فريق مرسيدس يتمتع ببدايةٍ من الأفضل في تاريخه في بطولة العالم للفورمولا 1، حتى رغم السيطرة التي تمتع بها في بداية الحقبة الهجينة في 2014، ولكن رغم ذلك، فإن الفريق جلب حزمةً من التحديثات الانسيابية في جائزة ألمانيا الكبرى، الجولة 11 من الموسم، التي تؤكد عدم وجود تهاون على الصعيد التطويري.
من المؤكد أن سيارة مرسيدس ‘دبليو 10’ كانت ملفتةً للنظر عندما ظهرت للمرة الأولى في منطقة الصيانة لحلبة هوكنهايم يوم الخميس، مع التوجه إلى منطقة الفحص التقني للاتحاد الدولي للسيارات، وذلك مع ألوانها المعدّلة مع احتفال مرسيدس بـ 125 عاماً من المساهمة في عالم رياضة المحركات.
ولكن بعيداً عن جمالية سيارة مرسيدس، كانت هناك العديد من القطع الجديدة والتحديثات الانسيابية التي تؤكد أن فريق مرسيدس يستمر بالضغط ويتمتع بوتيرة تطويرية عالية سعياً لتحسين مستوى تأدية سيارته. لكن لمَ قد يرغب فريق مرسيدس بالقيام بذلك في ظل الأفضلية المريحة التي يتمتع بها في الوقت الحالي؟
ببساطة، القوانين التقنية لموسم 2020 من الفورمولا 1 لا تشهد وجود أية تغييرات جذرية، وبالتالي فإن المكاسب التي يحققها فريق مرسيدس مع سيارة الموسم الحالي يمكن الاستفادة منها السنة المقبلة، وقد تعني محافظة مرسيدس على فارقٍ يضمن التفوق على المنافسين في 2020 أيضاً.
هذا الأمر سيكون لديه فوائد إضافية نظراً لأن أفضلية مرسيدس حتى نهاية الموسم الحالي وعلى مدار 2020 ستساهم في منح الأسهم الفضية مجالاً لاستثمار المزيد من الموارد في تصميم سيارة ‘الحقبة المقبلة’ من الفورمولا 1 التي تبدأ في 2021 في ظل وجود تغييرات جذرية في كافة المجالات.
مع سيارة مرسيدس ‘دبليو 10’ في حلبة هوكنهايم، البداية من الجناح الأمامي، حيث يحافظ فريق مرسيدس على التصميم ذاته، دون وجود أية تعديلات جذرية نظراً لفاعلية هذا التصميم، ولكن مع اعتماد تغيير بسيط جداً في الصفائح الجانبية وإضافة فاصل جديد من شأنه تعديل أسلوب تدفق التيارات الهوائية بشكلٍ طفيف نحو بقية أقسام السيارة التي تتميز بتغييراتٍ ملحوظة.
إذ قام فريق مرسيدس بإضافة جُنيح صغير خلف الذراع العليا لنظام التعليق الأمامي، ينساب مع تموضع هذه الذراع، ويوّجه تدفق التيارات الهوائي بشكلٍ أفضل نحو الفتحات الجانبية والصفائح.
هذا الجنيح الجديد ترافق مع تعديل الصفائح المرتبطة بالفتحات الجانبية لسيارة ‘دبليو 10’، إذ كان هناك، في السابق، صفيحتان أفقيتان ترتبطان باللوحة العلوية في منطقة الفتحات الجانبية، ولكن تم تعديل هذا التصميم بحيث تبقى هناك صفيحة أفقية وحيدة، بينما أصبحت الصفيحة الثانية بزاويةٍ قائمة، ما يُنشئ منطقة أوسع لتنظيم تدفق التيارات الهوائية نحو أرضية السيارة والقسم الخلفي.
كما أن اللوحات الانسيابية، على جانبَي مقصورة القيادة، شهدت تعديلاتٍ، إذ أنها أصبحت أقل سماكةً، ولم تعد بنفس الضخامة، وبحيث يتميز تصميمها بشقوقٍ بدلاً من أن تكون لوحة وحيدة متصلة، لتصبح بذلك مؤلفةً من عدة صفائح صغيرة ومتصلة ببعضها البعض من خلال سلسلة من الشقوق.
أرضية سيارة مرسيدس ‘دبليو 10’ شهدت المزيد من التعديلات أيضاً. لا توجد تغييرات جذرية، ولكن هناك المزيد من الفتحات في الأرضية لضمان وصول التيارات الهوائية بطريقةٍ منتظمة وبأفضل أسلوب نحو موزع الهواء الخلفي.
ويجلب فريق مرسيدس صفائح جانبية جديدة، بمفهومٍ مختلف، للجناح الخلفي للسيارة. إذ أن قوانين الموسم الحالي تحظر وجود أية شقوق أفقية في الصفائح الجانبية للجناح الخلفي، ولكن فريق مرسيدس تحايل على هذه القوانين من خلال إضافة العديد من الزعانف الأفقية. فعلياً، لا توجد أية شقوق في الصفائح الجانبية، ولكن إضافة هذه الزعانف الانسيابية سيحاكي، بشكلٍ أو بآخر، أسلوب عمل الشقوق، وسيضمن دفع المزيد من التيارات الهوائية بعيداً عن السيارة وبالتالي التقليل من قوة السحب للسيارة، وزيادة سرعتها على الخطوط المستقيمة.
وبعد التحديات التي واجهها فريق مرسيدس في جائزة النمسا الكبرى في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ ملحوظ، قام الفريق بتعديل غطاء المحرك وفتحه بشكلٍ أكبر في المنطقة المحيطة بالنظام العادم، وذلك لزيادة فاعلية التبريد لأنظمة السيارة نظراً لأن هذه المشكلة حالت دون استخلاص فريق مرسيدس لأقصى قدرات سيارته في جولة النمسا.
وبعيداً عن فريق مرسيدس، فإن فريق رايسنغ بوينت جلب حزمةً من التحديثات الجذرية لسيارته بعد المصاعب التي واجهها في الجولات الماضية، إذ أن هذا هو القسم الأول من التحديثات، على أن يتم جلب القسم الثاني في جائزة المجر الكبرى الأسبوع المقبل.
حيث جلب فريق رايسنغ بوينت مرايا جديدة، إضافةً إلى اعتماد نهج مختلف كلياً للفتحات الجانبية ولأنظمة التبريد وغطاء المحرك، بينما جلب فريق ويليامز الحزمة الأولى من التحيثات الجذرية لموسم 2019 بعد البداية الكارثية للفريق البريطاني، حيث تركزت التحديثات، بشكلٍ أساسي، في منطقة الصفائح واللوحات الجانبية.