سيُجبر غياب فريقي كاترهام وماروسيا عن سباق أوستن نهاية الأسبوع الجاري الرياضة على طرح السؤال ما إذا كانت المشاكل المالية هي مسألة معزولة أو أزمة تلوح في أفق المدى البعيد.
وبدا في وقت سابق من السنة الحالية أن هناك خرقاً قد حصل مع الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” والفرق الداعمة لفكرة تحديد سقف للنفقات.
لكن وبعد أشهر قليلة، نعت الفرق الكبيرة هذه الفكرة عندما صوّتت عليها المجموعة الاستراتيجية للفورمولا واحد. بحجة عدم القدرة على تطبيقها.
وبالطريقة التي تسير بها العمليات لاعتماد قانون ما، جاءت معارضة هذه الفرق لتضع الاتحاد الدولي أمام آمال ضعيفة لدفع خطة الحد من النفقات وسط معارضة للاقتراح.
وهذا ما أثار مخاوف الفرق الصغيرة، التي حذّرت من مواجهة الفورمولا واحد أزمة مالية في حال عدم اتخاذ أية خطوات بهذا الشأن.
والآن وسط مشاكل فريقي ماروسيا وكاترهام، تم البحث بالأمر بطريقة أكثر جدية.
> تحليل: لماذا لا يمكن للفرق الصغيرة تحمّل أعباء الفورمولا واحد
وبغض النظر عن مصير الفريقين، أكثر ما يهم الفورمولا واحد هو ما إذا كان القيّمون على الرياضة سيتقبلون فكرة الحاجة إلى القيام بردة فعل لتدارك الأمر.
لودون: حسّنوا العايير الاقتصادية أولا، وليس العرض
بقي الرئيس الرياضي في ماروسيا غراييم لودون بعيداً عن التكلم إلى وسائل الإعلام عمداً، لتفادي التطرّؤ لوضع فريقه منذ أن أصبح الفريق في عهدة الحراس القضائيون، لكن في مقابلة إعلامية أجراها الشهر الفائت، أعرب عن تخوّفه من الأزمة المالية المحدقة بالرياضة.
وأعرب عن اعتقاده أن الخطر الذي يثير المتاعب في مؤخرة ترتيب الفرق يمكن أن يؤدي بالفورمولا واحد إلى مكان لا تعود فيه تثير اهتمام المشجعين.
وقال لودون لـ أوتوسبورت: “رؤيتنا، وهي رؤية للمدى البعيد، هي بالاعتماد على القاعدة الجماهرية، هذه رياضة قيّمة من الناحيتين الرياضية والاقتصادية”.
“لا يمكن لأحد تحمل أعباء هذا المستوى من المصاريف دون إلحاق الضرر بالرياضة وبالمشهد العام. ونحن نخاطر بخسارة أمرٍ ثمينٍ على الرياضة المحافظة عليه، وهو القاعدة الجماهرية”.
“لذا الفكرة الأساسية هي محاولة التوصل لاستراتيجية يمكن للجميع اعتمادها، ويمكن في الوقت نفسه أن تساعد في نمو الرياضة، وتُعطي الجماهير ما تريده وتنتقل بالفرق إلى مياه أكثر هدوءاً وأكثر ثباتاً. ويمكننا حينها التركيز على العرض”.
لم يفوا بوعود تحديد سقف للنفقات
وبعد أن تزايد الضغوطات على الفرق الصغيرة، وطرح فكرة إدخال سيارة ثالثة، أكّد لودون أن المشكلة الأكبر ليست النفقات في الوقت الحالي، لكن افتقاد الاستراتيجية للمدى البعيد هو الأمر الذي قد يطيح بهم مستقبلاً.
وأضاف: “أعتقد أن الرياضة ستكون في حال أسوأ في حال لم يكن لدينا محيط يؤمن على الأقل الاستمرارية”.
“واحد من العوامل الأساسية الذي حصل بعد انضمامنا إلى الفورمولا واحد هو الوعود بأن سقف النفقات سيعود إلى المستوى الذي كان عاليه في بداية تسعينيات القرن الماضي. وهذا كان واضحاً [في الميزانيات الأساسية التي تم تحديدها].
“وبالنسبة لشركات مثلنا، علينا جذب المستثمرين. وواحد من الأمور الأساسية هو أن المستثمرين ينظرون دائماً إلى الاستقرار، النزاهة وتقديم النتائج حسب الوعود”.
“وأعتقد أنه من الهام جداً أن لا ينسى المصنع واقع أن عليه جعل نفسه جذاباً للمستثمرين”.
“سيولة معظم فرق الفورمولا واحد شفافة جداً ومنفتحة إلى أقصى الحدود، كما أن مستنداتها متاحة للعلن، ومن الواضح رؤية أن لا أحد يحقق أرباحاً طائلة في الوقت الحالي”.
“وهذه هي المصاعب الأساسية التي على القيّمين على الفورمولا واحد والفرق الكبيرة التفكير بها كثيراً ولوقت طويل الآن”.
يبدو أن تحذيرات الفرق الصغيرة أُطلقت من أسس صلبة: لكن هل ستأتي ردة فعل لفورمولا واحد بطريقة تضمن مستقبلاً أكثر لمعاناً، أو تمضي قدماً معتقدة أن ليس هناك من خطب ما؟
جميع العيومن مسلّطة على الأجوبة من أوستن.