قد تصل نسبة انسحاب السّيارات المشاركة في الجولة الأولى في جائزة استراليا الكبرى لموسم 2014 للفورمولا واحد 50%، وذلك حسب تصريحات مدير فريق ريد بُل، كريستيان هورنر.
ومع إدراك جميع الفرق المُشاركة بأنّ موثوقيّة السّيارات ستشكّل عاملاً أساسيّاً طوال الموسم، يعتقد هورنر أن معدّل الانسحاب قد يكون مرتفعاً للغاية في بداية الموسم.
يواجه مصمّموا الفرق المشاركة في بطولة سباقات الفورمولا واحد تحدّياً يُعتبر الأكبر في تاريخ البطولة الحديث، ولا يتوقّع أيٌّ منهم أن تتم عملية اختبار المحرّكات الجديدة بسلام ومن دون حصول أي مشاكل.
ولزيادة التّعقيدات التّقنيّة، سوف يُسمح للسّائقين باستخدام 100 كلغ من الوقود فقط خلال السّباق، الأمر الّذي قد تصعب إدراته في ملبورن، حيث تعتبر الحلبة من الأكثر استهلاكاً للوقود على مدار الموسم.
وفي حديثٍ له مع تلفزيون ‘‘بلومبيرغ، يعتقد هونرنر أنّ الوضع قد يكون دراميّاً في سباق جائزة استراليا الكُبرى في 16 آذار/ مارس المقبل.
يقول هورنر: ‘‘أعتقد أنّنا سنشاهد العديد من السّيارات الّتي لن تتمكّن من إنهاء السّباق، رُبّما قد تصل نسبتها إلى 50% في الجولة الأولى.
‘‘نواجه تحدّياً فيما يتعلّق بالوقود لهذا العام، حيث أنّه لا يمكن استخدام أكثر من 100 كلغ من الوقود عند بداية السّباق، ولكن مشاكل الموثوقيّة في السّباقات الأولى ستكون محور جميع الأحاديث.
‘‘بالإضافة إلى ذلك، لا نملك سوى خمس وحدات طاقة طوال الموسم.’’
انقسام في بطولة الفورمولا واحد
إضافةً إلى جميع التّحدّيات فيما يتعلّق بموثوقيّة السّيارات، يتخوّف هورنر من أن تتمكّن الفرق ذات الإمكانيات والمصادر الضّخمة من الابتعاد عن فرق متوسّط الترتيب هذا العام وذلك نتيجة القوانين الجديدة.
يضيف هورنر: ‘‘تواجه فرق مؤخّرة الترتيب تحدّياً كبيراً مع النّفقات الّتي تترافق مع وحدات الطّاقة الجديدة.
‘‘سوف تصبح الفروقات بين الفرق أكبر.
‘‘عندما تحصل تغيرات كبيرة في القوانين تعني بداية تصميم السّيارة من الصّفر، فإنّ الفرق الّتي لديها مقدرة على الاستثمار، والّتي تملك المصادر والمعطيات والتجهيزات المتطوّرة سوف تتمكّن من إنتاج سيّارة متطوّرة أكثر من بقيّة الفرق.’’
وعند سؤاله إن كان هذا الأمر سوف يؤدّي إلى انقسام بطولة الفورمولا واحد إلى بطولتين داخليّتين، أجاب هورنر: ‘‘أعتقد أنّنا قد نواجه وضعاً مشابهاً خلال عام 2014.
‘‘لهذا الأمر يُعتبر الثّبات في القوانين أمراً مهمّاً، فعند حصول ذلك سوف تصبح جميع الفرق تتمتّع بنفس السّرعة.
‘‘من المؤكّد أن القوانين الجديدة لهذا العام ستغيّر من قواعد اللعبة.’’
لنتذكّر قليلاً…
اعتادت بطولة العالم للفورمولا واحد في الآونة الأخيرة على انسحاب عدد قليل جدّاً من السّيارات خلال السّباق نتيجة مواجهتها لمشاكل في الموثوقيّة.
وفي العقد الأخير، أنهت جميع السّيارات المشاركة السّباق كامل المسافة خلال مناسبتين، في الجائزة الأوروبيّة الكبرى عام 2011 (24 سائقاً عبروا خط النهاية) وفي جائزة إيطاليا الكبرى عام 2005 (20 سائقاً عبروا خط النهاية).
كما أنّ السّيارات السّتة الّتي شاركت في سباق جائزة إنديانابوليس الكُبرى كانت قد أنهت السّباق أيضاً.
نسبة انسحاب تصل إلى 50% في سباق جائزة استراليا الكُبرى سوف تقدّم شيئاً مختلفاً بالتأكيد في الفورمولا واحد، ولكن يجب أن ترتفع هذه النّسبة بشكلٍ كبير لكي تتغلّب جائزة ملبورن لهذا العام على لقب أقل عدد من السّيارات عبرت خطّ النهاية.
آخر سباقٍ فوضوي بشكلٍ كبير كان خلال جائزة موناكو الكبرى لعام 1996، حيث كان الفائز بالسّباق أوليفيه بانيس أحد أربع سيّارات لتعبر خطّ النهاية.
تجدر الملاحظة إلى أنّ عدد السّيارات المصنّفة وصل إلى سبعة، حيث أنّ ثلاثة سيّارات أخرى تمكّنت من قطع أقل مسافة ممكنة من أجل التّصنيف قبل تعرّضها لحوادث.
أمّا بالنّسبة للسباق الّذي يحمل لقب أقل عدد من السّيارات لتعبر خط النّهاية في تاريخ البطولة فهو سباق جائزة موناكو الكبرى لعام 1966.
حيث كان الفائز بالسّباق جاكي ستيورات أحد أربع سيّارات مصنفة في التّرتيب، علماً أنّ صاحب المركز الرابع بوب بوندُرانت كان متخلّفاً عن ستيوارت بفارق خمس لفّات.