأفضل. هو يستحق أن يكون بطلاً”.
وفي النهاية لم يستطع جنسن باتون الذي حقق بطولة العالم في ذلك الموسم، أو لويس هاميلتون الذي انطلق من المركز الأول إحراز الانتصار في أول سباق يقام على حلبة مرسى ياس، فقد انسحب لويس هاميلتون من السباق بعد الدورة 20 بسبب وجود عطل فني في مكابح الإطار الخلفي الأيمن تاركاً المركز الأول لسائق فريق ريد بُل سيباستيان فيتيل الذي حقق انتصاره الخامس في مسيرته الرياضية.
أما باتون من ناحيته فقد أشعل الصراع على المركز الثاني بملاحقته زميل سيباستيان فيتيل في الفريق مارك ويبر في المراحل الأخيرة من السباق. وقدم السائق الأسترالي المنتشي بفوزه في سباق البرازيل، أداءً من أفضل المستويات في مسيرته الرياضية على حلبات الفورمولا 1 ليبقي باتون خلفه ويمكن فريق ريد بُل من إحراز المركزين الأول والثاني أمام سائقي فريق براون.
وقال باتون “اعتقدت أنني أستطيع تحقيق المركز الثاني، ولكن دائماً ما يكون من الصعب تجاوز مارك ويبر، كانت المنافسة شديدة بيني وبينه، وكان السباق جيداً وممتعاً.” وأكد مارك ويبر: “علمت أن المنافسة ستكون صعبة وعادلة”. ثم أضاف ” من الجيد أن تدخل أثناء السباق في منافسة مباشرة مع بطل العالم.”.
وبأسلوبه البليغ كان لمارك ويبر الكلمة الأخيرة عن حلبة مرسى ياس أحدث حلبات سباقات الفورمولا 1حيث قال: ” إنه مكان رائع عندما يضيء، ولم تغير السنوات من جمال المشهد”.