جلب فريق فيراري حزمةً جديدةً من التحديثات الانسيابية إلى جائزة سنغافورة الكبرى، الجولة 15 لموسم 2019 من بطولة العالم للفورمولا 1، مع السعي إلى معالجة نقاط ضعف السيارة. لكن القطع الجديدة الأخيرة قد تؤدي، في الوقت ذاته، إلى تحسين ثقة فيتيل بالسيارة بشكلٍ كبير.
منذ بداية الموسم الحالي، فإن فيتيل يصرح باستمرار عن افتقاره للثقة أثناء قيادة سيارة ‘أس أف 90’، وهذا الأمر يحول دون استخراج أقصى قدراته السيارة ودون قدرته على الضغط إلى أقصى الحدود، إذ أن فيتيل لا يمكنه التنبؤ باستجابة السيارة أثناء الكبح واجتياز المنعطفات.
هذه مشكلةٌ لم يواجهها زميله في الفريق شارل لوكلير بشكلٍ كبير، إذ أن لوكلير انضم إلى فريق فيراري في الموسم الحالي قادماً من ساوبر (ألفا روميو)، واعتاد على افتقار السيارة للارتكازية، وبالتالي بإمكانه الضغط على السيارة بشكلٍ أكبر.
المزيد من أخبار الفورمولا 1!
لوكلير يتوقع معاناة فيراري في سنغافورة
هاميلتون يتوقع احتدام المنافسة ضد فيراري وريد بُل
فيتيل لا يعتقد أن الفترة الحالية هي الأسوأ له في الفورمولا 1
هذا لا يعني بأن فيتيل لا يتمتع بـ ‘الموهبة اللازمة’، أو السرعة اللازمة، لقيادة سيارة فيراري في الموسم الحالي. لكن ببساطة، هو لديه أسلوب قيادة حساس يتطلب ضبط السيارة بشكلٍ مثالي وشعوره بثقةٍ كبيرة ليظهر قدراته الحقيقية.
وتشهد جائزة سنغافورة الكبرى تغييراً في النهج الذي يتبعه فريق فيراري مع تحديثاته، وهذا التغير يسعى، بشكلٍ أساسي، إلى تحسين ثقة فيتيل.
عادةً، يكون العمل على زيادة فعالية القسم الخلفي من السيارة، وتحديث القسم الخلفي، ابتداءً من الفتحات الجانبية وحتى موزع الهواء الخلفي، هو الأسهل مع سيارات الجيل الحالي، نظراً لأن أية تحديثات في القسم الأمامي يجب أن تترافق مع تعديلات في بقية أقسام السيارة بسبب الحساسية الانسيابية الكبيرة للسيارات في هذه الحقبة.
في الوقت ذاته، تبقى نقطة الضعف الأبرز لسيارة فيراري هي التصميم، غير الناجح، للجناح الأمامي المختلف عن بقية المنافسين، والذي لم يكن فعّالاً كما كان مرجواً في الفترة الشتوية. تغيير تصميم الجناح الأمامي يعتبر مستبعداً، إن لم يكن مستحيلاً، في الموسم الحالي نظراً لأن هذا المفهوم سيؤثر بعمل السيارة بأكملها.
وبالتالي، كان على فريق فيراري التأقلم مع الوضع الحالي، والحد من الأضرار وزيادة فعالية القسم الأمامي من السيارة، وهذا ما تمثّل بالقطع الجديدة.
أبرز تلك القطع تتميز بإضافة صفيحة انسيابية، شبه أفقية، متموضعة أسفل مقدمة السيارة، وبحيث تمتد نحو داخل السيارة باتجاه زعانف الانعطاف والتوجيه أسفل القسم الأمامي.
هذه القطعة الجديدة ليست ثورية، وإنما هي استمرار لنهج اتبعه العديد من الفرق مثل رايسنغ بوينت وألفا روميو. من الواضح أن القطعة الجديدة على متن سيارة فيراري غير ‘مدمجة’، وإنما تأتي بمثابة إضافة لزيادة فعالية القسم الأمامي وزيادة الارتكازية التي تولّدها السيارة في القسم الأمامي.
هذه الصفيحة الجديدة تترافق مع تعديلات في زعانف الانعطاف، إضافةً إلى تعديلاتٍ في أرضية السيارة، لضمان تنظيم تدفق التيارات الهوائية بشكلٍ مثالي وصولاً إلى موزع الهواء الخلفي.
كيف ستؤدي هذه التحديثات إلى زيادة ثقة فيتيل بالسيارة أثناء القيادة إذاً؟ أسلوب قيادة فيتيل يعتمد على تأخير الكبح وصولاً للمنعطفات، ومن ثم التعامل مع دواسة الوقود لضمان استقرار السيارة أثناء التسارع واجتياز المنعطف.
هذا الأسلوب، سواءً كان بتأخير الكبح أو اجتياز المنعطف، يتطلب ثقةً كبيرةً من السائق بالسيارة. إذ أن تأخير الكبح يعني الثقة باستقرار القسم الأمامي من السيارة والقدرة على التنبؤ باستجابته مع هذا التأخير والكبح القاسي وصولاً إلى المنعطف.
ومن ثم، فإن التعامل مع دواسة الوقود أثناء اجتياز المنعطف يتطلب ثقةً بالقسم الخلفي من السيارة، وضمان عدم انزلاق القسم الخلفي والقدرة على السيطرة على السيارة أثناء اجتياز المنعطف، وهو أمرٌ كان من أبرز عوامل نجاح فيتيل في الحقبة الذهبية للألماني مع فريق ريد بُل بين 2010 و2013.
اقرأ أيضاً
ريكاردو: فيتيل بحاجةٍ لسباقٍ وحيد قوي فقط
فيتيل يؤكد أن تراجع تأديته ليس نتيجة عوامل نفسية
في السابق، لم يكن بإمكان فيتيل الثقة بالسيارة أثناء الكبح، وهذا الأمر ترافق مع عدم قدرته على الوصول إلى المنعطف بشكلٍ مثالي، وبالتالي لم يكن بإمكانه استخراج أقصى قدرات السيارة أثناء اجتياز المنعطف.
ومع التحديثات التي قام بها فريق فيراري منذ بداية الموسم في القسم الخلفي، وتحسين استقرار السيارة أثناء اجتياز المنعطفات، فإن الفريق يأمل أن تؤدي القطع الجديدة التي جُلبت إلى جولة سنغافورة إلى زيادة ثقة فيتيل بالقسم الأمامي، ما سيسمح له بإظهار المزيد من قدراته لإنهاء الموسم الحالي بأفضل طريقة ممكنة.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن هذه التحديثات جاءت في حلبةٍ شهدت تحقيق فيتيل لنجاحٍ كبير في السابق، وهي حلبة مارينا باي التي تكافئ السائق الذي يثق بسيارته بشكلٍ كبير.