لم يكن بإمكان فرق الفورمولا 1 إخفاء ابتكاراتها التقنية خلف اللوحات الحاجبة مع بداية الموسم في أستراليا، ولهذا السبب كانت هناك العديد من القطع الجديدة التي لاحظها كريغ سكاربوروه للمرة الأولى في ملبورن أثناء التجارب.
يساهم السباق الأول من موسم بطولة العالم للفورمولا 1 بكشف كافة الابتكارات الانسيابية الذكية التي أرادت الفرق عدم إظهارها في التجارب، إلا أن هطول الأمطار أثناء تجارب ملبورن حال دون مخاطرة الفرق باستخدام قطع نموذجية تخوفاً من تعرض السيارة لحادث.
لم نلحظ وجود الكثير من القطع الجديدة كلياً، ولكن فتح منطقة الصيانة يعني عدم قدرة الفرق على إخفاء التجهيزات الميكانيكية للسيارات، وبالتالي تمكنا من مراقبة العديد من الأسرار التي كانت مخفية قبل بداية موسم 2016.
مرسيدس
لم تكن بداية موسم مرسيدس مثالية في التجارب، إذ أن الظروف المناخية الماطرة دفعت الفريق إلى عدم إجراء اختبارات مكثفة لمقمة السيارة المزودة بفتحة بشكل حرف S، ومن ثم خسر الفريق وقتاً ثميناً بعد تعرض نيكو روزبرغ لحادث.
وبالتالي كانت مواصفات سيارة ‘دبليو 07’ أقرب إلى تلك التي شهدناها في التجارب الشتوية، ولكن مع اعتماد زعانف الانعطاف المتعددة والجناح الخلفي المسنن.
ومع إمكانية رؤية السيارة داخل المرآب، كان من الواضح وجود تشابهات كبيرة مع سيارة ‘دبليو 06’ التي سيطرت على مجريات العام الماضي، مع وجود تشابه في تصميم كل من وحدة الطاقة، شبكات التبريد، علبة التروس.
وفي مقدمة السيارة فإن عنصر الرفع متعدد المهام كان جديداً، والذي يتألف من النابض الهيدروليكي.
وعلى خلاف العام الماضي، لا يوجد نابض رفع ميكانيكي. ويُدعم وزن السيارة عن طريق الأذرع الالتوائية، ومن ثم فإن الوصلة الهيدروليكية للوحدة الأسطوانية في الجانب الأيمن من السيارة تحافظ على قساوة عنصر الرفع المطلوبة لضمان عدم احتكاك أرضية السيارة بمسار الحلبة بشكلٍ مستمر.
كانت هناك العديد من الأسرار المحيطة بعنصر السحب الذي اختُبر في السباقات الأخيرة من عام 2015. ومن أجل المحافظة على إخفائه حتى بعد فك عناصر مقدمة السيارة، قام فريق مرسيدس بتصميم حاضنة أدوات خاصة لضمان تموضعها في قمة الهيكل.
فيراري
كما حصل في التجارب الشتوية، لم تتغير سيارة فيراري عن مواصفات السيارة التي كُشف عنها منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي. وكانت معايير الضبط الميكانيكية للسيارة واضحة بعد الكشف عنها داخل مرآب الفريق في أستراليا. وكما هو الحال لمعظم الفرق، بعد استخدام فيراري لأذرع الدفع في نظام التعليق الأمامي الآن، فإنه يمكن رؤية وحدة الرفع متعددة المهام من قمة منطقة تواجد قدمي السائق.
وكما هو الحال مع مرسيدس، فإن فيراري تمتلك نوابض هيدروليكية، إلا أن وحدة فيراري تتمتع أيضاً بنابض نحاسي ضخم لدعم السيارة.
وبعد إزالة جسم السيارة في القسم الخلفي تمكنا من ملاحظة الضبط الذي يحتوي على مبردات داخلية متعددة. فيما يتموضع التوربو داخل علبة التروس، فإن المبرد الداخلي الطويل يتموضع في الأعلى يستعمل خزانات جانبية مصنعة من الألمنيوم، وهذا غير مألوف. وبعد ذلك يجري توجيه الهواء المشحون إلى مبردات المياه في مؤخرة منطقة خزان الوقود.
ومن الناحية الانسيابية تتمتع السيارة بفتحات تهوية جديدة للمكابح الخلفية فيما أن الحافة الداخلية للجناح الأمامي تتمتع بسلسلة من المسننات بتصميمٍ مشابهٍ لذلك المتبع مع مرسيدس.
ريد بُل
مع اعتماد تعديلات بسيطة على جسم السيارة في التجارب الشتوية، مثل تعديل الصفائح الجانبية للجناح الأمامي، فإن سيارة ريد بُل ‘أر بي 12’ مشابهة لسابقتها من العام الماضي في ما يتعلق بتموضع الأنظمة.
ما زالت وحدة طاقة رينو بحاجةٍ لمبردين داخليين كبيرين الحجم، إضافةً إلى استمرار رغبة ريد بُل بتموضع نظام استعادة الطاقة ‘إي أر أس’ في جوانب السيارة، فيما تفضل بقية الفرق تموضع إلكترونيات التحكم على البطاريات في وحدة متكاملة أسفل خزان الوقود.
تموضع معايير ضبط نظام التعليق الأمامي مشابهة لفريق مرسيدس، ولكن كما حصل العام الماضي يعتمد فريق ريد بُل ذراع عرضي للتخميد.
ويليامز
مع انتظار فريق ويليامز لمقدمة السيارة القصيرة وتحديثات الجناح الأمامي، تتركز معظم ابتكارات الفريق في النصف الخلفي من السيارة. حيث تمكنا من رؤية الحاضنة المصنعة من الألمنيوم لعلبة التروس، والتي تفتقر لتعقيدات تصاميم المنافسين.
