انتظر الجميع عودة سيارات الفورمولا 1 إلى حلبة زاندفورت العريقة، التي تستضيف جائزة هولندا الكبرى، الجولة 13 لموسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1، وعلى الفور كان من الواضح أن هذه الحلبة هي من الحلبات المميزة على روزنامة البطولة، خصوصاً بمنعطفاتها المميزة المائلة، واعتمادها بشكلٍ كبير على المنعطفات عالية السرعة.
كان من السهل معرفة من السائق الذي يحظى بتشجيع ‘الأغلبية’ في حلبة زاندفورت، حيث كان الجيش البرتقالي لـ ماكس فيرشتابن متواجداً بكثافة في مدرجات حلبة زاندفورت، وكانت سعادتهم واضحةً بتسجيل سائقهم للتوقيت الأسرع في حصة التجارب الأولى.
كانت تلك الحصة الأولى من التجارب غريبةً. واجه سائق فريق أستون مارتن مشكلةً في وحدة طاقة مرسيدس على متن سيارته.
المشكلة كانت في بطارية السيارة وأنظمة استعادة الطاقة على وجه الخصوص، ما أدى إلى عدم إمكانية التعامل معها ولمسها وإخراجها من المسار لفترةٍ طويلة، ولتتوقف التجارب لمدة 36 دقيقة مع رفع الأعلام الحمراء لحين إخراج السيارة من المسار.
ولكن في حال كانت تلك الحصة الأولى من التجارب غريبة، يمكننا، بثقة، القول بأن حصة التجارب الثانية كانت مفاجئةً.
في البداية، كانت هناك أسباب للسعادة بالنسبة لذلك الجيش البرتقالي الذي يأمل رؤية فيرشتابن يعتلي منصة التتويج يوم الأحد بعد السباق، حيث تعرض منافسه اللدود على اللقب سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون لمشكلةٍ في وحدة الطاقة هو الآخر.
في ظل القيود الصارمة على استخدام قطع وحدة الطاقة في موسم 2021، وإمكانية الحصول على عقوبات في حال تجاوز العدد المسموح به، لم يكن فريق مرسيدس قلقاً، حيث أصدر بياناً مقتضباً يؤكد فيه أنه لم يرَ أية مشاكل في وحدة الطاقة، وبالتالي قد تكون هناك مجرد مشكلة برمجية يمكن إيجاد الحلول لها بسهولة.
ولكن نتيجة حصة التجارب الثانية كانت مفاجئةً، نوعاً ما، حيث تصدر ثنائي فيراري شارل لوكلير وكارلوس ساينز المركزين الأول والثاني، في حلبةٍ كان من المتوقع أن تكون، نظرياً، صعبةً لفريق فيراري بسبب اعتمادها الكبير على الفعالية الانسيابية.
لكن هذا ما حصل في نهاية المطاف، فريق فيراري في الصدارة، بينما اكتفى فيرشتابن بالمركز الخامس.
أما في ما يتعلق بتجارب محاكاة السباق، ستكون هذه نقطة ضعف كبيرة لـ هاميلتون، الذي لم يكمل أية لفات في حلبة زاندفورت مع كمية كبيرة من الوقود، بخلاف منافسه هاميلتون.
إلا أن هاميلتون سينظر إلى الجانب الإيجابي بالتأكيد، نظراً لأن التوقفات المتكررة في حلبة زاندفورت، والازدحام الكبير، أدى إلى صعوبة إكمال أية لفات ‘فعالة’ في محاكاة السباق، وصعوبة قراءة أية معطيات.
نظرياً، سيكون فريق مرسيدس قوياً في حلبة زاندفورت، لأن الحلبة تعتمد على المنعطفات عالية السرعة المتتالية بأسلوبٍ مماثل لحلبة سيلفرستون.
وجود تلك المنعطفات السريعة المتتالية سيؤدي إلى سهولة رفع درجة حرارة الإطارات وضمان تواجدها في مجال العمل المثالي، بينما عانى فريق مرسيدس بشكلٍ كبير في الحلبات التي يكون رفع درجة حرارة الإطارات صعباً فيها.
بعيداً عن الحلبة، تزداد حدة الشائعات في سوق الانتقالات بعد تأكيد الفنلندي كيمي رايكونن اعتزاله، حيث ترتبط عدة أسماء بالانضمام إلى ألفا روميو بدلاً عن الرجل الجليدي.
الاسم الأبرز هو فالتيري بوتاس، الذي من المرجح انضمامه إلى ألفا روميو ليفسح المجال أمام انضمام جورج راسل ليزامل لويس هاميلتون في مرسيدس.
لكن هناك عدة تساؤلات حول هوية زميل بوتاس في ألفا روميو، مع توقعاتٍ بان فريق مرسيدس يسعى لإيصال سائقه اليافع، وبطل الفورمولا إي الحالي، نيك دو فريس إلى الفورمولا 1 عبر بوابة ألفا روميو.
سيكون من المستبعد وجود أية تطورات على صعيد سوق الانتقالات في جولة زاندفورت، ولكن قد تكون هناك إعلانات مرتقبة في جائزة إيطاليا الكبرى الأسبوع المقبل.
أما بالنسبة لنا، كعشاقٍ للفورمولا 1، من المؤكد أننا ننتظر جميعاً سباق الأحد في حلبة زاندفورت، ونأمل أن تسير الأمور على نحوٍ أفضل مما حصل في جائزة بلجيكا الكبرى الأسبوع الماضي، مع انتظارنا لعودة ‘سباقات’ الفورمولا 1 منذ جائزة المجر الكبرى الشهر الماضي!