إن كان يجب تلخيص سباق البرازيل، الجولة قبل الختامية لموسم 2022 للفورمولا 1، بكلمة واحدة، ستكون دراما. دراما انتهت بتحقيق جورج راسل لفوزه الأول في البطولة.
راسل، وبعد انطلاقه من المركز الأول إثر فوزه بالسباق التأهيلي الذي أُقيم بعد ظهر السبت في حلبة إنترلاغوس البرازيلية، أحكم سيطرته على المركز الأول واحتفظ بصدارته، فيما كانت هناك فوضى خلفه في المنعطفات الأولى من السباق.
إذ أن الاحتكاك بين دانيال ريكاردو [ماكلارين] وكيفن ماغنوسن [هاس] أدى إلى انسحاب الثنائي من السباق، ودخول سيارة الأمان.
عند مواصلة السباق، بدأ لويس هاميلتون هجومًا على غريمه التقليدي في ريد بُل ماكس فيرشتابن على الفور، وحاول تجاوزه وصولًا إلى المنعطف الأول، ولكن كان هناك احتكاك بين الثنائي، أدى إلى تراجع فيرشتابن في الترتيب إثر تضرر سيارته، فيما تراجع هاميلتون بضعة مراكز ولكن لم يكن مجبرًا على إجراء توقف صيانة، بخلاف فيرشتابن الذي حصل على عقوبة إضافة 5 ثواني على توقيته.
كما حصل سائق فريق ماكلارين لاندو نوريس على عقوبة مماثلة بسبب حادثة الاحتكاك بينه وبين منافسه في فيراري شارل لوكلير في تلك اللفات الأولى من السباق.
بالعودة إلى معركة الصدارة، فإن راسل أحكم سيطرته على المركز الأول، وكان بإمكانه التحكم بالفارق إلى سيرجيو بيريز باستمرار، مع تواجد بيريز بالمركز الثاني، فيما كان على هاميلتون تجاوز منافسيه في متوسط الترتيب.
كانت وتيرة هاميلتون قوية، مع تمكنه من تجاوز كافة منافسيه، والعودة إلى معركة الصدارة، مع تمتع سيارة مرسيدس ‘دبليو 13’ بسرعة عالية طوال مجريات السباق، مع عودته إلى دائرة المنافسة على المركز الثاني.
بعد توجه راسل وبيريز إلى منطقة الصيانة لإجراء التوقفات الأولى، تمكن هاميلتون من تأخير توقفه، وعندما توجه بطل العالم 7 مرات إلى منطقة الصيانة كان بإمكانه مواصلة السباق خلف راسل وبيريز، وسائق فريق فيراري كارلوس ساينز، ولكنه تمكن من تجاوز سيانز، وبيريز، ليبدأ بعدها مهمة مطاردة راسل.
إلا أن راسل تمكن من المحافظة على سرعة جيدة ليحتفظ بفارق مريح أمام هاميلتون، وذلك لحين توجه بيريز لإجراء توقف الصيانة الثاني، وليرد فريق مرسيدس باستدعاء هاميلتون على الفور، ومن ثم راسل.
هذا الأمر أدى إلى استمرار راسل، هاميلتون، وبيريز في المراكز الثلاثة الأولى، ومع فروقات ملحوظة بينهما، واستقرار السرعة مع عدم قدرة هاميلتون تقليص الفارق إلى زميله.
إلا أن انسحاب نوريس مع تبقي 20 لفة على نهاية السباق، إثر مشكلة في وحدة الطاقة على متن سيارته، أدى إلى دخول سيارة الأمان، مع تلاشي الفروقات بين كافة السائقين، واتجهت الأنظار إلى معركة الصدارة، وذلك مع استخدام ثنائي مرسيدس للإطارات اللينة، وبيريز للإطارات متوسطة القساوة.
فور مواصلة السباق، كان بإمكان راسل الاحتفاظ بالمركز الأول، والابتعاد عن حدود الـ ‘دي أر أس’ أمام هاميلتون، ليحكم سيطرته، ويفوز بسباقه الأول في الفورمولا 1، وهذا هو فوز مرسيدس الأول في الموسم الحالي، هذا الموسم الذي شهد تراجعًا كبيرًا في مستوى أداء مرسيدس في الجولات الأولى، وصعوبة التأهل ضمن المراكز العشرة الأولى.
بينما اكتفى هاميلتون بالمركز الثاني، بفارق 1.5 ث خلف زميله راسل عند خط النهاية، فيما كان بيريز الضحية الأكبر لاستخدام الإطارات متوسطة القساوة خلف سيارة الأمان.
إذ أن بيريز كان عرضة للهجوم من عدة سائقين، وتراجع إلى المركز السابع حيث تمكن زميله فيرشتابن من تجاوزه أيضًا، علمًا أن فريق ريد بُل أعلم بيريز أن فيرشتابن سيعيد المركز له في حال لم يتمكن من تجاوز السائقين أمامه.
إلا أن فيرشتابن، ورغم عدم تجاوزه لأية سيارات إضافية، رفض الالتزام بأوامر الفريق، واحتفظ بمركزه السادس أمام بيريز الذي اكتفى بالمركز السابع، وسط غضبٍ واستياءٍ كبير مما حصل.
استفاد كارلوس ساينز من إجراء توقف صيانة فور انسحاب لاندو نوريس، ليتمكن من تجاوز بيريز عند مواصلة السباق وليصعد إلى منصة التتويج بالمركز الثالث، فيما اجتاز شارل لوكلير خط النهاية بالمركز الرابع، علمًا أنه كان قد طلب أيضًا تجاوز ساينز في اللفة الأخيرة للتفوق على بيريز في المعركة على المركز الثاني في ترتيب بطولة العالم للسائقين.
كما أظهر فرناندو ألونسو تقدمًا ملحوظًا في هذا السباق، الذي شهد تراجعه في الترتيب وإكماله لـ 4 توقفات صيانة، واجتاز خط النهاية بالمركز الخامس فيما جاء زميله إستيبان أوكون بالمركز الثامن، أمام سائق فريق ألفا روميو فالتيري بوتاس الذي تفوق على لانس سترول وسيباستيان فيتيل تباعًا.