لم يتبقَ لبيريللي سوى أربعة أشهر فقط لكي تقدم منتجها الجديد لبطولة العالم في الفورمولا 1، هذا المنتج يتطلب على الأقل سنتين ليكون جاهزاً من أجل السيارات الطرقات العادية.
تحديٌ كبير ينتظر الصانع الإيطالي في الأشهر القليلة المقبلة، حيث تتحضر الفورمولا 1 لتغييرات شاملة في الموسم المقبل.
لن تكون الإطارات الخلفية والأمامية في الموسم المقبل أعرض فحسب، بل التغييرات ستشمل البنية من الناحية الهندسية ومن ناحية البوليمرات المستخدمة في تصنيعها، إضافة إلى النقش الجديد للإطار.
يُلقي موقع أوتوسبورت نظرة على ما تخطط له بيريللي وما يوجد في حوزتها، بعد ان أجرت تجارب على الحلبة للمرة الأولى مع التركيبات المطاطية الجديدة في الأول من آب/ أغسطس.
ما الذي نعرفه حتى الآن؟
بشكل أساسي، سيزداد عرض الإطار الأمامي 60 ملم، حيث سيزداد من 245 ملم إلى 305 ملم، بينما يزداد عرض الإطار الخلفي 80 ملم، من 325 ملم إلى 405 ملم.
أجرت بيريللي تجارب على الحلبة، وتم تزويد كل الفرق بالبيانات، بينما قامت بأجراء تجارب أولية منذ أيار/ مايو الماضي مع مواد وتركيبات أولية، وتمت التجارب باستخدام سيارات بموصفات 2012-2014، وبالمقاييس الحالية للإطارات.
سيكون هنالك 10 جولات من التجارب من بداية آب / أغسطس حتى 29 تشرين الثاني / نوفمبر، على كلتي التركيبتين الرطبة والجافة، متوزعة على 24 يوماً، وتشارك فيها ثلاثة فرق وهي مرسيدس، فيراري وريد بُل.
ما هي السيارات التي سيتم تزويدها بالإطارات ومن هم السائقين المشاركين؟
ستكون كل السيارات المشاركة بمواصفات عام 2015، حيث سيتم تعديلها، وأبرز هذه التعديلات ستكون في أنظمة التعليق، مع عرض مسار جديد لكي يتلاءم مع هذه الإطارات الأعرض، والرفع من مستوى الارتكازية.
تقتضي الخطة أن تكون الجولة الأخيرة من التجارب في أبو ظبي في 29 تشرين الثاني / نوفمبر، وستكون الإطارات المُستخدمة حينها جاهزة لكي تُركَّب على جميع سيارات 2017 في تجارب ما قبل الموسم في السنة المقبلة.
أما بالنسبة للسائقين، أوضحت بيريللي أنها تريد سائقين يتمتعون بفهوم كامل للسيارات الحالية، ولديهم خبرة وشعور كبيرَين، لأنه سيكون من الضروري أن يكون السائقين قادرين على تزويد بيريللي بالمعلومات الدقيقة لتسريع عملية التطوير.
لماذا تشارك ثلاثة فرق فقط في التجارب؟
وجّه الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” طلباً لكل الفرق يسأل فيه عن إمكانية مشاركتهم في التجارب، وكان من بين الفرق التي أعربت عن جاهزيتها، ماكلارين، ويليامز وفورس إنديا، بالإضافة إلى الفرق الثلاثة التي ستشارك في التجارب بالفعل.
أُخِذَت عوامل عديدة في الحسبان عند اختيار الفرق، منها الكلفة، الوقت والموارد، وبالتالي وقع الاختيار على كل من فيراري ومرسيدس وريد بُل، بحكم قدرتهم على المشاركة الكاملة والفعالة في التجارب.
هل من المؤكد امتلاك هذه الفرق وهؤلاء السائقين أفضلية أكبر من الآخرين؟
ألمح المدير التقني في فريق ويليامز بات سيموندز لمثل هذا الأمر مؤخراً، إلا أن بيريللي والاتحاد الدولي للسيارات واثقان من خياراتهم في ظل التعتيم الكامل على مجريات التجارب.
ستكون كل الإطارات من دون علامات يستطيع الأخرين أن يميزوا نوعها، باستثناء بيريللي، لن يعلم أي شخص ماهي النماذج الأولية للمواد المستخدمة، وتتحكم بيريللي أيضاً بكمية الوقود التي ستزود بها السيارات.
وسيتم تزويد كل الفريق بالبيانات [باستثناء البيانات اللاسلكية]، متضمنةً تعليقات السائقين، تواقيت اللفات، تواقيت مقاطع الحلبة وأي مقاييس مناسبة أخرى.
وتشدد بيريللي على أن الفرق ستحصل على كمية كبيرة من المعلومات، وسيكون هنالك نظام ضبط جيد للبيانات المتبادلة.
هل باستطاعة بيريللي استخراج الأداء المنتظر من سيارات 2017 على سيارة 2015 مُعدَّلة؟
تعتقد بيريللي ذلك، هي عملت بجهد مع كل الفرق خلال الأسابيع القليلة الماضية.
تم تزويد بيريللي في ذلك الوقت بالأحمال والسرعة، فقامت بيريللي بصنع النموذج الأول للإطار، ومن ثم قامت الفرق بتعديل نموذج السيارة بالاعتماد على هذا النموذج، واستمرت عملية تبادل البيانات إلى أن وصلوا إلى نقطة ناسبت السيارة والإطار.
وبالتالي تمت معايرة الإطار انطلاقاً من هذه البيانات، وعندما قامت بيريللي بالتجارب الأولى في الحلبة، كان لديها تصور وتقييم واضحان لهذا النموذج، وفكرة مسبقة عن المستوى الذي سيصل إليه أداء الإطار.
وتقوم الفرق أيضاً بتزويد بيريللي بأنظمة محاكاة توضح الزيادة المتوقعة في الأداء لسنة 2017.
من هذه السنة إلى السنة المقبلة، من المنتظر أن تزيد الأحمال التي تتعرض لها الإطارات بمعدل 15-20% عند الانعطاف، بينما ستيقى السرعة القصوى هي نفسها السرعة الحالية، إضافةً إلى زيادة معدل السحب تبعاً لتصميم السيارات، وهذه الأمور بناء على التطور الذي سيطرأ على وحدة الطاقة.
وتأخذ بيريللي أيضاً بالحسبان الزيادة التي ستطرأ على الوزن، حيث سيكون هنالك 20 كلغ إضافياً في سيارات 2017.
تقوم بيريللي بصنع الإطارات بطريقة تترك فيها هامشاً احتياطياً، لأنها تعتمد فقط على أنظمة المحاكاة، وبالتالي تريد أن تصنع إطارات تضمن من خلالها تلبية كل المتطلبات عند دورانها على الحلبة.
وبعد نهاية هذه التجارب، سيكون هنالك عمليات إنهائية، لكي تصل إلى ما تأمل أن يكون منتجها النهائي في أبو ظبي.
هل سيكون عمر الإطارات مختلف عما رأيناه حتى الآن؟
نعم، طلبت الفرق من بيريللي إيجاد سلوك مختلف لتآكل لإطارات، وبدون زيادة في درجات الحرارة، لكي تسمح للسائق بأن يضغط قدر الإمكان.
إنها فلسفة مختلفة لبيريللي، حيث تم الطلب منها عند دخولها الفورمولا 1 في عام 2011، صنع تركيبات مع زمن تآكل يؤدي لإجراء توقفَين أو ثلاثة توقفات في السباق.