إنضم السائق السعودي محمد جاوا، ونجم سباقات الحلبات الكويتي خالد المضف الى فريق “دراغون رايسينغ” الذي يتخذ من دبي مقراً له للمشاركة في سباق “دنلوب” 24 ساعة في دبي، وتشاركان مع جوردان غروغر وفريد فاتيين قيادة طراز “فيراري 458 إيطاليا جي،تي3”.
جاوا شارك للمرة الأولى في هذا الحدث الذي إمتد لفترة 24 ساعة، وللمرة الأولى أيضاً مع فيراري حملت بعض الملصقات من أجل تكريم مايكل شوماخر نجم الفورمولا واحد، والذي يرقد في المستشفى في غيبوبة إصطناعية بعد إصابة قوية تعرض لها على رأسه وهو يمارس رياضة التزلج.
وخلال سباق إمتد لفترة 24 ساعة بدون توقف، إجتازت سيارة فريق “دراغون رايسينغ” التي تحمل الرقم 888، بنجاح تام 586 لفة ودارت حول حلبة دبي أوتودروم، وقامت بما مجموعه 19 توقفاً في المنصات بوقت قدره 1,15 ساعة من أجل أن تتوجه الى خط النهاية بصفة الفائز. وهذا ما يساوي أقل بقليل من 4 دقائق في كل توقف من أجل تبديل السائقين، الإطارات والتزود بالوقود. لذا إعتبر “دراغون رايسينغ” ثاني أسرع فريق في المنصات، بفارق 3 ثوانٍ فقط عن الفريق الفائز في الترتيب العام النهائي “ستادلر موتورسبورت”.
ولا يُعتبر محمد جاوا غريباً عن فيراري كونها تسري في دمائه منذ الصغر، فهو من محبي تجميع السيارات، وعضو مقرّب من مجتمع فيراري في عربية، وقد نجح في إكمال ما مجموعه حوالى 6 ساعات، بما في ذلك مهمة قيادية مزدوجة بقي خلالها على الحلبة لفترة 1,40 ساعة مع الإقتراب من نهاية السباق من أجل تعزيز إستراتيجية الفوز.
جاوا وفريقه دارا حول الحلبة مع لفات سريعة ومستقرة في حوالى 2,5 دقيقتين، وهو أسرع توقيت سجلته سيارة ضمن فئة الـ “برو ـ آم”، وإعتبر هذا الأمر إستراتيجية محددة وحاسمة للفوز بلقب الفئة. غير أن السيارات المشاركة في فئة الـ “برو” (المحترفين) كانت غير مقيدة وسُمح لها بالتسابق بأسرع ما يمكن، وعلى الأقل 5 ثوانٍ أسرع في اللفة.
محمد جاوا علّق بعد السباق قائلاً: “لقد كانت تجربة لا تُصدق بالنسبة لي، وما زلت في حالة صدمة”، وتابع قائلاً: “نحن لم نخطط للفوز بلقب فئتنا، فنحن فريق جديد مع سيارة جديدة، ولم يسبق لنا أن تسابقنا كفريق من قبل، كما أنها أول مشاركة لي على الإطلاق في سباق يمتد لفترة 24 ساعة، لذا مع كل هذه الصعاب كنا فقط نهدف لإنهاء السباق بشكل “نظيف” وعدم التعرض لأي حوادث. لذلك يمكنك أن تتخيل المفاجأة التي شعرنا بها عندما عندما حققنا الفوز في فئة الـ “برو ـ آم” وعندما حللنا في المركز السابع في الترتيب العام النهائي. لقد تنافسنا ضد بعض أهم السائقين العالميين وفرق مصنعية محترفة، لذا علينا أن نكون عقلايين بشأن أهدافنا”.
وتابع جاوا حديثه بحماس كبير ليقول: “حتى لحظة المشاركة في هذا السباق، لا يمكن أن تحضّر ذهنك لما يمكن أن تتوقعه، فكل شيء يجب أن يأتي مع بعضه البعض وبسلاسة، ونحن نعمل مع محترفين في الفريق بأكمله، والجميع يعمل مع تضافر الجهود من أجل تحقيق ذلك. لقد تبدلت الإستراتيجية مرات قليلة خلال الليل وكنا نسير بسرعة وبشكل تام خلف في السيارة، وكانت القيادة مدهشة ورائعة. لقد تحقق حلمي من ناحية التسابق مع فيراري والفوز”.
وأضاف السائق السعودي قائلاً: “القيادة ليلاً كانت الأكثر تحدياً في البداية، خصوصاً أن هناك العديد من فئات مختلفة من السيارات مع سرعات عالية مختلفة، لذلك فإن الإغلاق على تلك السيارات عند زوايا المنعطفات في الليل كان مرهقاً ومحطماً للأعصاب قليلاً، ولكن بعد فترة من الوقت تعتاد على رؤية السيارات ذاتها وتتعلم كيف تُراقبها وتبقى بعيداً عن المشاكل”.
من ناحيته قاد خالد المضف 8 فترات وقال: “لا أصدق! كان هدفنا انهاء السباق دون مشاكل وتفادي الحوادث، لم يكن لدينا أي نية في تحقيق الفوز، ولكننا في الوقت عينه كنا نتقدم بإستمرار ونسجل أزمنة سريعة لنرى بعدها بأننا بالفعل قادرين على الفوز بفئتنا. وخلال الليل، عدلنا بعض الشيء من استراتيجيتنا واتبعنا خطة معينة والحمد لله تمكنا في نهاية المطاف من الصعود إلى منصة التتويج في المركز الأول. عندما بدأت ساعات الفجر بالبزوغ، بدأت الأعصاب تنشد أكثر فأكثر، كلما اقتربت الساعة إلى الثانية بعد الظهر لكما وقفنا أكثر على أعصابنا، لقد كانت لحظات لا توصف لنا ولجميع الفرق الأخرى”.
وتابع قائلاً: “تمكنت من قيادة السيارة لثمان فترات بعضها أثناء الليل وبعضها أثناء النهار، إلا أنه ولابد من الاعتراف بمدى رهبة القيادة في الليل، كون الحلبة مظلمة جداً في بعض المناطق ولا ترى فيها إلا مصابيح السيارات التي تقترب إليك من الخلف في الفئات الأعلى، ولكن بعد ساعة تعتاد على الأمر”.
وختم المضف: “لم نتعرض إلى أية حوادث عدا بعض الرضوض في جسم السيارة وهو أمر متوقع في سباقات التحمل المزدحمة بالسيارات. إلا أننا تفاجأنا بإنسحاب سيارتنا الثانية رقم 88، الأمر الذي أعطانا دافعاً أكبر لتحقيق نتيجة ممتازة وتعويض إنسحاب سيارتنا الثانية. أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى فريق “دراغون للسباقات” وجميع السائقين والطاقم الفني والإداري الذي لولاه لما تمكنا من تحقيق هذه النتيجة المتميزة. كما أود شكر جميع من ساندنا ودعمنا حتى قبل بداية السباق إلى نهايته”.