سوف يتم النّظر في السّنوات القادمة إلى عودة رون دينيس كمركز ثقل لفريق ماكلارين كإحدى أهم نقاط التّحوّل في تاريخ الفريق البريطاني.
كان واضحاً، من خلال خطابه الموّجه لجميع العاملين في قاعدة الفريق في ووكينغ، والّذي استمرّ لعشرين دقيقة، بأنّ رون دينيس لن يتهاون على الإطلاق. خصوصاً بعد أن قال بأنّ التّغيرات سوف تحصل بعد أن أصبح مديراً تنفيذيّاً من جديد.
يتّجه فريق ماكلارين باتّجاهٍ مختلف. وبغضّ النّظر عن نتيجة هذا الاتّجاه المُتّبع، كان يجب تغيير آلية العمل بعد موسم 2013.
لو اختار الفريق المتابعة بالعمل بنفس الآلية على أمل أن تتجّه الأمور نحو الأفضل، لكان في ذلك القرار خطأً كبيراً.
انقلابٌ في مجلس الإدارة
كان من الواضح منذ فترةٍ طويلة بأنّ دينيس، الّذي تخلّى عن منصبه كمديرٍ للفريق عام 2009، لم يكن سعيداً بقرارات خليفته مارتن ويتمارش.
كما أفاد العديد من الأشخاص المطّلعين في الفريق عن محاولات دينيس لإقامة انقلاب في مجلس الإدارة عدّة مراتٍ.
كما أُشيع أنّه حاول في أكثر من مناسبةٍ أن يقوم بجمع الدّعم بحيث يصبح له تأثير أقوى في فريق الفورمولا واحد على حساب ويتمارش.
لم تنجح هذه المحاولات في السّابق، حيث قام مجلس الإدارة بدعم مارتن ويتمارش، مما أظهر بأنّ مالكي الفريق لديهم رغبة أنّ يقوم دينيس بالتّركيز على عمل الفريق خارج الفورمولا واحد وفي سوق السّيارات.
ولكن موسم 2013 المخيّب للآمال بجميع المقاييس -حيث فشل الفريق بالوصول إلى منصّة التّتويج- بالإضافة لإدراك الفريق بأنّ قرار ضمّ سيرجيو بيريز كان خاطئاً أدّى إلى قلب الموازين.
قرار مالكي الفريق بتعيين رون دينيس كمديرٍ تنفيذيّ لمجموعة ماكلارين -بدلاً من ويتمارش- يعني بأنّ الشّك يحوم حول مصير مدير الفريق الحالي.
تغيّرات كبيرة قادمة
أصبح دينيس مُجبراً على اتّخاذ جميع الإجراءات اللّازمة من أجل عودة ماكلارين لتحقيق الانتصارات من جديد، وهو لن يدع عواطفه تحول بينه وبين اتّخاذ القرارات الّتي تحقّق هذه المهمّة.
كما قد أفادت مصادرٌ مطّلعة لأوتوسبورت بأنّ دينيس لا يطمح بالعودة إلى مركز الصّيانة ونيل منصب مدير الفريق من جديد. وبالتّالي يتوجّب عليه اتّخاذ قرار بقاء ويتمارش، أو استبداله بشخصٍ آخر، مثل روس براون.
ولكنّ فريق ماكلارين كان مصرّاً بأنّ القرار حول مصير مدير الفريق لم يُتّخذ حتّى الآن، حيث أنّ الحُكم النّهائي سوف يطلق خلال الشّهر المقبل.
ولأنّ دينيس كان صريحاً فيما يتعلّق بحصول تغيّرات كبيرة، فمن المرجّح أن يتمّ استقدام شخص جديد لصفوف الفريق.
وقبل بداية الشّراكة مع هوندا العام المقبل -الّتي قامت بمساعدة ماكلارين في فترة سيطرتهم على مجريات البطولة خلال ثمانينيّات وأول تسعينيّات القرن الماضي مع وجود دينيس كمديرٍ للفريق آنذاك- وقدوم طاقم تقنيّ خبير للغاية أبرزهم بيتر برودرومو، يدرك الفريق أهميّة استغلال جميع الفرص المتاحة بأفضل الطّرق الممكنة.
عامل عودة فرناندو ألونسو
تناقلت عدّة أوساط بأنّ عودة دينيس إلى واجهة فريق الفورمولا واحد ستترك أثراً سلبيّاً في محاولات الفريق البريطاني خطف السّائق فرناندو ألونسو من فريق فيراري.
حيث أنّ علاقة ألونسو المُضطّربة بدينيس لعبت دوراً أساسيّاً في رحيل السّائق الاسباني عن صفوف الفريق نهاية عام 2007 بعد تفاقم المشاكل. رفض دينيس آنذاك منح ألونسو لقب السّائق الأوّل في الفريق، وما يترتّب على ذلك من ميّزات، في الوقت الّذي شعر ألونسو أنّه يستحق هذا اللقب الّذي وُعد به.
وقام ألونسو بنفسه في العام الماضي بإطلاق سيلٍ من الشّائعات، حيث صرّح بأنّه على الرّغم من عدم اهتمامه في المدى القصير، إلّا أنّه لم يستبعد العودة إلى فريق ماكلارين طالما أنّ دينيس لم يعد مسؤولاً عن فريق الفورمولا واحد.
ولكن مع عدم شغل دينيس لمنصب مدير الفريق، من الممكن خلق بنية معيّنة تقوم بالإبعاد بينهم بشكلٍ كبير ممّا يضمن راحة ألونسو.
ولكن هذا يعتمد على هويّة مدير الفريق وخطّة آليّة عمل الفريق أيضاً.
يجب على دينيس اتّخاذ قرارات هامّة ومفصليّة خلال الأسابيع القليلة القادمة.