عاد عُشّاق الفورمولا واحد الى صالات السينما هذا الأسبوع مع الفيلم الوثائقي الجديد الذي يحمل عنوان واحد والذي يُصوّر المرحلة السابقة من السباقات التي كانت مليئة بالحوادث.
قد لا يكون لفيلم واحد الذي يُرسل رسالة من منظور السلامة نفس الإقبال على فيلم هوليوود راش، الإندفاع، أو أو نفس الكاريزما التي صاحبت فيلم سينا، ولكن بالتأكيد سيجعل قلبلك يدّق بسُرعة فهو سيُذكّرك بالأسباب التي نعشق لأجلها سباقات الفورمولا واحد.
ولكن من المُؤسف أن نرى لقطات لدايفيد بورلي وهو يُحاول يائسًا ومن من دون جدوى إنقاذ روجر ويليامسون بعد الحادث الذي تعرض له في العام 1973 خلال جائزة هولندا الكُبرى. ولكن في نفس الوقت ستتنفسّ الصُعداء عندما تشهد لفة أونبورد لإيرتون سينا داخل سيارة ماكلارين في العام 1990 وهو يلّف أرجاء حلبة موناكو.
الحسّ المُشترك في الفيلم هما العاطفة والإلتزام – سواء كان ذلك من خلال السائقين، الميكانيكيين أو حتّى مُدراء الفرق.
لقد دفع بعضهم ثمنًا باهظًا في النهاية، ولكن ساعدت تضحياتهم على وصول الفورمولا واحد الى ما وصلت إليه من نواحي السلامة.
وهذا الشيء دفعني للتفكير بالوضع السخيف الذي إقترحته الفورمولا واحد قبل إنطلاق أروع مواسم البطولة وذلك من خلال منح نقاطًا مضاعفة للسائقين في الجولة الأخيرة في أبوظبي، وهي الفكرة التي لم يطلبها أحدٌ في الواقع.
وبعد موافقة فرق الفورمولا واحد والإتحاد الدولي لرياضة السيارات (فيا) على الإقتراح الذي تقدّم به بيرني إيكلستون، فقد علت صيحات من الإستهجان على شبكة الإنترنت تُندّد بهذا القانون الجديد الذي سيُتيح للسائق 50 نُقطة في الجولة الأخيرة.
إنّ الأنظمة السابقة التي دخلت على البطولة، مثل إعتماد الدي.آر.أس أو التوجّه نحو إطارات أكثر عدوانيّة قوبلت بالرفض والقبول من بعض الجهات والمُتابعين، إلّا إنّه من الصعب جدًا أن تجد شخصًا يُدافع عن القانون الجديد الذي سيبدأ بالعمل به في العام 2014.
منح ضعف عدد النقاط للجولة الأخيرة هو بالتأكيد القانون الأكثر بغضًا من قبل الجميع إذ تُشير إستطلاعات الرأيّ بأنّ 90% على الأقل من المُشجعين ضد العمل بهذا المبدأ.
وكما أظهر فيلم واحد، فإنّ الجماهير وجميع المُشاركين في الجوائز الكُبرى ساندوا الرياضة بسببن نقاوة المُنافسة. كانت السباقات عبارة عن إمتحان بين الإنسان والآلة معًا، ولم تكن بحاجة الى إختراع أشياء سخيفة لكي تجعل السباقات أكثر إثارة.
كانت المُنافسة لمواسم طويلة، في كل يوم وفي كل سباق. في بعض الأحيان تكون المُنافسة في أعلى قمتّها عندما يُحسم اللّقب في الجولة الأخيرة وفي أحيانٍ أخرى ينخفض إلتفاف الجماهير في حال حُدّد البطل قبل موعده. ولكنها ببساطة كانت هذه هي الفورمولا واحد.
خلق حالة وهميّة حيث يُمكن لسائق أن يفوز بالبطولة ليس بسبب فوزه بـ25 نُقطة في سبا أو سوزوكا، ولكن بسبب إحرازه لـ30 نُقطة عبر إنهائه لسباق أبوظبي في المركز الثالث هو شيء مثيرة للسخرية.
إذا كانت قوانين الفورمولا واحد قلقة حقًا من سيطرة فريق أو سائق مُعين على السباقات، فعليها أن تجد حلاًّ لكي لا تُعطي الفرق الكبيرة الكثير من المال مُقارنةً بالفرق الأخرى حتّى لا تتمكن من الحصول على أفضليّة، أو رُبما يجب تطبيق أنظمة تقنيّة جديدة لغلق الفجوة بين جميع الفرق.
لقد فشلت الفورمولا واحد في مُحاولتها لإصلاح مُشكلة عبر إتجاهٍ لم يتوقعه أحد.
الخطر الحقيقي الآن هو تراجع عدد المُشاهدين بسبب القانون الجديد. في هذا العصر التكنولوجي المُتطوّر ومع إزدياد الإقبال على وسائل الإعلام، بات الجميع أقرب الى الرياضة من أيّ وقت مضى. ومن المُهم أن يُسمع لرأيهم في أروقة الفورمولا واحد.
وبعد الضجة الحاليّة، ما هي الأضرار التي ستحدث ما إذا فاز سائق بفضل ضعف عدد النقاط؟ كيف يُمكن للفرق أن تُبرّر فعلتها أمام المُشجعين؟
ينتهي فيلم واحد مع لقطات مُذهلة من العصر الحديث للفورمولا واحد يرافقها أغنيّة لسنو باترول تحت عنوان: إفتح عينيك. إنّه عنوان مُناسب للفورمولا واحد في الوقت الحالي.
لقد قال المُشجعون كلمتهم. حكّام الفورمولا واحد: لقد حان الوقت لكي تفتحوا أعيونكم. يجب أن يُلغى قانون النقاط المُضاعفة.