إذ أنها أطول من تصميم مرسيدس، وذلك لتلائم قاعدة العجلات الأطول لويليامز، ولكن هذه الوحدة تساهم بشكلٍ طفيف في رفع علبة التروس عن أرضية السيارة كما هو الحال مع فيراري. وبالتالي هذا سيؤثر على فعالية الانسيابية بالقرب من منطقة موزع الهواء الخلفي.
ومع الانتظار للمقدمة الجديدة، فإن فريق ويليامز هو الوحيد الذي قام بطلاء مقدمة الهيكل. إذ أن كافة الفرق الأخرى تقوم بخفض مقدمة الهيكل وتغطيته بصفيحة تجميلية مطلية بألوان السيارة، وهو تصميم مناسب في حال وجود فتحة بشكل حرف S.
وتندمج أذرع الدفع مع جوانب الهيكل بأسلوبٍ تقليد. وتتموضع عناصر نظام التعليق في نقاط خاصة تسمح بالتوائها مع تحرك العجلات.
كما يمتلك الفريق فتحات تهوية مكابح أمامية جديدة، مع وجود زعنفة عمودية على حواف الوجه الداخلي للفتحة. هذا التصميم، والذي يشبه إلى حدٍّ كبير تصميماً اعتمده فريق مرسيدس العام الماضي، أُزيل عن السيارة يوم الجمعة نظراً للمخاطرات الناجمة عن تقلب الظروف المناخية وإمكانية تعرض السيارة لحادث.
تورو روسو
بعد حصول الفريق على العديد من التحديثات الانسيابية في فترة التجارب الشتوية الثانية، لم يكن من المفاجئ أن سيارة تورو روسو ‘أس تي أر 11’ لم تكن مختلفة كثيراً في هذا المجال. ولكن من التفاصيل المثيرة للاهتمام لهذه السيارة حاضنة علبة التروس، والتي خضعت لتعديلات من أجل التأقلم مع تصميم وحدة طاقة فيراري بمواصفات 2015.
إذ أن الحاضنة القديمة كانت من الألمنيوم، إضافةً إلى وجود بعض الجوانب المصنّعة من الألياف الكربونية. ولكن التصميم الجديد مصنع من الألياف الكربونية بالكامل ويعتبر قطعة وحيدة، إذ أنه يحيط بالشاحن التوربيني لوحدة طاقة فيراري. القسم العلوي مشابه لتصميم فيراري من العام الماضي.
فورس إنديا
هناك تشابهات كبيرة بين سيارة فورس إنديا ‘في جاي أم 09’ وسابقتها من العام الماضي. إلا أن السيارة الجديدة تتمتع بتصميم مختلف كلياً للمقود، والذي يتمتع بشاشة العرض الكبيرة التي تفادى الفريق استخدامها في العامين الماضيين.
ماكلارين
كما هو الحال مع فورس إنديا، فإن تطوير سيارة العام الماضي حتى المراحل الأخيرة من الموسم أدى إلى عدم اختلاف السيارة الجديدة عن سابقتها. وأيضاً بشكلٍ مشابه لفريق فورس إنديا، يمتلك فريق ماكلارين مقوداً جديداً. ورغم امتلاك ماكلارين للشاشة الكبيرة في السابق، إلا أن المقود كان كبيراً كما أن تصميم الأزرار لم يكن ملائماً لمتطلبات فرناندو ألونسو. المقود الجديد أصغر ومع تعديلات في أماكن المفاتيح.
ساوبر
لم تتغير مواصفات سيارة ساوبر في ملبورن، وذلك مع انتظار الفريق لتصميمٍ جديد للجناح الأمامي.
أسلوب تموضع وحدة طاقة فيراري يختلف عن الأسلوب المتبع مع فريق هاس والفريق المصنع، إذ تتمتع السيارة بشبكات تبريد تقليدية، حيث يتواجد شبكة واحدة مسطحة في كل جانب، بدلاً عن الضبط بشكل حرف V والملاحظ في السيارات الأخرى.
كما صمم فريق ساوبر المبرد الداخلي الخلفي الخاص به، مع خزانات جانبية ناعمة تتشكل من ألياف الألمنيوم.
رينو
بعد أعوامٍ من التسابق مع الألوان السوداء، فإن الانتقال إلى الألوان الصفراء جعل السيارة مميزة المظهر، رغم عدم وجود تعديلات واضحة على سيارة ‘أر أس 16’ منذ نهاية التجارب الشتوية.
لم تكن هناك ابتكارات، وما زال الفريق ينتظر تصميماً جديداً للجناح الأمامي.
ولكن من الواضح المجهود الذي بذله فريق رينو من أجل تموضع مثالي لعلبة التروس الفرنسية بدلاً عن علبة تروس مرسيدس، وذلك عن طريق اختلاف نقاط التموضع وأذرع نظام التعليق الخلفي.
هاس
باستثناء تعديل ألوان السيارة بشكلٍ بسيط، فإن سيارة هاس لم تختلف بمواصفاتها عن تلك المستخدمة في التجارب الشتوية.
ولكن رغم ذلك، فإن تصميم مقدمة السيارة، الهيكل، والفتحة التي تعلو مقصورة القيادة تشير إلى اتباع هاس لتصميمٍ مستقل حيث تتطلب القوانين ذلك.
مانور
من الواضح مما رأيناه في مرآب الفريق بأن السيارة مختلفة كلياً عن تلك المستخدمة في العامين الماضيين. إذ أن نظام التعليق الأمامي مختلف، فيما تتمتع السيارة أيضاً بجناح أمامي جديد، وذلك بعد استخدام تصميم معدّل لجناح 2014 العام الماضي.