حافظت تويوتا على أفضليتها في الموسم الأول من بطولة العالم للراليات الصحراوية (دبليو 2 آر سي) بعد أن تمكن السائقان ناصر بن صالح العطية ويزيد الراجحي من إنهاء رالي المغرب الصحراوي، الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة في المركزين الثالث والرابع على الترتيب.
وتمكن السائق القطري ناصر العطية، رفقة ملاحه الفرنسي ماتيو بوميل وعلى متن سيارة تويوتا “جي آر دي كايه آر هايلوكس”، من الفوز بالمرحلة التأهيلية والمرحلة الخاصة الثالثة من (أصل مراحل الرالي الخمس). رغم ذلك، تسبب سلسلة من انثقابات الإطارات بخسارة العطية للكثير من الوقت في المرحلة الخاصة الثانية، لكنه تقدم من المركز السابع إلى المركز الثالث في الترتيب الإجمالي للرالي ليخطف صدارة البطولة بفارق 22 نقطة أمام غريمه الفرنسي سيباستيان لوب، الذي اضطر للانسحاب من الرالي في اليوم الخامس بسبب مشكلة ميكانيكية في سيارته.
وقال العطية، الذي خسر فرصة تحقيق لقب رالي المغرب للمرة السابعة في مسيرته: “لم يكن رالي سهل، ولم تسمح لنا مشاكل الإطارات بالمنافسة على الفوز. لكننا سجّلنا بعض التواقيت التنافسية والآن نتوجه إلى إسبانيا وبحوزتنا أفضلية جيدة في صدارة البطولة”.
من جانبه، دخل السائق السعودي يزيد الراجحي غمار رالي المغرب الصحراوي مع الملاح الألماني، والذي سباق وإن فاز مرتين في المغرب، ديرك فون تستسيفيتس. وتصدر الراجحي الرالي في أحد مراحله مع الوصول إلى معسكر طانطان الأول، لكن السعودي خسر حوالي 38 دقيقة نتيجة لعطل في محور التوجية في المرحلة الثالثة ليتراجع إلى المركز الثالث في الترتيب الإجمالي. إلا أن الراجحي عاد وفاز بالمرحلة الخاصة الرابعة وتقدم مرة أخرى في الترتيب إلى المركز الرابع وحافظ على هذا المركز حتى خط النهاية في أغادير. بذلك يحتل الراجحي المركز الثالث في ترتيب البطولة قبل رالي الأندلس، الجولة الأخيرة لهذا الموسم.
وعن ذلك قال الراجحي: “المغرب كان راليًا صعبًا وتجربة قاسية لكل المتنافسين، سواء على صعيد القيادة أو الملاحة. إنها مشاركتي الخامسة هنا وهي تحضير جيد لرالي داكار”.
وأكمل السعودي: “خضنا أوقات صعبة في هذا الرالي على مدى الأيام الستة الماضية. لكنني فخور بفوز بمرحلتين كما أن ديرك قام بعملٍ جيد”.
وبدأ كل من الراجحي والعطية الرالي الغربي بأقوى صيغة ممكنة، حيث أنهيا المرحلة التأهيلية، التي حددت ترتيب الانطلاق للمرحلة الصحراوية الأولى بين أغادير وطانطان والتي يلغ طولها 316.21 كلم، في المركزين الأول والثاني. حيث تمكن القطري من تسجيل التوقيت الأسرع في المرحلة التأهيلية متقدمًا بفارق 8 ثوانٍ أمام الراجحي، بينما احتل سائق فريق “البحرين رايد إكستريم” المركز الثالث متأخرًا بفارق 5 ثوانٍ إضافية.
خطف الراجحي الصدارة المبكرة للرالي بعد الفوز بأول مرحلة صحراوية خاصة في الرالي متقدمًا على العطية بفارق يزيد عن 3 دقائق.
في المرحلة الخاصة الثانية، التي جرت بين طانطان والعيون بطول 316.13 كلم، تعرض العطية لسلسلة من مشاكل مختلفة في الإطارات، الأمر الذي أجبره على التراجع إلى المركز السابع في الترتيب الإجمالي، بعد خسارة ما يقارب 53 دقيقة.
وقال العطية عن هذه المرحلة: “كانت المرحلة صعبة، وتعرضتُ لأربعة انثقابات وخسرنا الكثير من الوقت. تلقينا مساعدة من فان لون [إيريك] عند خط النهاية وياكوبيني [خوان كروز] وتمكنا من إنهاء المرحلة في المركز الخامس”.
وأنهى الراجحي هذه المرحلة في المركز الثامن ليتراجع إلى خلف لوب وأورلاندو تيرانوفا وغيرلان شيشريه في المركز الرابع.
استعاد العطية وتيرته في المرحلة الخاصة الثالثة، التي جرت حول منطقة العيون وبطول 298.83 كلم وتحت ظروف جوية صعبة، ليسجّل التوقيت الأسرع بفارق 1 دقيقة و21 ثانية أمام الفرنسي شيشريه (الذي يقود سيارة برودرايف هانتر بي آر أكس)، بالتالي تمكن العطية من تقليص الفارق إلى شيشريه في الترتيب الإجمالي للرالي إلى 27 دقيقة و37 ثانية.
نتيجة تأديته الرائعة في هذا اليوم، تقدم العطية إلى المركز الرابع، بينما تراجع الراجحي إلى المركز السابع بعد خسارة ما يعادل 38 دقيقة في اليوم نتيجة مشكلة في سيارته.
ردّ الراجحي بقوة في المرحلة ما قبل الأخيرة، بالعودة إلى طانطان من العيون والبالغ طولها 345.98 كلم، وتفوق السعودي على شيشريه بفارق 90 ثانية. وأنهى العطية هذه المرحلة في المركز الثالث، في حين انسحب لوب من هذه المرحلة، ما عزز حظوظ العطية في حسم لقب البطولة.
منحت نتيجة هذه المرحلة العطية والراجحي دفعًا جيدًا على صعيد ترتيب الرالي الإجمالي حيث تقدما إلى المركزين الثالث والرابع.
حافظ السائقان العربيان على مركزيهما (الثالث للعطية والرابع للراجحي) في الترتيب الإجمالي بعد نهاية المرحلة الخامسة والأخيرة من الرالي بين طانطان وأغادير، والتي بلغت مسافتها 289.5 كلم. إلا أن المنظمين قاموا باختصار هذه المرحلة نتيجة صعوبات في الرؤيا.
في النتائج النهائية للرالي، تمكن الفرنسي شيشريه من الفوز بالرالي أمام الأرجنتيني أولاندو تيرانوفا، سائق فريق البحرين رايد إكستريم، بفارق 10 دقائق و55 ثانية، بينما أكمل العطية منصة التتويج أمام الراجحي، الذي احتل المركز الرابع. وأكمل المراكز الخمسة الأولى السائق التشيكي مارتن بروكوب.
وتنطلق المرحلة الأخيرة من البطولة في الأندلس في إسبانيا في 18 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 23 من الشهر نفسه.