أعرب عدّة سائقين مخضرمين قلقهم من طيش جيل السائقين الجدد، ولكن ينبغي عليهم القلق وتوخّي الحذر من سرعتهم، وذلك حسب رأي جوناثان نوبل.
لا يوجد العديد من الأشخاص الذين يتفقون بأن ماسا كان بريئاً بالكامل خلال حادث التصادم الذي تعرض له في اللفة الأولى من سباق جائزة ألمانيا الكبرى. بالنسبة لي، فأنا أتفق معه، ولكن لأسباب مختلفة كلياً، بأنه يجب على السائقين المخضرمين في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد الحذر من النجوم الشباب الحاليين.
لربّما كان ماسا يقصد طيش هؤلاء السائقين الذي تسبب بعددٍ كبير من التصادمات خلال اللفات الأولى من السباقات، ولكن في الواقع هل شهدنا عدداً كبيراً من هذه الحوادث هذا الموسم؟ إلا أن جولة هوكنهايم شكّلت خطوةً جديدة باتجاه تبدّل جيل السائقين الذي يجري حالياً.
السؤال الحقيقي الذي ينبغي على ماسا طرحه لا يتعلق بعدم رغبة ماغنوسِن بالتخفيف من سرعته وعدائه في المراحل المبكرة من السباقات، وإنما يتعلق بسبب وجود الدنماركي بالقرب من مقدمة الترتيب.
فكما هو الحال مع دانييل كفيات، الذي يبذل مجهوداً ممتازاً في موسمه الأول، بدأ ماغنوسِن موسمه بطريقةٍ مضطربة بعد البداية الرائعة في أستراليا، وبدأ الآن بوضع جنسن باتون تحت ضغطٍ كبير. كل ذلك يشير إلى الحماس والتشويق الذي تجلبه المواهب الجديدة إلى الفورمولا واحد.
إلا أن أبرز تشجيع ومديح تلقته المواهب الشابة في هوكنهايم لم يتعلق بالسائق الجديد. بدلاً من ذلك، جاءت هذه التصريحات من فرناندو ألونسو، والذي خاض معركةً شرسة مع ثنائي فريق ريد بُل، سيباستيان فيتيل ودانيال ريكياردو.
كنا شعرنا بحماسةٍ كبيرة قبل أسبوعَين على حلبة سيلفرستون مع إظهار ألونسو وفيتيل لأكثر صور الفورمولا واحد حماسةً ضمن معركتهم الشرسة على الحلبة. بدأ التاريخ يكرر نفسه في ألمانيا، عندما انخرط ألونسو وفيتيل في معركةٍ مشابهة.
في هذه المرة، واجه ألونسو تحدياً مضاعفاً من ريد بُل، إذ تمكن ريكياردو من الدفاع عن مركزه بشكلٍ ممتاز، وكان بمقدوره استعادة مركزه وامتدت هذه المعركة طوال مسافة السباق ولم يتجاوز الفارق بين السائقَين عتبة الـ0.8 ثانية عند عبورهم لخط النهاية.
وفي حين لم يكن من المفاجئ سماع المديح والثناء الذي يتلقاه ريكياردو من مدراء ريد بُل بعد موسمه الأول المذهل مع الفريق، إلا أن أكثر شهادة ثناء بحق قدرات الأسترالي جاءت من طريقة تعبير ألونسو عن سعادته بهذه المعركة. مقدرتهم على التنافس بشكلٍ متقارب، مع وجود سنتيمترات بسيطة بين سيارتي ريد بُل وفيراري في مختلف مقاطع الحلبة، تظهر الاحترام المتبادل بين هذا الثنائي.
في حال شعر ألونسو بأن ريكياردو سائق شاب لا يمكن أن يثق بقدراته، وقد يخاطر ألونسو بإجراء حادث تصادم معه في حال كانت المعركة متقاربة، كان من المرجح أن ألونسو سيفسح المجال أمام ريكياردو في كل مرة تقلص الفارق فيها بشكلٍ كبير. ولكن لم يكن هذا ما حصل على الإطلاق.
حدّية وتقارب مستوى القيادة بينهم أظهر موافقة ألونسو على انضمام ريكياردو إلى نادي ‘السائقين الكبار’: أصبح الآن من المنافسين الذين يمكن تحديهم لأبعد الحدود، مع الثقة بأن المعركة ستكون عادلة، والأهم من ذلك، ستكون معركة آمنة.
من المؤكد أن ريكياردو شكّل أبرز مفاجآت الموسم الحالي، وحديّة التنافس معه على الحلبة لم تؤثر على حس المزاح وعلى روحه المرحة.
بالنسبة لبطولةٍ تتهم سائقيها على الدوام بعدم تحليهم بشخصيات مميزة، يبرهن ريكياردو أنه استثناء عن هذه القاعدة. في أغلب الأوقات يفتتح لقاءاته الصحفية بالغناء. يلقي نكات دائمة عن مظهره الخارجي. كما تم التقاطه على شاشات التلفزة وهو يقوم بمحاولات إضحاك مهندسه سايمون ريني على حلبة هوكنهايم عن طريق الرقص المضحك بشكل هستيري في مرآب فريق ريد بُل.
تحتاج بطولة العالم للفورمولا واحد لهذا الجيل الشاب، وكافة المؤشرات تبعث على الحماس والإثارة إزاء ما هو قادم، وما يحصل من قِبل ماغنوسِن، كفيات، بوتاس، وريكياردو يضع السائقين المخضرمين تحت ضغطٍ أكبر من دون شك.
الأوقات تتغير. وماسا على حق، يجب على السائقين القدامى الحذر بشكلٍ أكبر من السائقين الشباب. ولكن لا يجب عليهم القلق من الحوادث التي سيتسببون بها، بل من سرعتهم.